وصفت وزارة الخارجية الروسية مقتل صحافي روسي في قصف أوكراني بأنه "جريمة نكراء" مع سبق الإصرار، وحملت الغرب "المسؤولية" إلى جانب كييف، متوعدة بالرد على المسؤولين عن هذا الهجوم. فيما أصيب مصور من فريق DW بحادث منفصل.
إعلان
قُتل مراسل عسكري روسي وأصيب ثلاثة آخرون في أوكرانيا، في واقعة قالت وزارة الدفاع الروسية إنها هجوم أوكراني باستخدام ذخائر عنقودية، مما أثار غضب موسكو. وقال الجيش الروسي إن الصحافي الروسي في وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء روتيسلاف غورافليف قُتل السبت في ضربة أوكرانية على منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا، أصيب خلالها أيضا ثلاثة أشخاص بجروح.
وقالت الخارجية الروسية في بيان "كل شيء يشير إلى أن الهجوم على مجموعة الصحافيين لم يتم بالصدفة". وأضافت أن "الصحافيين كانوا يجمعون مواد لتقرير عن قصف مسلحي نظام كييف تجمعات في منطقة زابوريجيا بذخائر عنقودية محظورة في العديد من دول العالم".
وتابعت "ليس لدينا أوهام بأن المنظمات الدولية المختصة ستفضّل، كما حصل في السابق في مثل هذه الحالات، غض الطرف عن هذه الجريمة النكراء".
وقالت الوزارة إن "مرتكبي المذبحة الوحشية (التي ذهب ضحيتها) الصحافي الروسي سينالون حتما العقوبة التي يستحقونها... أولئك الذين قدموا الذخائر العنقودية إلى من يحمونهم في كييف سيشتركون أيضا في تحمل المسؤولية الكاملة".
وقال الجيش الروسي إن "وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية شنت هجومًا مدفعيًا على مجموعة من الصحافيين"، ما أدى إلى "إصابة أربعة صحافيين بجروح خطيرة إلى حد ما". وأضاف "أثناء إجلائهم، توفي روستيسلاف جورافليف... متأثرا بجروحه في أعقاب انفجار قنابل عنقودية".
وأصبحت القنابل العنقودية في دائرة الضوء بعد أن تلقت أوكرانيا كميات منها من الولايات المتحدة هذا الشهر. وتحظر دول عديدة استخدام القنابل العنقودية بسبب خطرها المحتمل على المدنيين إذ أنها تؤدي لسقوط شظايا على مساحة واسعة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الصحفيين الروس المصابين جرى نقلهم من ساحة المعركة بعد تعرضهم لإطلاق نار في منطقة زابوريجيا بجنوب شرق أوكرانيا. وذكرت الوزارة أن الصحفي القتيل يدعى روستيسلاف جورافليف وكان يعمل مراسلا في وكالة الإعلام الروسية.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها الولايات المتحدة في مايو أيار إن القوات الروسية استخدمت تلك الأسلحة في هجمات تسببت في سقوط مئات المدنيين وألحقت أضرارا بالمنازل والمستشفيات والمدارس.
في ذات السياق أصيب المصور الأوكراني يفغين شيلكو، الذي كان يصور مع فريق DW، تحقيقًا على بعد 23 كيلومترا من خط الجبهة على الجانب الأوكراني "بشظايا قنابل عنقودية روسية"، ونجا عضوان آخران من فريق القناة هما صحافي ومستشار أمني من القصف.
ووفقا للمعلومات، وقع الهجوم على منطقة تدريب عسكريللجيش الأوكراني في دونباس، على بعد حوالي 23 كيلومترا من خط المواجهة، حيث كان فريق DW يصور.
و قال المدير العام لقناة DW السيد بيتر ليمبورغ إن هذا الحادث يجب تناوله كفرصة من أجل لفت انتباه العالم إلى العمل الصعب للعاملين في منطقة الحرب. وقال ليمبورغ: "إنهم يخاطرون بحياتهم كل يوم للإبلاغ عن الحرب العدوانية الروسية - إنهم يستحقون جدير احترامي وشكري". وتابع: "على الرغم من كل الاحتياطات الأمنية المتخذة وبعيدا عن الجبهة الروسية، فإن عمل زملائنا في منطقة الحرب لا يزال خطيرا".
ع.أ.ج/ ف.ي (رويترز، أ ف ب، DW)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.