1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موسم الحج.. الذكاء الاصطناعي لوقاية الحجاج من الحر

عماد غانم أ ف ب
٢٩ مايو ٢٠٢٥

قالت السلطات السعودية إنها تسخر الذكاء الاصطناعي وتدابير وقائية أخرى لاستقبال أكثر من مليون حاج هذا العام ووقايتهم من وطأة الحر الشديد ومراقبة حركتهم لتجنب تكرار مأساة العام الماضي.

حجاج في السعودية - صورة بتاريخ 12 يونيو 2024
قالت السلطات السعودية إنها حشدت أكثر من 40 جهة حكومية و250 ألف موظف هذا العام في موسم الحج، وضاعفت جهودها للتقليل من  المخاطر المرتبطة بالحرارة.صورة من: Rafiq Maqbool/AP Photo/picture alliance

تستعدّ  السعودية لاستقبال أكثر من مليون حاج هذا العام، مسخّرة الذكاء الاصطناعي ومكثّفة المساحات المظللة ومرشّات المياه، لمواجهة حرارة الصيف، وفق ما قال وزير الحج توفيق الربيعة لوكالة فرانس برس الثلاثاء. وأكد الربيعة في مقابلة أجريت معه في الرياض أن التخفيف من وطأة الحرّ الشديد يبقى أولوية قصوى لدى الجهات المنظمة مع اقتراب  موسم الحج.

وقال وزير الحج السعودي: "من أبرز التحديات التي نواجهها دائما، ارتفاع درجات الحرارة عاما بعد عام، وهذا أمر نضعه على رأس أولوياتنا".

تقليل مخاطر الحرارة

وتحاول السلطات تفادي تكرار  مأساة العام الماضي  عندما توفي أكثر من 1300 حاج مع تسجيل  درجات حرارة وصلت إلى 51,8 درجة مئوية. وأوضح الربيعة أنه تمّ حشد أكثر من 40 جهة حكومية و250 ألف موظف هذا العام في موسم الحج، وضاعفت السلطات جهودها للتقليل من  المخاطر المرتبطة بالحرارة.

وأضاف أنه تمّ توسيع المساحات المظللة بنحو 50 ألف متر مربع، وستُجهَّز أكثر من 400 وحدة تبريد، فيما سيكون الآلاف من الكوادر الطبية على أهبة الاستعداد للتدخّل طوال فترة الحج. وتأتي هذه الإجراءات استكمالا لأعمال سابقة شهدتها الأعوام الماضية، من بينها تحسينات في المناطق المحيطة بالمسجد الحرام وتغطية الطرق الإسفلتية بمادة خاصة  لتخفيف درجات حرارة الأسطح.

وقال الوزير السعودي: "التغييرات الجديدة ستُسهم بالتأكيد في تعزيز سلامة الحجاج وتحسين تجربتهم خلال أداء المناسك". وكان الربيعة قد أشار في وقت سابق من الأسبوع الحالي إلى أن أكثر من مليون حاج من مختلف دول العالم وصلوا بالفعل إلى المملكة لأداء المناسك التي تبدأ رسميا في الرابع من حزيران/ يونيو المقبل، فيما يتواصل تدفق المزيد.

يُذكر أنه في العام 2024، بلغ عدد الحجاج في مكة 1,8 مليون شخص.

أجهزة لمراقبة حركة الحجاج

وستعتمد السلطات في السعودية على أحدث برامج  الذكاء الاصطناعي  لمراقبة الكمّ الهائل من البيانات والمشاهد المصورة، بما في ذلك لقطات حية من طائرات مسيّرة جديدة تحلّق في سماء مكة. وفي هذا السياق وقال الربيعة: "سنستخدم عددا كبيرا من الأجهزة اللاقطة لمراقبة حركة الحجاج خلال كل فترة وجودهم، ما سيمدّنا بالمعلومات التي سنتأكد إن كانت منسجمة مع خطتنا لإدارة الحشود".

وتابع بالقول إن هذا "سيساعد في تدخّلنا السريع في حال كان هناك خطر ما والتخفيف منه. نستعمل التقنيات المتطورة للذكاء الاصطناعي للقيام بهذه المراقبة والحصول على بيانات سريعة".

وتشكّل إدارة الحشود تحديا كبيرا كل سنة. إذ يعتبر الحج من أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم. في عام 2015،  أودى تدافع مأساوي بحياة نحو 2300 حاج. وبالإضافة إلى التوسعة في البنية التحتية وزيادة عدد الموظفين، تشنّ السلطات السعودية حملة موسّعة لمنع الحجاج غير الحاصلين على تصاريح رسمية من دخول مكة.

وبحسب المسؤولين السعوديين، فإن أكثر من 80 بالمئة من الوفيات في موسم الحج العام الماضي كانت في صفوف الحجاج غير النظاميين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى خدمات حيوية مثل الخيام المكيّفة.

600 حاج على الأقل لقوا حتفهم خلال موسم الحج هذا العام

02:49

This browser does not support the video element.

الحجاج غير النظاميين

 وتُوزع تصاريح الحج وفق نظام حصص مخصصة لكل دولة، وتُمنح للأفراد غالبا عبر قرعة، غير أن ارتفاع تكاليف الحج يدفع كثيرين لمحاولة أداء المناسك من دون تصريح، رغم المخاطر القانونية التي تشمل التوقيف والترحيل.

ولتفادي تسلل الحجاج غير النظاميين، نفذت السلطات السعودية حملات أمنية، وأطلقت حملة إعلامية واسعة، كما شددت العقوبات على المخالفين لتصل إلى حظر دخول المملكة لمدة تصل إلى عشر سنوات. وقال الربيعة "امتلاك تصريح للحج أمر في غاية الأهمية من أجل سلامة الجميع". وأضاف "نُعوّل على المسلمين جميعا بعدم القدوم إلى الحج إلا من خلال تصاريح نظامية، ونعوّل كذلك على تعاون الدول" في هذا الشأن.

وتستمر مناسك الحج أربعة أيام، وتحصل في أماكن مكشوفة غالبا. وفي السنوات الأخيرة، تزامنت مناسك الحج التي تُقام في الهواء الطلق مع ذروة الصيف السعودي.

تحرير: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW