1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موسوعة بروكهاوس الألمانية تدخل عصر الموسوعات الرقمية

بابلو فالدن: إعداد طارق أنكاي٩ مايو ٢٠٠٧

للوقوف في وجه المنافسة القوية التي تشكلها الموسوعات الحرة ومحركات البحث في الإنترنت قامت موسوعة بروكهاوس، أكبر موسوعة ألمانية، بإصدار نسخة رقمية. بعض الباحثين يرون أن الموسوعات الحرة لا يمكن أن تحل محل الموسوعات الخاصة.

الموسوعة الرقمية قد تحل محل المجلدات الضخمة

لطالما كانت الموسوعات العلمية تزين رفوف المكتبات الشخصية بمجلداتها التي كانت في غالب الأحيان، على الأقل خلال القرن الماضي، تعكس المستوى الثقافي لأصحاب المنزل. أما الآن فقد بات الكثير من الناس يلجئون إلى محركات البحث في الإنترنيت مثل غوغل أو الموسوعات الحرة في تلك الشبكة مثل ويكيبيديا بحثا عن أجوبة لأسئلتهم واستفساراتهم مجانا. وزاد الإقبال في السنوات القليلة الماضية بشكل ملحوظ على الموسوعات الحرة القائمة على مبدأ المشاركة الجماعية في بناء المحتوى، ما حذا بالموسوعات العريقة إلى التفكير في كيفية الوقوف في وجه هذه المنافسة القوية وتعزيز مكانتها كمرجع معرفي. ومن أجل ذلك قامت أكبر موسوعة ألمانية "بروكهاوس" بإصدار نسخة رقمية إلى جانب النسخة المطبوعة. ورغم أن الحصول على الموسوعة الرقمية لن يكون مجانا، إلا أن القائمين على إصدارها يراهنون على جودة المعلومات ودقة مصادرها مقارنة مع الموسوعات الحرة المجانية على الإنترنيت.

بحار العلوم بين يديك

موسوعة بروكهاوس أشهر الموسوعات الألمانية وأعرقهاصورة من: picture-alliance/ dpa

نشرت موسوعة بروكهاوس طبعة حديثة ضمت ثلاثين مجلدا وبعدد صفحات 24000 صفة. وتشمل هذه النسخة على مقالات تشرح 300000 مصطلح. هذا العدد الضخم من المجلدات يزن نحو سبعين كيلوغراما ويحتاج إيواؤها إلى مكتبة بطول مترين. أما إذا كانت رفوف خزانات الكتب الشخصية لدى من يرغب في اقتناء النسخة الحديثة للموسوعة لا تسع لهذا العدد الكبير من المجلدات بإمكانه عندئذ الحصول على الموسوعة الجديدة مخزنة بالكامل في ذاكرة إلكترونية (Memory Stick) أو على قرصين من أقراص DVD.

ربما لا يروق لعشاق الموسوعات التقليدية أو المطبوعة الانفتاح على العالم الرقمي وميزاته في هذا المجال بعدما لبثت النسخ المطبوعة لزمن طويل العمود الفقري ومركز ثقل المكتبات الجيدة. فواقع الأمر يثبت أن الموسوعات الرقمية تملك جوانب إيجابية عديدة. فهي توفر بالدرجة الأولى الجهد والعناء الذي يكلفه البحث في المجلدات الكبيرة عن المقال أو المعلومة التي يرغب القارئ في الإطلاع عليها. وتمتاز موسوعة بروكهاوس في هذا الإطار بقدرتها على الإجابة حتى على الأسئلة السهلة. فيحين يرغب القارئ معرفة اكبر حيوان في العالم يظهر له مقال عن الحوت الأزرق.

مزايا الموسوعة الرقمية

هل تختفي الكتب بتطو العالم الرقميصورة من: dpa

يدرك أصحاب فكرة الموسوعة الرقمية أن مستخدميها سرعان ما سيكتشفون مزاياها وتفوقها على الموسوعة التقليدية. ومن جملة تلك المزايا التي تزخر بها الموسوعة الرقمية على نقيض الموسوعة المطبوعة هو أنه يمكن لصاحبها تحديث محتواها ومواكبة مستجدات العلوم. في حين تتقادم النسخة المطبوعة يوم بعد يوم رغم أنه يحق لمالك الموسوعة المطبوعة الدخول عبر الإنترنت لأرشيف الموسوعة. وتشمل الموسوعة الرقمية بالإضافة إلى النصوص المكتوبة على عدد من الوسائط المتعددة كالفيديو والخرائط والصور والملفات الصوتية. هذا وتحتوي هذه الموسوعة أيضا على أطلس يشابه أطلاس غول ايرث (غوغل الأرض) الشهير المتخصص في البحث عن المواقع على خريطة العالم. غير أن أطلس بروكهاوس لن يعتمد على الصور الأقمار الاصطناعية المفصلة التي يقدمها أطلس غوغل ايرث.

الأهم أيضا أن الموسوعة الرقمية تقدم لمستخدميها غرفة علمية ثلاثية الأبعاد. هذا يعني أن الباحث يحصل إلى جانب المفهوم الذي يبحث عنه مفاهيم إضافية ذات صلة، ما يساهم في تقاطع مجالات معرفية مختلفة، الأمر الذي يضفي أيضا على الموسوعة نوعا من الديناميكية والحياة.

آفاق واعدة للموسوعة الرقمية

ويرى الباحثون أنه من بين سلبيات الموسوعات التي تقوم على مبدأ المشاركة الجماعية في كتابة المحتوى هو أنها تظل عرضة للتلاعب بمحتواها والحقائق التي تنقلها. فمحتويات هذه الموسوعات يصعب في نظهرهم مراقبتها لأنه يتعذر مراجعة الكم الهائل من النصوص التي يتم نشرها على سبيل المثال في موسوعة ويكيبيديا، علما أن هذه الموسوعة باللغة الألمانية تتم إضافة ما يربو عن 500 مقال جديد يوميا لمحتواها. هذه الشكوك عززتها أيضا نتائج التحريات التي أجراها البرلمان الألماني (بوندستاغ) في هذا الإتجاه والتي أفادت أنه بالفعل قد تم تغيير بعض الحقائق في السيرة الذاتية لبعض الساسة، حيث أضيفت بعض البطولات الكاذبة لسير هؤلاء الشخصيات أو تم حذف بعض الفضائح منها. لذا لا يمكن الاستغناء عن موسوعة على درجة عالية المهنية في ظرف لا يستبعد فيه الباحثون أن تحل الموسوعة الرقمية يوما ما محل النسخة المطبوعة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW