موسكو تحذر واشنطن من التدخل وطهران تعلن نهاية "العصيان"
٤ يناير ٢٠١٨
في الوقت الذي أعلنت فيه طهران نهاية ما اسمته "العصيان" في عدة مدن إيرانية، حذرت موسكو الخميس واشنطن من مغبة التدخل في "الشؤون الداخلية" لإيران، فيما أفادت وكالة "مهر" بأن وزارة الاتصالات رفعت الحجب عن تطبيق انستغرام.
إعلان
حذرت موسكو الخميس(الرابع من كانون ثان/يناير 2017) واشنطن من التدخل في "الشؤون الداخلية" لإيران بعد أن وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمساعدة الإيرانيين على "استعادة زمام الحكم" في إعقاب التظاهرات الاحتجاجية. وقال مسؤول في البيت الأبيض إنه يجري بحث فرض عقوبات على المتورطين في "قمع" التظاهرات التي قتل خلالها 21 شخصا في خمسة أيام.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مقابلة مع وكالة تاس الرسمية "نحذر الولايات المتحدة من أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية". وقال ريابكوف إنه "رغم المحاولات العديدة لتشويه ما يجري فعلا (في إيران)، أنا على ثقة أن جارتنا وصديقتنا، ستتغلب على صعوباتها الحالية". وانتقد ايضا دعوة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي لعقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن لمناقشة أعمال العنف.
كما حذرت تركيا اليوم الخميس من محاولات أطراف خارجية التدخل في سياسة إيران الداخلية قائلة إن مثل هذه الأفعال قد تؤدي لرد فعل عكسي، وذلك بعد ستة أيام من احتجاجات مُعادية للحكومة في إيران. وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في أنقرة إنه رغم أن من حق المواطنين الإيرانيين التظاهر فمن غير الممكن قبول أفعال تتسبب في وقوع خسائر أو تلحق أضرارا بالممتلكات. وقال إن تركيا لن تقبل "أي تدخل من خلال بيانات خارجية وتغريدات على موقع تويتر تهدف للإخلال بالسلام والهدوء في المجتمع (الإيراني)".
من جانبها، اتهمت إيران الأربعاء في الأمم المتحدة الولايات المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية.
على صعيد متصل، أفادت وكالة "مهر" الإيرانية اليوم الخميس بأن وزارة الاتصالات رفعت الحجب عن تطبيق انستغرام، ما قد يعني التأكيد على استعادة الهدوء وتراجع الاحتجاجات. وكانت السلطات أعلنت الأحد الماضي حجب تطبيقي تليغرام وانستغرام خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد.
وأفادت الوكالة الإيرانية بأن الجهات المعنية في وزارة الاتصالات رفعت الحجب عن تطبيق انستغرام، وأصبح المستخدمون قادرين على الوصول إلى التطبيق. ولم يتضح ما إذا كان رفع الحجب قد شمل أيضا تطبيق تليغرام.
اتساع رقعة الاحتجاجات في إيران
01:50
يذكر أن محمد علي الجعفري قائد حرس الثورة الإيرانية كان أعلن أمس انتهاء المظاهرات المناهضة للحكومة، وقال :"يمكننا القول إن اليوم كان نهاية المؤامرة". ولقي ما لا يقل عن 19 شخصا حتفهم في المظاهرات التي شهدتها إيران منذ الخميس الماضي احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية.
وفي سياق قمع مظاهرات المحتجين، نقلت وسائل إعلام رسمية اليوم الخميس عن قائد الجيش الإيراني الميجر جنرال عبد الرحيم موسوي قوله إن قوات الشرطة نجحت بالفعل في إخماد الاضطرابات المناهضة للحكومة لكن قواته مستعدة للتدخل إذا لزم الأمر.
ونقلت وسائل الإعلام عن موسوي قوله "رغم أن هذه الفتنة العمياء كانت من الصغر بحيث تمكن جزء من قوات الشرطة من وأدها في المهد.. فإننا نطمئنكم بأن رفاقكم في جيش الجمهورية الإسلامية سيكونون على استعداد لمواجهة من غرر بهم الشيطان الأكبر (الولايات المتحدة)".
فيما صرح وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي بأن 42 ألف شخص على أقصى تقدير شاركوا في الاحتجاجات في إيران. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" عن الوزير قوله اليوم الخميس إن تقييم العدد يعد صعبا للغاية، لأن الاحتجاجات تمت في إطار مجموعات صغيرة في مدن مختلفة.
وقال الوزير الإيراني: "السلطات المعنية أخبرتنا أنهم كانوا 42 ألف شخص على الأكثر ولا يعد ذلك عددا كبيرا". يذكر أن الحرس الثوري الإيراني ذكر أمس الأربعاء أن عدد المشاركين في الاحتجاجات بإيران خلال الأيام الماضية تراوح بين1500 شخص و15 ألف شخص.
ح.ع.ح/ي.ب(رويترز/أ.ف.ب/د.ب.أ)
في صور.. نظام آيات الله في مواجهة الشارع من جديد
دخلت الاحتجاجات في إيران منعطفاً خطيراً بتأكيد مقتل 12 شخصاً. لكن التأمل في التاريخ الإيراني، وتحديداًَ منذ الثورة الإسلامية عام 1979، يبيّن أن البلد شهد الكثير من المظاهرات، وصلت حدّ الهتاف ضد المرشد الأعلى للدولة.
صورة من: AP
قتلى وجرحى
تبدأ إيران عامها الجديد على وقع اضطرابات واحتجاجات أدت إلى مقتل 12 شخصاً على الأقل وجرح العشرات. ورغم التدخل الأمني وتحذيرات السلطات، إلّا أن المحتجين لا يزالون يتبادلون منشورات للمزيد من التظاهر. بدأت الاحتجاجات أولاً في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران من حيث الكثافة السكانية، وانتقلت المظاهرات بعد ذلك إلى جلّ أنحاء البلاد، كشاهين وسنندج وكرمنشاه وتشابهار وإيلام وإيذه والعاصمة طهران.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
"يسقط الدكتاتور"
بدأت الاحتجاجات بشكل عفوي ضد ارتفاع الأسعار وارتفاع نسبة البطالة، لكنها بدات بعد ذلك بأخذ منحى سياسي. وصلت الاحتجاجات درجة انتقاد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، عبر شعارات كـ "يسقط الدكتاتور" و"اترك البلاد وشأنها يا خامنئي"، بينما هتف البعض بحياة محمد رضا بهلوي، آخر شاه حكم إيران قبل أن تطيح به الثورة الإسلامية، فيما مزق آخرون صورة قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تهديد ووعيد
أكد الرئيس حسن روحاني على حرية الاحتجاج، لكنه حذر من خرق النظام العام وإثارة القلائل. اعتقلت قوات الأمن المئات واستخدمت مدافع المياه. واتخذت الحكومة قراراً بالحدّ من استخدام تطبيقي تلغرام وانستغرام، فيما قال نشطاء إن الانترنت الجوال قُطع في بعض المناطق. وصرّح المدعي العام بطهران أن اعتقال بعض المحتجين أتى بسبب إضرامهم النار في مبانٍ عامة، متحدثاً عن أن إيران لن تعود إلى عهد "الظلام لحكم بهلوي".
صورة من: picture-alliance/Iranian Presidency Office
الباسيج.. اليد الطولى لسحق أي احتجاج
وُجهت اتهامات لقوات "الباسيج"، وكذا لجماعة أنصار حزب الله، وهي ميليشيات مسلحة تدعمها الدولة لـ"حماية الثورة"، بالتدخل في حق الطلبة في احتجاجات عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتفاض طلاب جامعة طهران عام 1999
خرجت مظاهرات من جامعة طهران في 9 تموز/يوليو 1999 بسبب إغلاق جريدة تقدمية تحمل اسم "سلام". تدخلت قوات شبه عسكرية في حي جامعي قتل خلالها رسمياً طالب (يقول الطلبة إن عدة طلبة قُتلوا) ممّا أدى إلى تطوّر الاحتجاجات على مدار ستة أيام اعتقل خلالها أكثر من ألف طالب، وقتل خلالها 3 أشخاص على الأقل. رفع المتظاهرون شعارات ضد المرشد الأعلى. صدرت أحكام بالإعدام والسجن في متظاهرين.
صورة من: Tasnim
الطلبة من جديد عام 2003
مرة أخرى، احتج الطلبة في تموز/يونيو 2003 ضد قرار ضد خصخصة عدة جامعات. تطور الاحتجاج بعد دخول قوات الأمن للحي الجامعي في جامعة طهران، وشارك فيه إثر ذلك الآلاف بعدة مدن. وُجهت الشعارات ضد الوجوه الدينية العليا في البلد وضد الرئيس محمد خاتمي. وجه علي خامنئي لوما قاسيا للطلبة، واتهمهم بجذب المخرّبين. اشتهرت هذه الاحتجاجات بقيام بعض الإيرانيين بإحراق أجسادهم في باريس ولندن احتجاجاً على التعامل الأمني.
صورة من: AP
"الثورة الخضراء" في 2009
في أخطر احتجاجات تشهدها إيران منذ الثورة الإسلامية، قُتل 36 شخصاً على الأقل واعتقل أكثر من ألف في احتجاجات حزيران/يونيو 2009 التي عرفت باسم "الثورة الخضراء". السبب الرئيسي كانت نتيجة اتهامات المعارضة للسلطات بتزوير الانتخابات الرئاسية التي انتهت لصالح ولاية ثانية لمحمود أحمدي نجاد. أعلن المرشد العام فتح تحقيق في اتهامات المعارضة، وتدخلت مرة أخرى قوات الباسيج وجماعة أنصار حزب الله ضد المحتجين.
صورة من: AP
نظرية المؤامرة
اتهم خامئني أطرافاً خارجية بتحريض المواطنين على الاحتجاج عام 2009، متحدثاً عن أن هذه الأطراف وجهت المظاهرات دون علم المعارضة، فيما دخل مثقفون في إضرابات عن الطعام للاحتجاج على التدخل الأمني. عُرفت الاحتجاجات بـ"ثورة تويتر" نتيجة استخدام هذا الموقع في التواصل بين النشطاء. من تداعيات الحدث، فرض الإقامة الجبرية على قائدي المعارضة مير موسوي ومهدي كروبي.
صورة من: Atta Kenare/AFP/Getty Images
فقيه بصلاحيات واسعة
المرشد الأعلى في إيران هو هرم السلطة، فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وللحرس الثوري وقوى الأمن، وهو من يعين ويعزل نصف أعضاء مجلس صيانة الدستور، وهو رئيس السلطة القضائية ومؤسسة التلفزيون والإذاعة، كما يمكنه إقالة رئيس البلاد وتوجيه عمله. يتم انتخابه من قبل مجلس الخبراء، ويستمر في مهامه مدى حياته عكس الرئيس الذي ينتخب لأربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. إعداد: إسماعيل عزام