موسم الحج.. الذكاء الاصطناعي لوقاية الحجاج من الحر
عماد غانم أ ف ب
٢٩ مايو ٢٠٢٥
قالت السلطات السعودية إنها تسخر الذكاء الاصطناعي وتدابير وقائية أخرى لاستقبال أكثر من مليون حاج هذا العام ووقايتهم من وطأة الحر الشديد ومراقبة حركتهم لتجنب تكرار مأساة العام الماضي.
قالت السلطات السعودية إنها حشدت أكثر من 40 جهة حكومية و250 ألف موظف هذا العام في موسم الحج، وضاعفت جهودها للتقليل من المخاطر المرتبطة بالحرارة.صورة من: Rafiq Maqbool/AP Photo/picture alliance
إعلان
تستعدّ السعودية لاستقبال أكثر من مليون حاج هذا العام، مسخّرة الذكاء الاصطناعي ومكثّفة المساحات المظللة ومرشّات المياه، لمواجهة حرارة الصيف، وفق ما قال وزير الحج توفيق الربيعة لوكالة فرانس برس الثلاثاء. وأكد الربيعة في مقابلة أجريت معه في الرياض أن التخفيف من وطأة الحرّ الشديد يبقى أولوية قصوى لدى الجهات المنظمة مع اقتراب موسم الحج.
وقال وزير الحج السعودي: "من أبرز التحديات التي نواجهها دائما، ارتفاع درجات الحرارة عاما بعد عام، وهذا أمر نضعه على رأس أولوياتنا".
وأضاف أنه تمّ توسيع المساحات المظللة بنحو 50 ألف متر مربع، وستُجهَّز أكثر من 400 وحدة تبريد، فيما سيكون الآلاف من الكوادر الطبية على أهبة الاستعداد للتدخّل طوال فترة الحج. وتأتي هذه الإجراءات استكمالا لأعمال سابقة شهدتها الأعوام الماضية، من بينها تحسينات في المناطق المحيطة بالمسجد الحرام وتغطية الطرق الإسفلتية بمادة خاصة لتخفيف درجات حرارة الأسطح.
وقال الوزير السعودي: "التغييرات الجديدة ستُسهم بالتأكيد في تعزيز سلامة الحجاج وتحسين تجربتهم خلال أداء المناسك". وكان الربيعة قد أشار في وقت سابق من الأسبوع الحالي إلى أن أكثر من مليون حاج من مختلف دول العالم وصلوا بالفعل إلى المملكة لأداء المناسك التي تبدأ رسميا في الرابع من حزيران/ يونيو المقبل، فيما يتواصل تدفق المزيد.
يُذكر أنه في العام 2024، بلغ عدد الحجاج في مكة 1,8 مليون شخص.
أجهزة لمراقبة حركة الحجاج
وستعتمد السلطات في السعودية على أحدث برامج الذكاء الاصطناعي لمراقبة الكمّ الهائل من البيانات والمشاهد المصورة، بما في ذلك لقطات حية من طائرات مسيّرة جديدة تحلّق في سماء مكة. وفي هذا السياق وقال الربيعة: "سنستخدم عددا كبيرا من الأجهزة اللاقطة لمراقبة حركة الحجاج خلال كل فترة وجودهم، ما سيمدّنا بالمعلومات التي سنتأكد إن كانت منسجمة مع خطتنا لإدارة الحشود".
وتابع بالقول إن هذا "سيساعد في تدخّلنا السريع في حال كان هناك خطر ما والتخفيف منه. نستعمل التقنيات المتطورة للذكاء الاصطناعي للقيام بهذه المراقبة والحصول على بيانات سريعة".
وتشكّل إدارة الحشود تحديا كبيرا كل سنة. إذ يعتبر الحج من أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم. في عام 2015، أودى تدافع مأساوي بحياة نحو 2300 حاج. وبالإضافة إلى التوسعة في البنية التحتية وزيادة عدد الموظفين، تشنّ السلطات السعودية حملة موسّعة لمنع الحجاج غير الحاصلين على تصاريح رسمية من دخول مكة.
وبحسب المسؤولين السعوديين، فإن أكثر من 80 بالمئة من الوفيات في موسم الحج العام الماضي كانت في صفوف الحجاج غير النظاميين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى خدمات حيوية مثل الخيام المكيّفة.
600 حاج على الأقل لقوا حتفهم خلال موسم الحج هذا العام
02:49
This browser does not support the video element.
الحجاج غير النظاميين
وتُوزع تصاريح الحج وفق نظام حصص مخصصة لكل دولة، وتُمنح للأفراد غالبا عبر قرعة، غير أن ارتفاع تكاليف الحج يدفع كثيرين لمحاولة أداء المناسك من دون تصريح، رغم المخاطر القانونية التي تشمل التوقيف والترحيل.
ولتفادي تسلل الحجاج غير النظاميين، نفذت السلطات السعودية حملات أمنية، وأطلقت حملة إعلامية واسعة، كما شددت العقوبات على المخالفين لتصل إلى حظر دخول المملكة لمدة تصل إلى عشر سنوات. وقال الربيعة "امتلاك تصريح للحج أمر في غاية الأهمية من أجل سلامة الجميع". وأضاف "نُعوّل على المسلمين جميعا بعدم القدوم إلى الحج إلا من خلال تصاريح نظامية، ونعوّل كذلك على تعاون الدول" في هذا الشأن.
وتستمر مناسك الحج أربعة أيام، وتحصل في أماكن مكشوفة غالبا. وفي السنوات الأخيرة، تزامنت مناسك الحج التي تُقام في الهواء الطلق مع ذروة الصيف السعودي.
تحرير: عبده جميل المخلافي
حرارة شديدة وتدافع وقتلى: أبرز حوادث الحج على مدار السنين
شهد موسم حج 2024 ارتفاعا في درجات الحرارة ما أدى إلى وفاة مئات الحجاج بسبب الإجهاد التدافع. موسم حج هذا العام لم يكن استثناءً ما يذكرنا بسلسلة من الحوادث المأساوية التي وقعت في السنوات الماضية خلال الحج، وهذه أبرزها.
صورة من: Getty Images/AFP
حج 2024 وفيات وارتفاع درجات الحرارة
ارتفعت الحصيلة الإجمالية للوفيات خلال موسم الحجّ هذا العام لحوالي ألف شخص غالبيّتهم مصريون ومعظمهم لأسباب مرتبطة بالطقس الحار، فيما ما زال كثيرون يبحثون عن أقربائهم وأصدقائهم الذين فُقدوا خلال أداء الفريضة. وبلغت درجة الحرارة معدل 51.8 درجة مئوية في مكة المكرّمة.
صورة من: Rafiq Maqbool/AP Photo/picture alliance
آلاف الاصابات بالإجهاد الحراري بين الحجاج
وكانت وزارة الصحة السعودية قد أعلنت تسجيل "2764 حالة إصابة بالإجهاد الحراري، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المشاعر المقدسة والتعرض للشمس، وعدم الالتزام بالإرشادات". لكنّها لم تعطِ أي معلومات عن الوفيات. ويتأثر موسم الحج وهو من أكبر التجمعات الدينية في العالم بشكل متزايد بالتغير المناخي بحسب دراسة سعودية أفادت بأن الحرارة في المنطقة ترتفع 0.4 درجة مئوية في كل عقد.
صورة من: Rafiq Maqbool/AP Photo/picture alliance
ارتفاع الوفيات في صفوف الحجّاج المصريين
الوفيات شملت حجاجاً من الأردن (60 شخصاً) والأراضي الفلسطينية (44) والهند (68) وتونس (35) والعراق (13) وإيران (11) والسنغال (3) وأندونيسيا (132) بيد أن العدد الاكبرمن الوفيات كان في صفوف المصريين بحوالي 600 حالة وفاة، فيما زالت السلطات تبحث عن مئات المفقودين الذين أبلغت عائلاتهم السلطات بأنهم فقدوا التواصل معهم.
صورة من: FADEL SENNA/AFP/Getty Images
موسم حج 2023 شهد وفيات بين الحجاج
موسم حج 2023 شهد أيضا وفيات بين الحجاج وبحسب الأرقام الرسمية أُصيب أكثر من 2000 شخص بإجهاد حراري منذ بداية الحج، من بينهم 1721 شخصاً، بعدما وصلت درجات الحرارة إلى 48 درجة مئوية، حسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة السعودية وبلغ عدد الوفيات بين الحجاج حوالي 240 شخصاً على الأقل بحسب تقارير إعلامية.
صورة من: Rafiq Maqbool/AP Photo/picture alliance
حج محدود بسبب كورونا
في مواسم الحج للأعوام 2020 و2021 و2022 شهد الحجاج تقييدات كثيرة بسبب جائحة فايروس كوفيد - 19 (كورونا)، حيث فرضت السلطات السعودية تقييدا على أعداد من يسمح لهم بالحج، كما فرضت تقييدات على حج المقيمين من داخل السعودية ما سمح بأداء الشعائر دون اصابات تذكر.
صورة من: Amr Nabil/dpa/picture alliance
عشرة آلاف حاج فقط 2020
أبرز التقييدات التي فرضتها السعودية بسبب التدابير الصحية لجائحة كورونا كانت عام 2020 حيث أدى نحو 10 آلاف مسلم فقط الفريضة مقارنة بـ 2.5 مليون شخص شاركوا في حج العام الذي سبقه 2019. وتم تقسيم الحجاج لأعداد صغيرة فقط مع فرض فترات للتعقيم بين كل مجموعة وأخرى.
صورة من: -/Saudi Press Agency/dpa/picture alliance
2300 قتيلاً في حادثة منى عام 2015
حادثة التدافع المأساوية في منى في شهر أيلول/ سبتمبر 2015 التي أودت بحياة نحو 2300 شخص بينهم 464 إيرانياً، فتحت باب الانتقادات الحادة الموجهة للسعودية مجدداً، وخاصة من إيران التي اتهمتها بعدم القدرة على تنظيم الحج، وتلاه أزمة دبلوماسية بين البلدين نتج عنها انقطاع الإيرانيين عن موسم الحج في عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
حادثة سقوط الرافعة
وماعدا حوادث التدافع، أودت حوادث الانهيارات وسقوط الرافعات أيضاً بحياة الحجاج، لعل آخرها كانت حادثة انهيار إحدى الرافعات في مشروع توسعة المسجد الحرام في 11 أيلول/ سبتمبر عام 2015، والتي خلفت أكثر من مئة قتيل ومئتي جريح.
صورة من: picture alliance/dpa/N. Mounzer
انهيار فندق "لؤلؤة الخير" في 2006
ومن الحوادث المأساوية التي لا تُنسى انهيار فندق "لؤلؤة الخير" في مكة المكرمة في مطلع عام 2006، حيث أودى بحياة 76 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
حرائق في مخيمات الحجاج
وتسببت بعض الحرائق أيضاً بفقدان الحجاج لحياتهم، ففي نيسان/ أبريل من عام 1997، اندلع حريق كبير في إحدى مخيمات الحجاج وأودى بحياة أكثر من 300 حاجاً وجرح أكثر من 1500 آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Nelson
حادثة نفق منى في 1990
حدث تدافع كبير في نفق منى جنوب مكة في تموز/ يوليو 1990 إثر عطل في نظام التهوية، وأسفر عن مقتل 1426 حاجاً اختناقاً، وكان معظم الضحايا من الماليزيين والاندونيسيين والباكستانيين.