كشف مسؤول روسي عن خطط للجيش السوري، وبإسناد روسي للهجوم على دير الزور والرقة. وفيما انتقدت موسكو ما أسمته "انتهاك" واشنطن لسيادة سوريا، كشف المرصد السوري على حصيلة جديدة لضحايا الغارات الجوية على حلب.
إعلان
كشف مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة بجنيف ألكسي بورودافكين النقاب عن أن الجيش السوري بدعم من سلاح الجو الروسي يخطط للهجوم باتجاه دير الزور والرقة.
وذكّر بورودافكين اليوم الجمعة (29 أبريل/ نيسان 2016) أن الهدنة لا تشمل تنظيمي الدولة الإسلامية "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من المجموعات الإرهابية، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي ينص على ضرورة محاربة المتطرفين.
ونقلت شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية عن المندوب الروسي قوله "هكذا تعمل القوات المسلحة السورية بدعم من القوات الجوية الروسية، ونتيجة هذا العمل تمّ تحرير تدمر، والآن يجري الإعداد لعمليات هجومية لاحقة باتجاه دير الزور والرقة. ضد هذه المجموعات بالذات".
وأكد بورودافكين أن نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا يشمل الفصائل التي انضمت إليه رسميا عبر المركز الروسي للمصالحة في حميميم أو الهيئات الأمريكية في عمان فقط، وقال "إذا لم تقم الفصائل المسلحة غير الشرعية بهذا فلا يحق لها أن تشكو أن نظام وقف الأعمال القتالية ينتهك ضدها".
وأشار بورودافكين إلى تقدم معيّن باتجاه فصل فصائل المعارضة المسلحة عن "جبهة النصرة" وانضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية في البلاد.
"خرق للسيادة"
من جهته أعرب سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي اليوم الجمعة عن "قلق" موسكو من قيام الولايات المتحدة بإنزال 150 عسكريا في مدينة رميلان بشمال شرق سوريا. ,أوضح أنه "إذا تحدثنا عن موقف وزارة الخارجية فإننا بالطبع لا يمكن إلا أن نشعر بالقلق بشأن عدم تنسيق مثل هذه الخطوات الأمريكية مع الحكومة الشرعية للجمهورية العربية السورية. إن ذلك خرق للسيادة"، بحسب قناة"روسيا اليوم".
وكانت سوريا قد أدانت يوم أمس الخميس بشدة ما وصفته عدونا سافرا متمثلا في عملية إنزال جمود أمريكيين في رميلان الخاضعة تحت سيطرة "وحدات الحماية الكردية". وهو الخبر الذي كشف عنه أول أمس الأربعاء مصدر أمني كردي، لم يتم تسميته. وقال المصدر إن الجنود الأمريكيين بين هذه القوات مدربين وأمنيين تابعين للاستخبارات الأمريكية، وهم الآن تحت حماية قوات الأسايش.
ميدانيا، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان القريب من المعارضة السورية اليوم الجمعة على حصيلة جديدة للقتلى تجاوزت 123 مدنيا بينهم 18 طفلا إثر الغارات الجوية على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب شمال البلاد، وذلك في الأيام السبعة الأخيرة.
وأضاف المصدر أيضا أن 71 مدنيا بينهم 13 طفلا قتلوا في قصف شنه مقاتلو المعارضة على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة بالمدينة في الفترة نفسها.
و.ب/ع.ش (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.