في الوقت الذي تواصل فيه روسيا سحب قواتها من سوريا، أعلنت الخارجية الروسية بأن هذه الخطوة لن تضعف الرئيس بشار الأسد، فيما تحذر إسرائيل من أن يؤدي الانسحاب إلى تعزيز قوة إيران وحزب الله في سوريا.
إعلان
نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها اليوم الأربعاء (16 مارس/ آذار 2016) إن سحب الجزء الرئيسي من القوات الروسية في سوريا لن يضعف الرئيس بشار الأسد. وذكرت المتحدثة ماريا زاخاروفا أن سوريا ستكون الموضوع الرئيسي لزيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لموسكو الأسبوع المقبل.
في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي إن الرئيس ريئوفين ريفلين سيطلب من روسيا اليوم الأربعاء ضمان ألاّ يؤدي انسحابها من سوريا إلى اكتساب القوات الإيرانية وقوات حزب الله هناك المزيد من الجرأة. ويزور ريفلين موسكو، كما سيجتمع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد يومين من إعلان الأخير بشكل مفاجئ سحب قواته من سوريا.
وتعتقد إسرائيل أن التدخل الروسي في سوريا نجح في كبح جماح إيران وقوات حزب الله خصمي إسرائيل اللذين يحاربان أيضا لصالح الأسد. وقال مساعد للرئيس الإسرائيلي إنه خلال لقاء ريفلين مع بوتين بعد ظهر اليوم سيطلب الرئيس "تأكيدات على أن روسيا لن تسمح بأن يؤدي انسحابها من سوريا إلى تعزيز إيران وحزب الله".
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
7 صورة1 | 7
ورغم التزامها الحياد رسميا في الحرب الأهلية السورية، نفذت إسرائيل من حين لآخر ضربات جوية في سوريا لإحباط عمليات يشتبه في أنها لنقل الأسلحة لحزب الله. وقُتل جنرال إيراني واثنان من مقاتلي حزب الله الكبار في سوريا خلال ضربات نُسبت لإسرائيل. وحين بدأت روسيا تدخلها في سوريا العام الماضي سارع نتنياهو إلى إقامة خط ساخن مع بوتين للحيلولة دون حدوث مواجهة بين موسكو وإسرائيل.
وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء أن مجموعة أخرى من طائراتها الحربية أقلعت من مطار حميميم في سورية عائدة إلى روسيا.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة "روسيا اليوم" عن الوزارة أن "مجموعة أخرى من طائرات سلاح الجو أقلعت لتعيد تمركزها في قواعدها الأساسية في روسيا". وكانت أول دفعة من المقاتلات الروسية قد غادرت قاعدة حميميم السورية نحو قواعدها الأساسية في الأراضي الروسية صباح أمس.