موسكو تعلن أن الجولاني في "حال حرجة" و"النصرة" تنفي
٤ أكتوبر ٢٠١٧
أعلنت روسيا مقتل العديد من مسلحي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وإصابة زعيمها أبو محمد الجولاني بجروح خطيرة، وذلك بعد يوم من إعلان أنقرة أنها تسعى لعزل متشددين في إدلب يعارضون الهدنة. الهيئة نفت في بيان إصابة قائدها.
إعلان
لا يزال الغموض يكتنف مصير القائد العام لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) أبو محمد الجولاني، فقد أعلنت روسيا الأربعاء (الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2017) أن الجولاني في "حال حرجة" إثر إصابته في غارة روسية أسفرت عن مقتل 12 قياديا في الهيئة. بيد أن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) نفت إصابة قائدها في ضربة جوية روسية وقالت في بيان على صفحتها على تليغرام "الشيخ بصحة جيدة ويمارس مهامه الموكلة إليه بشكل كامل".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أوضحت في بيان أنها شنت الثلاثاء ضربات جوية بعد تلقيها معلومات عن عقد اجتماع لهيئة تحرير الشام، وابرز مكوناتها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة). وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع ايغور كوناشينكوف إن الغارة كانت عملية خاصة للانتقام من هجوم على الشرطة العسكرية الروسية في منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب. وأضاف "على إثر هذه الضربة، أصيب قائد جبهة النصرة محمد الجولاني بجروح خطيرة وعديدة وبترت ذراعه، وهو في حال حرجة بحسب عدة مصادر مستقلة".
وتهيمن جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) على تحالف "هيئة تحرير الشام" المكون من فصائل جهادية ويسيطر على معظم محافظة ادلب في شمال غرب سوريا بعد طرد فصائل أخرى كانت جزءا من تحالف هيئة تحرير الشام في وقت سابق من العام الحالي. ولم تقر واشنطن والأمم المتحدة بانفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة.
وتتعرض محافظة إدلب منذ أسابيع لغارات روسية وأخرى سورية مكثفة ردا على هجوم بدأته فصائل جهادية في ريف محافظة حماة المجاورة الذي يشكل مع إدلب جزءا رئيسياً من منطقة خفض التوتر. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اكد أمس الثلاثاء أن تركيا تسعى لإبعاد مقاتلين من المعارضة المسلحة عن تحالف للمتشددين يسيطر على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا كخطوة باتجاه تنفيذ اتفاق لتخفيف حدة العنف هناك.
وإدلب واحدة من أربع مناطق "لعدم التصعيد" اتفقت قوى أجنبية على إنشائها في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في غرب سوريا بعد سنوات من بدء الحرب الأهلية. لكن الفرع السابق لتنظيم القاعدة الذي يسيطر على المحافظة تعهد بمواصلة قتال قوات الحكومة السورية وحلفائها.
ي.ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز، د ب أ)
في صور: الأسلحة الكيماوية في سوريا - خان شيخون هل تنهي اللاعقاب؟
الهجوم الكيماوي على خان شيخون في محافظة ادلب، أعقبته اتهامات لقوات النظام السوري. مشاهد القتل البشعة للمدنيين والأطفال بالخصوص حركت المجتمع الدولي، وجعلت ملف الأسلحة الكيمياوية في سوريا يخرج من دائرة اللاعقاب.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
الهجوم بغازات سامة على مدينة خان شيخون السورية وتسببه بمقتل العشرات ضمنهم أطفال، أعقبته ردود فعل دولية منددة، لكن عجز مجلس الأمن الدولي عن إصدار موقف ردا على الهجوم، أحدث منعرجا في الموقف الأمريكي حيث بادرت إدارة الرئيس ترامب بتوجيه ضربة جوية بصواريخ توماهوك على قاعدة جوية في حمص مرتبطة بالبرنامج الكيماوي السوري.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن "قلقها العميق" تجاه الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون. وأعلنت أن "بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة دخلت مرحلة جمع وتحليل كل الأدلة من المصادر الموجودة". كما أكدت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في سوريا أنها "تحقق حاليا" في الهجوم الكيميائي الذي وقع في محافظة إدلب. وشددت على "واجب تحديد هوية منفذي هذه الهجمات ومحاسبتهم".
صورة من: picture-alliance/AP
وقتل أكثر من 70 مدني، وأصيب المئات غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب، وسط إدانة دولية واسعة.
صورة من: Getty Images/Afp
وكان الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" قد صرح أن استخدام الأسلحة الكيميائية "يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي"، مبديا أسفه من أن "الأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها بالتحقق من هذه التقارير بصورة مستقلة".
صورة من: picture-alliance/dpa
وكانت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وزعت مسودة مشروع قرار إلى مجلس الأمن يطالب بإجراء تحقيق سريع بعد أن اتهمت المعارضة السورية والعديد من الدول الغربية النظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
ويعد الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل نحو 1400 مدني بالغوطة الشرقية في أغسطس/ آب 2013.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Ebu Leys
نسبة لبيانات الأمم المتحدة ففي آذار/مارس 2013، تم استخدم غاز السارين لأول مرة في في خان العسل بحلب وتسبب بسقوط 20 قتيلاً و80 مصاباً، بينهم مدنيون وجنود من قوات النظام. و في 21 آب / أغسطس 2013، استخدمت قوات النظام، غاز السارين، في قصفها للغوطة الشرقية.
صورة من: picture alliance/ZUMA Press
ويرى مراقبون إمكانية حصول فصائل سورية معارضة على الأسلحة الكيماوية عن طريق العراق، خاصة أن الحدود المفتوحة ، كما أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أكد مرارا أن الجماعات المسلحة استخدمت الأسلحة الكيماوية في العام الماضي.
صورة من: picture alliance/AA/F. Taki
وفي تشرين أول/ أكتوبر من العام 2013 وافقت سوريا على تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاقية توسطت فيها موسكو وواشنطن.
صورة من: Reuters
وفيما يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا لمناقشة أبعاد الهجوم، رفضت روسيا مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى مجلس الأمن والذي يدين الهجوم واصفة إياه بـ "غير مقبول".
صورة من: picture-alliance/dpa
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان أصدرته من جنيف أن ضحايا هجوم في سوريا يشتبه في أنه نفذ بأسلحة كيماوية ظهرت عليهم أعراض تماثل رد الفعل على استنشاق غاز أعصاب. وقالت المنظمة في بيان "يبدو أن بعض الحالات ظهرت عليها مؤشرات إضافية تماثل التعرض لمواد كيماوية فسفورية عضوية وهي فئة من المواد الكيماوية التي تتضمن غاز الأعصاب."
صورة من: picture-alliance/AP
الجيش السوري نفى نفيا قاطعا من جهته أي استخدام لمواد كيماوية، وأتهم الجماعات المعارضة ومن يقف خلفها في تخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية، وهو ما أكدته روسيا التي دافعت عن النظام السوري، وقالت إن سلاح الجو السوري استهدف "مستودعا" لفصائل معارضة يحتوي "مواد سامة". (الكاتب: علاء جمعة)