هدد وزير الخارجية الروسي لافروف بأن بلاده لن تسمح بسقوط مدينة حلب الإستراتيجية ومحيطها بأيدي من وصفهم بـ "الإرهابيين". وقال إن موسكو على اتصال مباشر مع واشنطن وأن الأخيرة تعلم بأننا سنقدم الدعم الأكثر فعالية لقوات الأسد.
إعلان
قالت روسيا اليوم الاثنين (السادس من يونيو/ حزيران 2016) إن قواتها الجوية ستقدم الدعم "الأكثر فعالية" للقوات الحكومية السورية حتى لا تسقط مدينة حلب الإستراتيجية والمنطقة المحيطة بها في أيدي "الإرهابيين". وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو "ستدعم بقوة" الجيش السوري إذا تعرض لتهديدات في حلب ومحيطها.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي تيمو سويني "بالنسبة لما يحدث في حلب ومحيطها، فقد حذرنا الأميركيين. فهم يعرفون أننا سندعم بقوة الجيش السوري جوا لمنع الإرهابيين من الاستيلاء على أراض". وأضاف "سنتخذ قراراتنا بناء على تطورات الوضع. نحن على اتصال مع الأميركيين كل يوم (...) لذا، لن تكون هناك مفاجأة".
وتأتي هذه التصريحات بعد أن احزز تحالف عربي-كردي بدعم أميركي تقدما في محافظة حلب حيث أصبح يهدد المحور الذي يستخدمه تنظيم "الدولة الإسلامية" لعبور المقاتلين والأسلحة والأموال من الحدود التركية إلى الرقة.
وكان لافروف بحث مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاسبوع الماضي على الهاتف ضرورة قيام "عمل مشترك حاسم" ضد جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة. وقال لافروف الاثنين ان روسيا "مستعدة دائما لتنسيق المهام القتالية مع الطيران الأميركي ضد الإرهابيين في سوريا".
بيد أن موسكو تعارض ما وصفتها بـ "محاولات المماطلة" في قيام تنسيق روسي أميركي، إذا كان هدفها السماح "للمعارضة باستعادة قواها ومواصلة هجومها"، كما قال لافروف.
في غضون ذلك، نفت وزارة الدفاع الروسية وفقا لوكالة ريا نوفوستي أن تكون طائراتها حلقت الاثنين فوق بلدة العشارة في محافظة دير الزور، حيث تم استهداف السوق بضربات جوية أسفرت عن مقتل 17 شخصا.
وبدأ الكرملين حملة جوية في سوريا في سبتمبر أيلول 2015 قائلا إنه يريد مساعدة الرئيس بشار الأسد -حليف موسكو الرئيسي في الشرق الأوسط- على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات مسلحة أخرى. وأعلنت روسيا سحبا للقوات في مارس آذار بعد إعلانها نجاح الحملة لكنها احتفظت بقوات في المنطقة.
أ.ح/ي.ب (أ ف ب، رويترز)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.