موسكو ـ هواتف نقالة سبب الضربة الصاروخية الأوكرانية
٤ يناير ٢٠٢٣
ألقت روسيا رسميا باللوم على جنودها في هجوم أوكراني دام أوقع ما لا يقل عن 89 قتيلا، فيما أكدت كييف ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 108 آلاف و910 جنود منذ بداية الغزو الروسي للبلاد.
إعلان
أرجعت وزارة الدفاع الروسية السبب في ضربة صاروخية أوكرانية دامية أسفرت عن مقتل 89 عسكريا إلى استخدام الجنود الروس للهواتف المحمولة بصورة غير قانونية. وكانت موسكو قد أعلنت في وقت سابق مقتل 63 جنديا روسيا في الضربة التي وقعت مطلع الأسبوع. وجاء تعليق الوزارة وسط تصاعد حدة الغضب في أوساط المعلقين الروس الذين تتعالى أصواتهم في انتقاد في ما يصفونها بأنها حملة عسكرية فاترة في أوكرانيا. وصب معظم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي جام غضبهم على القادة العسكريين وليس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لم يعلق حتى الآن على الهجوم الذي وجه ضربة أخرى لموسكو بعد هزائم كبيرة في ساحة المعركة خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أربعة صواريخ أوكرانية أصابت ثكنة روسية مؤقتة في كلية مهنية في ماكيفكا القريبة من دونيتسك العاصمة الإقليمية التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا. وقالت الوزارة إنه على الرغم من بدء تحقيق رسمي فإن من الواضح أن السبب الرئيسي للهجوم هو الاستخدام غير القانوني للهواتف المحمولة من قبل الجنود. وقالت في بيان صدر بعد الساعة الواحدة صباحا "سمح هذا العامل للعدو بتعقب إحداثيات مواقع الجنود وتحديدها ومن ثم توجيه ضربة صاروخية".
من جهة أخرى، شكك سيميون بيغوف، وهو مراسل حربي روسي بارز منحه بوتين وسام الشجاعة في أواخر عام 2022، في الأسباب الذي سردتها الوزارة. وكتب بيغوف على تيليغرام يقول إن أوكرانيا ربما تكون قد تمكنت من تحديد مواقع القوات الروسية عبر طائراتها المسيرة ومخابراتها وليس بالضرورة من خلال الهواتف المحمولة.
وقال "قصة الهواتف المحمولة ليست مقنعة للغاية... نادرا ما أقول هذا ولكن هذا هو الحال عندما يكون من الأفضل التزام الصمت على الأقل حتى نهاية التحقيق". وأشار بيغوف إلى أن عدد القتلى سيرتفع. وأضاف "لسوء الحظ سيستمر العدد في الارتفاع. البيانات المعلنة هي على الأرجح لمن جرى التعرف على هويتهم حتى الآن. قائمة المفقودين أطول من ذلك للأسف. لا يمكنني الكشف عن مصادري لكنني أعتبرها مصادر موثوقة".
ولم يشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي نادرا ما يتحدث عن ضربات عسكرية أوكرانية محددة، إلى الهجوم في خطاب مصور ألقاه أمس الثلاثاء. وقال الجيش الأوكراني إنه شن ضربة أسفرت عن تدمير عتاد روسي وربما تكون قد أدت إلى مقتل أفراد بالقرب من ماكيفكا لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.
مخاوف من انتقام روسي كبير
وقال الرئيس الأوكراني إن روسيا ستشن هجوما كبيرا. وأطلقت جماعة وطنية غير معروفة تدعم أرامل الجنود الروس دعوات لبوتين تطلب منه إعلان تعبئة واسعة النطاق لملايين الروس وإغلاق الحدود لضمان تحقيق النصر في أوكرانيا. وكرر زيلينسكي القول إن موسكو تخطط لتعبئة واسعة النطاق وهي خطوة يقول المسؤولون الروس إنهم لا ينظرون فيها حاليا.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لوكالة إنترفاكس إن بوتين يعتزم التحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غدا الأربعاء في أحدث حلقات سلسلة من المناقشات بين الزعيمين منذ بداية الحرب. واضطلعت تركيا بدور الوسيط إلى جانب الأمم المتحدة في اتفاق أبرم العام الماضي يسمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية لكن فرص إجراء محادثات سلام جادة تبدو حتى الآن بعيدة المنال خاصة مع تصاعد القتال.
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
9 صورة1 | 9
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية اليوم الأربعاء إن روسيا شنت سبع ضربات صاروخية و18 ضربة جوية وأكثر من 85 هجوما باستخدام أنظمة صواريخ متعددة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية على البنية التحتية المدنية في ثلاث مدن أوكرانية هي كراماتورسك وزابوريجيا وخيرسون. وأضافت "ثمة قتلى في صفوف المدنيين". وتنفي روسيا استهداف المدنيين. ولم يتسن لرويترز التحقق من تقرير ساحة المعركة من مصادر مستقلة.
وأعلنت أوكرانيا أن قواتها المسلحة، قتلت منذ بدء الغزو الروسي للبلاد في 24 شباط / فبراير الماضي، حتى اليوم الأربعاء حوالي 108 آلاف و910 جنود روس، من بينهم 720 أمس الثلاثاء فقط. جاء ذلك في بيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي(فيسبوك) وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم) اليوم الأربعاء. ويتعذر التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.