دعت وزارة الخارجية الروسية تركيا إلى اختيار أهدافها بعناية في عملية مكافحة الإرهاب وتجنب توجيه ضربات على مواقع المعارضة والجماعات العرقية بما فيها أكراد سوريا الذين يقاتلون تنظيم "الدولة الإسلامية".
إعلان
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو عبرت عن قلقها إزاء العمليات العسكرية للقوات المسلحة التركية في شمال سورية، خلال المكالمة الهاتفية بين وزير الخارجية الروسي سير غي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء (31آب/أغسطس 2016). وجاء في البيان : "جرى تبادل الآراء حول الوضع في سورية. وأعرب الجانب الروسي عن قلقه إزاء عمليات القوات المسلحة التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة في شمال البلاد، وتداعياتها على عملية التسوية السورية"، بحسب وكالة سبوتنيك للأنباء.
وفي ذات السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات صحفية اليوم "نطالب شركاءنا الأتراك باختيار أهدافهم بعناية في عملية مكافحة الإرهاب وتجنب توجيه ضربات على مواقع المعارضة والجماعات العرقية بما فيها أكراد سوريا الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية أيضا."
ونفت تركيا اليوم الأربعاء قبولها أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع المقاتلين الأكراد في سوريا كما أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء، في حين أعلنت الفصائل المقاتلة في جنوب جرابلس شمال سوريا أن الوضع الميداني يشهد هدوءا.
وبدأت عملية "درع الفرات" التي دخلت خلالها القوات والدبابات التركية الأراضي السورية لدعم معارضين لأول مرة يوم 24 أغسطس/ آب باستيلاء خاطف على جرابلس وهي بلدة تقع على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود كان يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية". وانتقل القسم الأكبر من القوات المدعومة من تركيا منذ ذلك الحين جنوبا إلى أراض تسيطر عليها قوات موالية لقوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الأكراد وهي تحالف تدعمه واشنطن في حربها على تنظيم "الدولة الإسلامية".
وانزعجت واشنطن من اشتباكات تركية مع موالين لقوات سوريا الديمقراطية ووصفت الإجراء التركي بأنه "غير مقبول" لأنه يعطل المعركة ضد التنظيم المتشدد. لكن تركيا التي تقاتل تمردا كرديا في الداخل تقول إنها في حين تلتزم بإخراج المتشددين الإسلاميين من المنطقة الحدودية فإنها تريد كذلك منع مقاتلين أكراد من السيطرة على الأراضي في أعقاب ذلك.
وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن هدف تركيا هو إخراج تنظيم "الدولة الإسلامية" من مسافة 90 كيلومترا داخل الأراضي السورية على امتداد الحدود التركية التي تعرضت لموجة تفجيرات ألقي اللوم فيها على التنظيم المتشدد وقتل فيها عشرات الأشخاص.
ي.ب/ أ.ح (د ب أ، رويترز)
كرديات وأزيديات على خط الجبهة الأمامي في مواجهة "داعش"
قبل عامين شكلت مناطق الأزيديين بشمال العراق مسرحا لمأساة إنسانية يكاد لم يشهد لها مثيل منذ عقود، فقد تعرض الأزيديون لهجوم من قبل "داعش" الذي أسر واستعبد الكثيرات من بناتهم. واليوم تقف الأزيديات على الجبهة لمحاربة "داعش"
صورة من: Reuters/A. Jadallah
بالقرب من مدينة الموصل العراقية تقف المقاتلة الكردية حسيبة ناوزاد وبيدها منظار تراقب من خلاله عن كثب الوضع على خطوط الجبهة التي تفصل بين المناطق الكردية وتلك التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). يأتي ذلك فيما يواصل الأكراد والجيش العراقي تقدمهم على حساب الإرهابيين.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
حسيبة ناوزاد ترصد تحركات العدو قبل أن تعطي الإشارة لزميلتها المقاتلة الأزيدية أسيما داهر (الثالثة على اليمنين) ومقاتلات أخريات بإطلاق النار على الإرهابيين. وبما أنه لا يمكن قتال جهاديي "داعش" فقط عبر الغارات الجوية، فإن الأزيديات والكرديات يشكلن رأس الحربة على الأرض.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
وحتى تتمكن المقاتلة الكردية من إصابة هدفها يجب ألا يحجب أي شيء نظرها، لذلك تقوم بلف شعرها وربطه جيدا حتى لا تسقط أي خصلة على وجهها. هذا "المظهر العسكري" الذي أحيانا ما تدرجه بعض دور الأزياء الغربية في تصاميمها، فإنه يعكس واقعا مرا في العراق وكذلك في سوريا.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
أسيما داهر خلال استراحة محارب. على ذراعها تحمل دبا أحمرا. ربما كرمز لزمن السلام الذي انتهى فجأة في صيف عام 2014 عندما هاجم تنظيم "الدولة الإسلامية" المناطق الأزيدية. عندها بدأت معاناة العديد من الأزيديات اللواتي وجدن أنفسهن مجبرات على توديع وترك كل ما هو غال ونفيس.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
تنظيم "داعش" لم يرأف حتى بحال الأكثر ضعفا ووهنا. مئات الآلاف وجدوا أنفسهم في صيف عام 2014 مجبرين على الفرار من بطش وهمجية الجهاديين. هذه الصورة، التي تظهر شيخا عجوزا يستند إلى امرأتين، جابت العالم كله كرمز لمعاناة الأزيديين.
صورة من: Reuters
هذه الفتاة الأزيدية، التي لا تريد الكشف عن وجهها، تعرضت في صيف عام 2014 للاختطاف قبل أن تجبر على الزواج قسرا من أحد مقاتلي "داعش". وبعدها بشهرين تمكنت الفتاة الأزيدية، التي لم يتجاوز عمرها الـ15 عاما، من الفرار من قبضة التنظيم الإرهابي. واليوم ها هي تعيش بين أهلها وذويها وتروي ما تعرضت له من مآس يكاد اللسان يعجز عن وصفها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Bennett
ظلت مدينة كوباني الكردية (عين العرب)، الواقعة شمالي سوريا على الحدود مع تركيا، لأشهر عدة وهي تحت حصار مقاتلي "داعش". حينها استبسل الأكراد في الدفاع عن مدينتهم قبل أن يتمكنوا –وبدعم من الطائرات الحربية الأمريكية – من تحريرها من قبضة الإرهابيين الذين تركوا كوباني خرابا ودمارا.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Akgul
تنظيم "داعش" يحارب كل من يخالفه في إيديولوجيته. كما يستخدم التفرقة ويحاول نشر الكراهية وبث البلبلة بين الأطياف والأديان. بيد أن محاولاته لم تكلل دائما بالنجاح. والدليل على ذلك الصداقة التي تربط بين الكرديات والأزيديات اللواتي انتصرن – ولو رمزيا – على التنظيم الإرهابي.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
تنظيم "داعش" لم يهزم بعد عسكريا، إذ أنه لا يزال يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق. أما الكرديات والأزيديات فسيواصلن كفاحهن ضده، بعد أن لقنّه درسا بأن النساء لسن جاريات!