مثل موظف سابق في معسكر أوشفيتز النازي أمام المحكمة في ألمانيا في واحدة من آخر محاكمات النازيين، بعد أن اتهمه الإدعاء بالاشتراك في قتل 300 ألف شخص رغم عدم ضلوعه بشكل مباشر في أي عملية قتل. المتهم أقر بذنبه أمام المحكمة.
إعلان
بدأت اليوم الثلاثاء (21 نيسان/ ابريل) محاكمة موظف سابق بمعسكر "أوشفيتز" إبان الحقبة النازية، والتي من الممكن أن تكون آخر محاكمة كبيرة ترجع لهذه الحقبة. ويتهم أوسكار غرونينغ (93 عاما) بالمساعدة في قتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص في معسكر "أوشفيتز " وكذلك في جمع أمتعة المحتجزين في المعسكر، وإرسال أموال منها إلى قوات الحماية النازية الخاصة (إس إس).
ويوجه إليه الادعاء أيضا تهمة دعم عمليات القتل المنهجي التي قام بها النازيون من خلال أفعاله. وخلال المحاكمة اليوم في مدينة لونبورغ بالقرب من هامبورغ أدلى المتهم باعتراف كامل، وقال: "بالنسبة لي، ليس هناك شك أنني مذنب من الناحية الأخلاقية". وأقر أنه كان على علم لدى وصوله لمعسكر "أوشفيتز" النازي في عام 1942 بعمليات قتل اليهود بالغاز، ووصف أيضا بعض الفظائع التي وقعت أمام عينيه. وقال: "أرجو العفو، وفيما يتعلق بمسألة الجرم الجنائي، فإنني أترك الأمر إليكم".
وتنطوي محاكمته على أهمية لعدة أسباب. فقد تصبح محاكمته احدى آخر المحاكمات الكبيرة للمحرقة النازية لأن عددا قليلا من النازيين الذين يشتبه بأنهم ارتكبوا جرائم أثناء الحرب العالمية الثانية ما زالوا على قيد الحياة.
فظائع معسكرات الإبادة النازية في أعمال فنية
يعتبر معسكر "آوشفيتز" من أكبر معسكرات الإبادة النازية التي تم اكتشافها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ورغم الرقابة التي كانت مفروضة هناك، تمكن بعض معتقليه من توثيق أهوال هذا المعسكر عبر لوحات فنية معبرة.
صورة من: Staatliches Museum Auschwitz-Birkenau in Oœwiêcim
يحظى ما سمي في العهد النازي بـ"الفن المنحط" باهتمام كبير. لكن الكثير من الفنانين الذين مارسوا فنهم داخل معسكرات الإبادة النازية، مثل فالديمار نوفاكوفسكي (في الصورة)، لا يحظى باهتمام يذكر.
صورة من: Staatliches Museum Auschwitz-Birkenau in Oœwiêcim
كرس الكاتب والمؤرخ الفني يورغن كاومكوتر أكثر من 15 سنة من حياته لفن معتقلي وناجي معسكرات الإبادة، مثل هذا العمل الذي نحته ليو هاس سنة 1947، والذي يصور فظائع معسكر الإبادة "تيريزينشتات".
صورة من: Bürgerstiftung für verfolgte Künste – Else-Lasker-Schüler- Zentrum – Kunstsammlung Gerhard Schneider
كان هناك فنانون يرسمون في "تيريزينشتات" وحتى في معسكر "آوشفيتز" لصالح النازيين. لكنهم كانوا يرسمون في الخفاء أيضاً، مثل هذه اللوحة التي تعود إلى سنة 1943.
صورة من: Staatliches Museum Auschwitz-Birkenau in Oœwiêcim
تعود هذه اللوحة إلى سنة 1944 ورسما الفنان يان ماركييل في معسكر "آوشفيتز". الصورة لابنة خباز من قرية قريبة، كانت تساعد المعتقلين وتزودهم بالخبز والبريد.
صورة من: Staatliches Museum Auschwitz-Birkenau in Oœwiêcim
جاء يهودا بيكون (يمين) في سن 13 عاماً إلى "تيريزينشتات"، وفي ديسمبر/ كانون الأول 1943 انتقل إلى "آوشفيتز-بيركيناو"، وهو شاهد على محرقة اليهود وصورها في أعمال فنية بعد نهاية الحرب.
صورة من: Bürgerstiftung für verfolgte Künste – Else- Lasker-Schüler-Zentrum – Kunstsammlung Gerhard Schneider
في هذه اللوحة، يصور يهودا بيكون قضاة في مدينة فرانكفورت، كدليل على جرائم القتل والمحارق التي شهدها معسكر "آوشفيتز".
صورة من: Yehuda Bacon
والدا الفنانة الإسرائيلية سيغاليت لانداو من الناجين من المحرقة، وأعمالها الفنية مليئة بالإيحاءات التي تتمحور حول المحرقة في معسكر "آوشفيتز".
صورة من: Sigalit Landau
جمعت لانداو جمعت في إسرائيل مائة زوج من الأحذية ورمتها في البحر الميت، الذي لفها بطبقات من الملح، في إشارة إلى الحياة بدلاً عن الموت الذي لحق بآلاف اليهود في معسكر "آوشفيتز". الكاتب: ساره هوفمان/ أمين بنضريف
صورة من: Sigalit Landau
8 صورة1 | 8
والقضية غير عادية أيضا لأنه وعلى عكس الكثير من الرجال والنساء الآخرين الذين كانوا يعملون في معسكرات الاعتقال تحدث بصراحة عن الوقت الذي قضاه في أوشفيتز في مقابلات أجريت معه وذلك للتصدي لمن ينكرون المحرقة النازية على حد تعبيره. وروى الجرائم الرهيبة التي شهدها في المعسكر ووصف نفسه بأنه "ترس صغير في العجلة" فيما أوضح أنه لم يقتل أحدا قط لذا يعتبر نفسه بريئا من الناحية القانونية.