موسكو تعلن عن بدء تطبيق اتفاق المناطق الآمنة بسوريا
٥ مايو ٢٠١٧
أكدت روسيا أن اتفاق المناطق الآمنة سيدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة/ السبت، مؤكدة أن الاتفاق لقي ترحيبا دوليا. وفيما أبدت واشنطن تشككها في الاتفاق، رفضته جماعات المعارضة، مبدية تخوفا من أن يفضي إلى تقسيم سوريا.
إعلان
ذكرت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة (الخامس من أيار/ مايو) أن الاتفاق بين روسيا وتركيا وإيران لإقامة ما يسمى بمناطق "تخفيف التصعيد والتوتر" في سوريا سيدخل حيز التنفيذ منتصف ليل السبت بالتوقيت المحلي، التاسعة بتوقيت غرينيتش.
وقال نائب وزير الدفاع أليكسندر فومين في تصريحات نقلتها وكالة أنباء تاس الروسية:" الأمم المتحدة والولايات المتحدة والسعودية رحبوا بالاتفاق ." إلا أنه في الوقت الذي قالت فيه وزارة الخارجية الأمريكية أمس الخميس إنها تؤيد "أي جهد" يمكن أن يمثل تحركا حقيقيا نحو السلام في سوريا، فإنها أعربت أيضا عن تشككها في الاتفاق الجديد لإقامة ما يسمى بمناطق تخفيف التصعيد والتوتر في البلاد، وتشكيل مناطق آمنة للمدنيين. وقال الكابتن جيف ديفيز المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية في تصريح للصحفيين إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لم يغير عملياته في سوريا لكنه رفض التعليق على خطة المناطق الآمنة.
وأعلن الجيش الروسي الجمعة إنه توقف تماما في الأول من أيار/ مايو عن قصف "مناطق تخفيف التصعيد" التي سيتم تحديدها مطلع حزيران/ يونيو في العديد من المناطق السورية. وقال الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة الأركان العامة الروسية خلال مؤتمر صحافي "منذ الأول من أيار/مايو منتصف الليل، أوقف طيران الجيش الروسي عملياته في مناطق تخفيف التصعيد كما حددتها مذكرة" وقعتها الخميس روسيا وإيران وتركيا في أستانا.
الحكومة توافق والمعارضة ترفض
وأيدت الحكومة السورية خطة المناطق الآمنة لكنها قالت إنها ستواصل قتال الجماعات التي تصفها بالإرهابية. ورفضت جماعات المعارضة الخطة وقالت إنها لن تعترف بإيران كضامن لأي خطة لوقف إطلاق النار، وأعربت المعارضة السورية عن مخاوفها من تقسيم سوريا جراء هذا الاتفاق.
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة الرئيسية في سوريا اليوم، في بيان إن "الاتفاق يفتقر إلى أدنى مقومات الشرعية وأن مجلس الأمن هو الجهة المفوضة برعاية أية مفاوضات معتبرة في القضية السورية". وأضافت الهيئة، التي تضم جماعات سياسية ومسلحة، إنها ترفض أي دور لإيران كضامن لأي اتفاق.
من جانبه رفض حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الاتفاق وقال إنه يراه "تقسيما طائفيا" للبلاد.. وقال إبراهيم إبراهيم المتحدث باسم الحزب إن الخطة ترقى إلى حد "تقسيم سوريا على أساس طائفي" ووصفها بأنها "جريمة". وقال المتحدث باسم الحزب إن المقترح الروسي قد يهدد أيضا مناطق خاضعة للأكراد تحظى بحكم ذاتي في الشمال نشأت عقب انفجار الصراع في عام 2011.
وتجري إقامة مناطق تخفيف التصعيد، التي يقصد منها أن تكون خالية من الأنشطة العسكرية، للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في الدولة التي مزقتها الحرب. ومع ذلك، فإن الاتفاق الذي حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) على نسخة منه، لا يزال يسمح لروسيا وتركيا وإيران بمكافحة الجماعات الإرهابية داخل مناطق تخفيف التصعيد.
وعلى طول حدود "مناطق تخفيف التصعيد" المذكورة آنفا، ستكون هناك "مناطق أمنية" مع نقاط تفتيش ومراكز مراقبة لرصد منافذ آمنة تديرها الدول الضامنة الثلاث. وأعلنت موسكو إنها تجري محادثات مع "الأردن ودول أخرى" للتوقيع كداعمة للمبادرة.
واعتمدت روسيا وإيران، حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، في كازاخستان الخميس خطة روسية لإقامة أربع مناطق آمنة حيث يجب أن يتوقف القتال لصالح هدنة دائمة. والمناطق المقترحة تقع في محافظة إدلب، شمال محافظة حمص، ومنطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق ومنطقة في الجنوب تشمل محافظتي درعا والقنيطرة.
وقالت روسيا بعد توقيع الاتفاق أنها ستبذل كل ما في وسعها لضمان حظر الطيران فوق تلك المناطق. وكانت هناك دعوات عديدة لتحديد مناطق لحظر الطيران في سوريا. وإذا تم العمل وفق الدعوات، فإنها ستكون المرة الأولى خلال الحرب الأهلية في البلاد، التي تشهد الآن سنتها السابعة.
ع.أ.ج/ع.ج.م (د ب أ، رويترز)
الحرب تدخل طورا جديدا ـ معاناة سكان حلب المدمرة تتفاقم
المئات من المدنيين يغادرون حلب المدمرة بحثا عن ملجأ، ومنظمات إغاثة تساهم في إجلاء آخرين، فيما تدعو المعارضة لوقف لإطلاق النار يتيح خروج المدنيين. وتشير القوى الكبرى على أنها على وشك التوصل لتفاهم بشأن حلب رغم الشكوك.
صورة من: Reuters/G. Borgia
حلب ـ النزوح الجماعي هربا من الهلاك
ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تمكنت في تعاون مع الهلال الأحمر السوري من إجلاء عشرات المدنيين في شرق حلب إلى غربها، فيما مازال آخرون محاصرين تحت الجوع والمرض مع تضييق طوق الحرب عليهم. وتواصلت احتجاجات دولية للتنديد بالنظام السوري الذي لا يتيح للمدنيين مغادرة مناطق الحرب. وأبلغت دمشق أنها على وشك السيطرة على الوضع في كامل حلب.
صورة من: Reuters/Sana
مدينة أشباح مدمرة عن آخرها
ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه تم إجلاء نحو 150 مدنيا معظمهم من المعاقين أو ممن يحتاجون إلى رعاية طبية من مستشفى في حلب القديمة ليلة الخميس في أول عملية إجلاء رئيسية من شرق حلب. وأضافت أنهم حوصروا لعدة أيام بسبب اندلاع قتال قربهم ومع اقتراب خط المواجهة منهم. فيما تسود مشاهد الدمار والبؤس كل مكان.
صورة من: Reuters/A. Ismail
عملية إجلاء مدنيين
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أن من بين من تم إجلاؤهم من مستشفى دار
الصفاء في حلب القديمة 118 مريضا نُقلوا إلى ثلاثة مستشفيات في غرب المدينة الخاضع لسيطرة الحكومة ومنهم معاقون ومرضى بأمراض عقلية وجرحي.
صورة من: Reuters/Sana
المعارضة تدعو لفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين
دعا معارضون مسلحون في شرق مدينة حلب السورية المحاصر إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة خمسة أيام وإجلاء المدنيين والجرحى، لكنهم لم يذكروا أي إشارة على استعدادهم للانسحاب كما طلبت دمشق وموسكو. وتبقى الضحية الأولى في هذه الحرب هم الأطفال والنساء والعجزة. الصورة طفل يطل من مخبأ تحت الأرض.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Doumy
تقدم الجيش النظامي وحلفائه في حلب
أفادت تقارير إخبارية أن الجيش السوري تمكن من استعادة 15 حيا جديدا بشرق حلب، ليرتفع العدد العام للأحياء المسترجعة من المعارضة المسلحة هناك إلى 50. ونقل موقع "روسيا اليوم" عن وزارة الدفاع أن الجيش السوري استطاع عموما، بعد التقدم الذي أحرزه من بسط السيطرة الكاملة على 70 بالمائة من أراضي شرق حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
حلب، جوع وخوف مع اشتداد طوق القتال
قالت سوريا وروسيا التي تدعم الرئيس بشار الأسد إنهما تريدان أن يغادر مقاتلو المعارضة حلب ولن تدرسا وقفا لإطلاق النار ما لم يتحقق ذلك. وتريد المعارضة فك الحصار عن المدنيين ليتمكنوا من الحصول على المواد الغذائية والطبابة بعد حصار طويل. الصورة طفلة تحصل على رغيف خبز به سلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Karwashan
هول الحرب مستمر دون توقف
قال أحد سكان حلب ولوكالة رويتر إن "الوضع مأساوي منذ فترة طويلة لكنني لم أشاهد من قبل مثل هذه الضغوط على المدينة. لا يمكنك أن تستريح حتى لخمس دقائق. القصف مستمر." وأضاف: "أي حركة في الشوارع يعقبها قصف على الفور."
الصورة صاروخ لم ينفجر يتم تفكيك أجزائه.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الخوف من التصفية ـ أين الملاذ؟
والخيارات قاتمة أمام كثير من المدنيين المحاصرين في حلب أمام تقدم الجيش النظامي وحلفائه، إذ يحتمل اعتقال الرجال في سن القتال سواء ظلوا في أماكنهم أو توجهوا إلى أحياء تخضع للحكومة. وقال أبو يوسف البالغ من العمر 34 عاما: "لكن لا يوجد مجال للخروج والقصف لا يحتمل... نشعر بخوف شديد سمعنا أمس أن النظام ألقى القبض على كل الشبان الذين وجدوهم" في المناطق التي سيطر عليها.
صورة من: Reuters/Sana
مطالبة في برلين بوقف قصف حلب
يبدو النظام السوري الذي يتلقى المساعدة من روسيا وإيران أقرب إلى النصر من أي وقت مضى في حلب. ويصر النظام على كسر شوكة المعارضة الشعبية المسلحة في حرب قتلت مئات الآلاف وشردت أكثر من نصف سكان سوريا وأوجدت أسوأ أزمة لاجئين في العالم. الصورة: محتجون أمام السفارة الروسية في برلين يطالبون بوقف قصف حلب.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Carstensen
محادثات أمريكية روسية دون تحقيق لوقف إطلاق النار
التقى وزير الخارجية سيرغي لافروف بنظيره الأمريكي جون كيري مجددا لبحث "الجهود متعددة الأطراف الجارية للتوصل إلى وقف الأعمال القتالية في حلب بالإضافة إلى توصيل المساعدات الإنسانية" للمدنيين هناك. ويبدو أن نهاية معركة حلب ستحول مجرى الحرب في كل سوريا خاصة فيما يتعلق بتركيا التي أكدت أن نظام الأسد يرتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.