اتهمت القوات الروسية أوكرانيا بقصف سجن في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لموسكو في دونيتسك حيث يُحتجز أسرى حرب من الجيش الأوكراني، لكن الجيش الأوكراني نفى مسئوليته عن القصف وحملت الجيش الروسي المسؤولية.
نفت أوكرانيا ضلوعها في القصف واتهمت روسيا بقتل أكثر من 40 أسير حرب أوكرانيصورة من: Ukrinform/dpa/picture alliance
إعلان
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة (29 يوليو/تموز 2022) إن أوكرانيا قصفت سجناً في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لموسكو في دونيتسك بصواريخ هيمارس أمريكية الصنع، مما أسفر عن مقتل 40 أسير حرب أوكرانيا وإصابة 75 آخرين.
وقالت وزارة الدفاع في إفادة يومية "نُفذت ضربة صاروخية من نظام إطلاق الصواريخ المتعددة أمريكي الصنع (هيمارس) على مركز للاحتجاز قبل المحاكمات في منطقة تجمع أولينيفكا السكني، حيث يُحتجز أسرى حرب من الجيش الأوكراني، بينهم مقاتلون من كتيبة آزوف". وأضافت أنه نتيجة للضربة "قتل 40 أسير حرب أوكرانياً وأصيب 75 آخرون"، كما أصيب ثمانية من موظفي السجن.
ويقاتل الانفصاليون الموالون لروسية ضد كييف منذ عام 2014من أجل السيطرة على مساحة شاسعة من المناطق في شرق أوكرانيا.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الزعيم الانفصالي المدعوم من روسيا دينيس بوشيلين قوله إن السجن الكائن في بلدة أولينيفكا الواقعة على الخطوط الأمامية يضم 193 نزيلاً ولا يوجد أجانب بين المعتقلين.
وعقب سيطرة روسيا على ماريوبول بعد حصار لمصنع آزوفستال للصلب استمر شهوراً، اعتُقل العديد من المقاتلين الأوكرانيين ومن بينهم بعض من جنود كتيبة آزوف في أولينيفكا بعد استسلامهم.
كييف تنفي وتلقي بالمسؤولية على موسكو
من جانبها، نفت كييف أن تكون قواتها قصفت السجن الذي يُعتقل فيه أسرى حرب أوكرانيون. وقال الجيش الأوكراني في بيان إن "القوات المسلحة الأوكرانية، التي تلتزم كلياً بمبادئ ومعايير القانون الإنساني الدولي وتطبقه، لم تنفذ مطلقاً ولا تقوم بقصف بنى تحتية مدنية وخصوصاً أماكن يُحتمل أن يُعتقل فيها رفاق أسرى حرب".
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان "نفذت قوات روسيا الاتحادية المسلحة قصفا مدفعياً موجهاً لمؤسسة إصلاحية في بلدة أولينيفكا في منطقة دونيتسك، حيث كان أسرى أوكرانيون محتجزون أيضاً".
وأضافت "بهذه الطريقة، سعى المحتلون الروس لتحقيق أهدافهم الإجرامية، باتهام أوكرانيا بارتكاب 'جرائم حرب'، وكذلك إخفاء تعذيب الأسرى وعمليات الإعدام".
ومن غير الممكن التحقق من المعطيات الميدانية ومن مزاعم الطرفين من مصدر مستقل.
وتنفي روسيا ضلوعها في جرائم حرب خلال ما تصفها بأنها "عملية عسكرية خاصة" لحماية الناطقين بالروسية والقضاء على القوميين الخطرين، بينما تقول كييف إن موسكو تشن غزوا غير مبرر.
قتلى في قصف لمدينة ميكولايف
من جهة أخرى قال حاكم إقليمي إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب سبعة في هجوم صاروخي روسي على موقف للحافلات بمدينة ميكولايف بجنوب شرق أوكرانيا اليوم الجمعة.
وذكر فيتالي كيم حاكم منطقة ميكولايف على تطبيق تيليغرام أن صاروخاً سقط بالقرب من محطة للنقل العام. وكتب يقول "في الوقت الحالي، علمنا بسقوط سبعة جرحى وخمسة قتلى"، وأضاف: "لقد قصفوا (..) قرب موقف للنقل المشترك".
ولم يتسن لرويترز التحقق من الأحداث في ميكولايف بشكل مستقل. ولم تعلق روسيا، التي غزت أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، حتى الآن على الوضع، وتنفي استهداف المدنيين عمدا.
وأشار حاكم المنطقة في مرحلة أولى إلى مقتل أربعة أشخاص لكنه أوضح في حصيلة جديدة أن القتلى خمسة فيما الجرحى سبعة. واتهم القوات الروسية "بقصف المدينة خلال النهار عندما يكون الجميع منهمكين بأشغالهم".
وقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص وأصيب 19 آخرون بجروح في منطقة دونيتسك في شرق البلاد على ما أفادت الرئاسة الأوكرانية في تقريها الصباحي. وفي مدينة خاركيف في شمال شرق البلاد، قتل شخص على الأقل وجرح سبعة آخرون على ما أوضح المصدر نفسه.
ودمر الجيش الأوكراني من جهة أخرى محطة في بلدة بريليفكا الواقعة على بعد 45 كيلومتراً جنوب شرق منطقة خيرسون في جنوب البلاد في مسعى لعرقلة إمدادات الجيش الروسي، على ما قال النائب المحلي سيرغي خلان عبر فيسبوك.
ع.ح./ع.ج.م. (رويترز، أ ف ب)
بالصور.. هكذا كانت ماريوبول وهكذا حولتها الحرب لمكان لا يصلح للعيش!
كانت ماريوبول مدينة ساحلية مزدهرة يبلغ عدد سكانها حوالي 440.000 نسمة. حولها الجيش الروسي إلى أنقاض ودمار. مقارنة لحالة المدينة الأوكرانية ماريوبول قبل الحرب الروسية على أوكرانيا وبعد اندلاعها.
صورة من: Maximilian Clarke/ZUMA Wire/IMAGO
ماريوبول قبل الحرب وبعدها
صور التقطتها أقمار صناعية للمدينة الساحلية "ماريوبول"، التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، والمطلة على بحر آزوف. الصورة على اليسار في يونيو/ حزيران 2021 والصورة على اليمين بعد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط 2022.
صورة من: Maxar Technologies/picture alliance/AP
ميناء ماريوبول
صورة لميناء ماريوبول تعود إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2018: وكانت هذه المنطقة مكانا للاسترخاء والتنزه، بالإضافة لمناطق استحمام بالماء الدافئ الخارج من الأرض. كما كان الميناء عاملاً اقتصاديًا مهمًا لماريوبول، من هنا صدرت أوكرانيا الحديد والصلب والحبوب والآلات إلى العالم.
صورة من: Ivanov Stanislav/Ukrinform/IMAGO
"تلغيم" الميناء بعد الهجوم الروسي
بعد شهرين من بدء الحرب من قبل روسيا، لم تعد هناك سفن ترسو تقريبًا. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لوكالة إنترفاكس للأنباء: "كل الأشياء المهمة في البنية التحتية للمدينة، بما في ذلك الميناء البحري والممر المائي تم تلغيمها وحظر الدخول إليها"، هذا ما يبدو عليه ميناء ماريوبول اليوم.
صورة من: Sergei Bobylev/ITAR-TASS/IMAGO
متنزه داخل المدينة
يلعب الأطفال تحت مياه النافورات في حديقة وسط المدينة. التقطت هذه الصورة في 20 يونيو/ حزيران 2019. الأشجار خضراء. ويمكن رؤية برج الكنيسة بين الأشجار في خلفية الصورة.
صورة من: Thomas Imo/photothek/IMAGO
المتنزه الآن
أعدنا اكتشاف منطقة الكنيسة نفسها في صور أخرى. تم التقاط هذه الصورة في أول أبريل/ نيسان 2022. ولا يمكن للمرء أن يخمن أن هذا المكان كان مخصصا للاسترخاء في يوم من الأيام.
صورة من: Sergei Bobylev/ITAR-TASS/IMAGO
مسرح مدينة ماريوبول
اكتسب مسرح ماريوبول للدراما شهرة كبيرة خلال هجوم القوات الروسية على أوكرانيا. تظهر هذه الصورة التي تم التقاطها في 30 أغسطس/ آب 2014 شبابًا يحتجون على هجمة روسية - حتى في ذلك الوقت كان هناك قتال وتوتر في شرق أوكرانيا. لكن المسرح كان لا يزال مكان للقاءات والحوارات الثقافية.
صورة من: EST&OST/IMAGO
المسرح بعد قصف المدينة
المكان أمسى مختلفا تماما اليوم. هذه الصورة تظهر المسرح بعد الغارة الجوية المدمرة التي شنها الجنود الروس في منتصف مارس/ آذار 2022. واحتمى عدة مئات من المدنيين بالمبنى، ولقي كثير مصرعهم.
صورة من: Nikolai Trishin/ITAR-TASS/IMAGO
مجمع "أزوفستال" للحديد والصلب
في ماريوبول، تدير شركة "أزوفستال" (Azovstal) واحدا من أكبر مصانع الحديد والصلب في أوروبا. هنا في مجمع "أزوفستال" كان يجري بشكل أساسي صناعة المنتجات من الفولاذ والحديد. وبالإضافة إلى الميناء، كان المصنع مركز تشغيل مهم بالنسبة للسكان هناك. صورة من عام 2017.
صورة من: Musienko Vladislav/Ukrainian News/IMAGO
الحرب جعلته أطلالا و"خردة"
هكذا أصبح المكان الآن نتيجة القصف الروسي. صورة بتاريخ 17 أبريل/ نيسان 2022. الجنود الأوكرانيون صمدوا طويلا متحصنين بهذا المصانع في مجمع أزوفستال، وهنا سقط مئات القتلى. ومازال هناك ألف جندي أوكراني يتحصنون داخل المجمع، حسب رواية كييف. بينما يقول بوتين إنهم ألفان، وأمر بعدم اقتحام المجمع والاكتفاء بتطويق المنطقة وحصارها. تُظهر الصورة هنا جنديًا يقاتل في صفوف الروس.
صورة من: Sergei Bobylev/ITAR-TASS/IMAGO
طرق وشوارع حديثة
هذه الصورة من صيف 2017 تعطي لمحة عن طرق وشوارع ماريوبول قبل بدء الحصار والقصف الروسي للمدينة.
صورة من: MAXPPP/picture alliance
ماريوبول كيف أصبحت
الصور التي تصل إلينا الآن من ماريوبول تظهر الدمار التام. تم حرق جميع الأشجار تقريبًا ، ودُمرت الشقق والمنازل وبنايات أخرى. لم تعد مدينة ماريوبول مكانا صالحا للعيش. إعداد ( غيرتا هيرمان/ علاء جمعة)