نفى الجيش الروسي وجود أثر لضربة بالكيماوي في دوما السورية، متهماً جماعة الخوذ البيضاء باختلاق وقوعه. وتنشر روسيا اعتبارا من الخميس في دوما وحدة من الشرطة العسكرية "لضمان الأمن وحفظ النظام..." حسب جنرال روسي.
جنود روس عند معبر حدودي بدمشق (أرشيف)صورة من: Reuters/O. Sanadiki
إعلان
أعلن الجيش الروسي اليوم الأربعاء (11 أبريل/ نيسان 2018) أن موسكو ستنشر اعتباراً من غد الخميس شرطتها العسكرية في مدينة دوما السورية، آخر معقل سابق للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وقال الجنرال فيكتور بوزنيخير في مؤتمر صحافي إن "وحدة من الشرطة العسكرية الروسية ستنتشر اعتبارا من الغد في مدينة دوما لضمان الأمن وحفظ النظام وتنظيم المساعدة للسكان المحليين". وأضاف أن آخر مقاتلي المعارضة "يغادرون حاليا مدينة دوما" و"ليس هناك أي اطلاق نار أو مواجهة منذ خمسة أيام في الغوطة الشرقية".
وكانت دوما السورية، بحسب بيانات منظمات إغاثة، قد تم قذفها ببرميل متفجر يحتوي على مواد كيميائية ليلة السبت/الأحد، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص إثر ذلك. ولكن سوريا وحليفتها روسيا تنفيان ذلك. ولم يتسن لمسؤولي الأمم المتحدة حتى الآن التحقق من صحة تقارير المنظمات.
ومن جهة أخرى قالت وكالة "تاس" السوفيتية للأنباء اليوم الأربعاء نقلا عن الجيش الروسي أن "الهجوم الكيماوي المزعوم في دوما اختلقته جماعة الخوذ البيضاء". وأعلنت موسكو سابقاً أن خبراءها لم يعثروا على أثر لمواد كيميائية في دوما. وشهد مجلس الأمن أمس الثلاثاء تصويتاً على ثلاثة مشاريع قرارات حول التحقيق في الهجوم المفترض، لكن المجلس فشل في تبني قرار بهذا الشأن بسبب المواقف الأمريكية والروسية المتناقضة.
ص.ش/ي. ب (ا ف ب، رويترز)
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.