دعا الرئيس الروسي فلاديمير الدول الأوروبية الممنية بالأزمة بين بلاده وأوكرانيا إلى "التعقل وقال إنه يأمل "أن يسود التعقل، وأن نعمل معا بشكل طبيعي وألا نعمد نحن أو شركاؤنا إلى أذية الأخر"، وفقا لما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية خلال اجتماع في أقصى الشرق الروسي. جاء ذلك عقب التهديد بعقوبات أوروبية وأمريكية جديدة بسبب الاتهامات المتزايدة لروسيا بتدخل عسكري في أوكرانيا وخشية اندلاع حرب واسعة النطاق بين البلدين. وقد أمهل الأوروبيون السبت روسيا أسبوعا لتغيير موقفها فيما تتكثف الاتهامات لها بالتدخل عسكريا في شرق أوكرانيا.

من ناحيته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم ا(لاثنين الأول من سبتمبر/ أيلول 2014) بأن بلاده "تشجع فكرة التوصل إلى حل سياسي" لما أسماه بـ" الأزمة والمأساة الشديدة". وقال إن الدول الغربية عليها أن تطالب بأن تتوقف الحكومة الأوكرانية عن استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات ضد المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، حسبما نقلت "إيتار-تاس".

وأضاف أن الغرب عليه ألا يهدد روسيا بفرض عقوبات جديدة عليها. وفي وقت استبعد فيه استبعد وزير الخارجية أي تدخل روسي في الصراع الدائر في أوكرانيا منذ شهور، قال إن أي عقوبات جديدة يفرضها الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة قد تدفع روسيا لحماية اقتصادها ومواطنيها وشركاتها.

وتأتي تصريحات لافروف قبيل إجراء مباحثات في مينسك عاصمة بيلاروسيا، يشارك فيها مسؤولون من روسيا وأوكرانيا وانفصاليون موالون لروسيا، بالإضافة إلى مراقبين دوليين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

من ناحية أخرى، قال الزعيم الموالي لروسيا أندري بورجين الذي يشارك في المباحثات إن المتمردين قد يستغلون اللقاء للمطالبة باستقلالهم في شرق أوكرانيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا أمس الأحد لإجراء مباحثات بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، تتضمن مسألة إقامة الدولة، موضحا أن الهدف من وراء ذلك هو حماية مصالح المواطنين في شرق أوكرانيا.

ميدانيا قال الجيش الأوكراني إن قواته انسحبت من مطار لوجانسك الرئيسي في شرق البلاد بعد أن صدر لها الأمر بذلك. وذكر الجيش في بيان في وقت سابق أن المظليين الأوكرانيين يقاتلون كتيبة دبابات روسية من أجل السيطرة على المطار الواقع خارج المدينة وهي معقل للانفصاليين على الحدود مع روسيا.

في هذه الأثناء اعتبر الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو في كلمة أمام الأكاديمية العسكرية في كييف أن تدخل روسيا المباشر في الحرب في شرق أوكرانيا ساهم في قلب ميزان القوة في ارض المعركة وكان السبب الرئيسي للانتكاسات الأخيرة. وأضاف "عدوان علني ومباشر يشن على أوكرانيا من دولة مجاورة غير الوضع في منطقة الصراع جذريا".

ع.ج.م/ح.ز (أ ف ب، رويترز، د ب أ)