1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موضوع التجسس يضع ألمانيا أمام اتهامات الكيل بمكيالين

جانيت زايفرت/ ابتسام فوزي١٨ أغسطس ٢٠١٤

قبل أسابيع قليلة انتقدت ألمانيا بشدة قيام الولايات المتحدة بالتجسس عليها واعتبرت ذلك أمرا غير مقبول "بين الأصدقاء"، والآن تكشف تقارير إعلامية عن قيام ألمانيا بالتجسس على تركيا، ، إذا ثبتت صحة ذلك ستكون برلين في موقف حرج.

Merkel und Erdogan PK in Berlin 04.02.2014
صورة من: picture-alliance/AP

ثمة تصريحات لسياسيين في مواقف معينة يفوهون بها دون أن يدركوا أنها ستعود للذاكرة مرة أخرى في مواقف معاكسة. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المعروفة عادة بتشبتها الشديد بتصريحاتها، توجد حاليا في هذا الوضع. فقبل عدة أشهر وعندما تم الكشف عن قيام المخابرات الأمريكية بالتجسس على مكالماتها الهاتفية قالت المستشارة إنه "لا تجسس بين الأصدقاء". والآن تتم الإشارة الى هذه في سياق آخر بعد نشر تقاريرعن قيام المخابرات الألمانية بالتجسس على تركيا، الحليف في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

موضوع احتمام قيام ألمانيا بالتجسس على تركيا تضع الحكومة الألمانية في موقف شديد الحرج ولاشك، خصوصا وأنه لم تمر سوى أسابيع قليلة منذ أن استخدم الساسة الألمان أشد العبارات للتنديد بتجسس الولايات المتحدة على ألمانيا، كما قامت برلين في إطار تداعيات الكشف عن فضيحة التجسس بطرد ممثل الاستخبارات الأمريكية من ألمانيا.

رد فعل برلين على تجسس الولايات المتحدة كان قويا ورافضا للتجسس بين الأصدقاءصورة من: MANDEL NGAN/AFP/Getty Images

حرج كبير لبرلين

وفقا للتقارير الإعلامية الأخيرة فقد رصدت المخابرات الألمانية بالصدفة مكالمة لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون عام 2012 في إطار تحرك يرتبط بالشرق الأوسط كما رصدت المخابرات الألمانية مكالمة ثانية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري عام 2013. ولم يصدر حتى الآن أي رد فعل من الجانب الأمريكي كما لم تعقب السفارة الأمريكية في برلين على التقارير الإخبارية الألمانية في هذا الصدد.

في الوقت نفسه نقلت صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار عن موظف في الاستخبارات الأمريكية قوله إن محادثات وزير الخارجية الأمريكي تكون عادة مشفرة، مثل مكالمات الرئيس موضحا أن مكالمة كلينتون التي تم التقاطها ربما تكون قد تمت عبر خط اتصال غير آمن.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل تتعامل المخابرات الألمانية بنفس طريقة المخابرات الأمريكية التي تم انتقدتها قبل أسابيع قليلة بسبب تجسسها على ساسة دول صديقة؟ مجرد طرح هذا السؤال يضع الحكومة الألمانية في موقف حرج ويعرضها لانتقادات انطلقت بالفعل من صفوف المعارضة وتحديدا من حزب الخضر الذي هاجم حكومة برلين ووصفها بالنفاق والكيل بمكيالين.

الائتلاف الحكومي يرفض تلك الاتهامات ، حيث يؤكد باتريك سينسبورغ، رئيس اللجنة البرلمانية المعنية بالتحقيق في فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية والمنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، عدم قيام الجهات الألمانية بالتنصت بشكل متعمد على ساسة أجانب. في الوقت نفسه أكدت متحدثة باسم المخابرات الألمانية في تصريحات صحفية عدم التنصت على الدول الصديقة، موضحة أن المكالمات التي يتم رصدها بالصدفة تمحى على الفور.

مظاهرة في مدينة هامبورغ الألمانية ضد تجسس الولايات المتحدة على برلينصورة من: Imago

تعريف الدولة الصديقة

الحكومة الألمانية لم تستبعد صحة التقارير التي أثيرت بشأن التجسس على تركيا. ووفقا لمعلومات مجلة "دير شبيغل" وصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" فإن تركيا ضمن الدول الأساسية الخاضعة لمراقبة المخابرات الألمانية. كما نقلت التقارير عن دوائر حكومية أن برلين تدافع عن هذا الموقف من خلفية أنه لا يمكن مقارنة تركيا بالولايات المتحدة أو بدول أوروبية أخرى مثل فرنسا وبريطانيا وأن ما يحدث في تركيا يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الأمن الداخلي لألمانيا لاسيما فيما يتعلق بأنشطة حزب العمال الكردستاني والجماعات اليمينية واليسارية التركية المتطرفة في ألمانيا، علاوة على جرائم تهريب المخدرات والبشر.

ولكن هل تكفي كل هذه التخوفات لتبرير العمليات التجسسية الممنهجة في حق حليف في الناتو ومرشح للانضمام للاتحاد الأوروبي؟ بعض السياسيين يرون أن تلك المبررات كافية للغاية مثل أندرياس شوكينهوف، فنائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي اعتبر في تصريحات صحفية أنه " عندما يكون هناك ثلاثة ملايين تركي يعيشون في ألمانيا مع وجود منظمات تركية تصنف هنا على أنها منظمات إرهابية، عندها أرى أنه من البديهي أن نفعل كل ما في وسعنا لمعرفة كيفية تلقى هذه المنظمات الدعم من تركيا".

رئيس المخابرات الألمانية غيرهارد شنيدلر أمام مقر للمخابرات في باد أيبلينغ. هل نطاق عمليات التجسس أكبر مما يعتقد؟صورة من: picture-alliance/dpa

لكن هذا الموقف محل خلاف بين الأحزاب الألمانية، حيث قال رولف موتسينيش من الحزب الاشتراكي الديمقراطي:"أعتبر أن أعضاء الناتو شركاء لنا" كما عبر المتحدث في الوقت نفسه عن قلقه من أن يشكل هذا الموضوع عبئا على العلاقات الصعبة مع تركيا.

وعلى خلفية تلك التقارير استدعت الخارجية التركية سفير ألمانيا في أنقرة وقال المتحدث باسم الحكومة التركية محمد علي شاهين، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم للقول بأن تلك الاتهامات قيد البحث، مشيرا إلى أنه يجب أخذ هذه التقارير "مأخذ الجد" وأضاف أن الحكومة التركية ووزارة الخارجية ستقوم بالإجراءات اللازمة لبحث تلك المزاعم.

من ناحية أخرى يرى السياسي باتريك سينسبورغ أن الأنشطة الاستخباراتية في "مناطق الأزمات" و "الدول ذات الأوضاع الحساسة" عمل صائب بالكامل. أما رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار غريغور جيسي فيرى أنه ليس هناك من مبرر للتجسس على تركيا برغم بعض التحفظات وقال:"لدي انتقادات شديدة على تركيا، منها على سبيل المثال تسامحها في مرور إرهابيي الدولة الإسلامية، لكن هذا ليس سببا للقيام بالتجسس المتبادل".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW