موغريني في بغداد.. أوروبا تدعم إعادة إعمار المدن المحررة
١٣ يوليو ٢٠١٩
أجرت فيدريكا موغريني، مفوضة لشؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، في بغداد لقاءات مع سياسيين عراقيين بينهم رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية تمحورت حول سبل دعم أوروبا لإعادة بناء المدن المحررة.
إعلان
في لقائه مع مفوضة شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، أكد الرئيس العراقي برهم صالح اليوم السبت (13 تموز/ يوليو) على أهمية الاستفادة من التجارب الأوروبية بإعادة إعمار المدن المحررة في بلاده من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. وذكرت رئاسة الجمهورية في بيان أن "صالح استقبل (اليوم) في قصر السلام ببغداد الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني".
وشدد صالح خلال اللقاء، على "ضرورة العمل المشترك لتجنيب شعوب المنطقة ويلات الحروب"، مشيراً إلى "أهمية التنسيق والتشاور مع الاتحاد الأوروبي بشأن القضايا والتطورات الراهنة". ولفت الرئيس العراقي إلى "أهمية الاستفادة من الخبرات والتجارب الأوروبية في إعادة اعمار المدن المحررة، ودعم العراق في مساعدة النازحين وتوفير الأجواء الآمنة المستقرة لهم، فضلاً عن مساهمة الاتحاد في المشاريع العمرانية والخدمية والإنسانية".
من جانبها، أشادت موغريني بالتقدم الحاصل في العراق، مؤكدة دعم المجموعة الأوروبية لاستقراره وسياسته المتوازنة حيال القضايا الدولية، مجددة الالتزام بالعمل مع العراق لإنجاز الأهداف التي حددها مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في الكويت العام الماضي من أجل توفير مستقبل أفضل للشعب العراقي.
بدوره دعا رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اليوم السبت الدول الأوربية إلى الاستثمار في العراق وزيادة التعاون في جميع المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. وقال عبد المهدي خلال لقائه اليوم موغريني "إن العراق يرى في الاتحاد الأوروبي شريكا أساسيا وقطع أشواطا مهمة ومازلنا نعمل بهذا الاتجاه، مشير إلى أن العراق يريد تشجيع الاستثمار الأوروبي في العراق وزيادة التعاون في جميع المجالات، السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية"، بحسب بيان للحكومة العراقية.
وأضاف عبد المهدي أن "العراق بانتصاره على داعش قدّم ثمنا باهظا، وكانت آثار هذا الانتصار مهمة للعراق والمنطقة والعالم، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، وأن على الدول الكبرى أن تقيّم العراق ضمن واقعه كدولة خرجت من الحروب وهي الآن تنهض وبشكل قوي وفعّال لا كدولة مستقرة منذ مدة طويلة، ويجب أن تنظر المعايير المطبّقة في تصنيف العلاقات الدولية إلى العراق كدولة بدأت تستقر بعد خوضها حروبا طويلة، وبالتالي نحتاج إلى نوع من التمييز الإيجابي".
من جانبها، أكدت موغريني "أنها قد شاهدت بغداد الآن غير ما شاهدته في المرة السابقة، وأن هنالك تغييرا كبيرا نحو الأفضل، وأن الهدف الأساسي من زيارتها إلى بغداد هو التأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي للعراق سياسيا ومعنويا وماليا، وكذلك لإظهار التكاتف معه". وأشارت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية إلى "أن العراق أحد أفضل شركاء الاتحاد الأوروبي، وهناك نجاح للسياسة العراقية الخارجية المتوازنة في المنطقة ولابد من الاستمرار بهذه السياسة".
وكانت موغريني قد وصلت إلى بغداد اليوم السبت وأجرت مباحثات مع وزير الخارجية محمد علي الحكيم لبحث مجالات التعاون المشترك بين العراق والاتحاد الأوروبي. وقالت موغريني "إن المواقف العراقية الأوربية متطابقة والنظرة إلى المنطقة هي نظرة متشابهة، وإن المزيد من التعاون سيساعد في إنجاح العمل على الاستقرار في المنطقة والعالم". كما أكدت على أن العراق قصة نجاح مهمة في المنطقة وأن الاتحاد الأوروبي يرغب بالاستمرار في تقديم الدعم لتعزيز قصة النجاح هذه".
ح.ع.ح/ع.ج (د.ب.أ)
بعد سنة على تحرير الموصل.. دمار وانتظار إعادة الإعمار
قبعت الموصل طوال ثلاث سنوات تحت نير تنظيم "الدولة الإسلامية". وقبل حوالي سنة من اليوم أعلن رئيس وزراء العراق تحرير ثاني أكبر المدن العراقية. DW تأخذكم في جولة مصورة في أرجاء بقايا مدينة تتطلع للحياة وطي صفحة الماضي.
صورة من: DW/S. Petersmann
المدينة القديمة: أثر بعد عين
المدينة القديمة التاريخية للموصل أضحت أثراً بعد عين، وهي تقع في الجانب الغربي لنهر دجلة الذي يشق ثاني أكبر مدينة في العراق. والمعركة الحاسمة لتحرير الموصل من هيمنة "داعش" حصلت في الشطر الغربي. وتحصن مقاتلو التنظيم الإرهابي في الأزقة الضيقة للمدينة القديمة.
صورة من: DW/S. Petersmann
دمار في كل مكان
من ينظر من الجانب الشرقي للفرات إلى المدينة القديمة في الموصل على الشطر الغربي، تقع عينه على مشهد من الحُفر والبيوت المهدمة والحطام. ففي يونيو/حزيران وحده من عام 2017 انفجرت أكثر من 4000 قنبلة ألقاها التحالف المناهض لـ"داعش". وغالبية الهجمات نفذها سلاح الجو الأمريكي.
صورة من: DW/S. Petersmann
حطام بملايين الأطنان
المدينة القديمة التاريخية لن تعود كما كانت عليه قبل بداية المعركة لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية". وتقدر الأمم المتحدة وزن الحطام بثمانية ملايين طن.
صورة من: DW/S. Petersmann
عودة محفوفة بالمخاطر
بالرغم من كل ما سبق ذكره رجعت زهرة مع أطفالها الأربعة إلى الأنقاض المدمرة. لم تتمكن عائلتها من تحمل مبلغ الإيجار العالي في الشطر الشرقي للمدينة الأقل دماراً. ويواجه العائدون عدة مخاطر.
صورة من: DW/S. Petersmann
انتهاء الحرب وبقاء الخطر
ما ترونه على الحطام هو حزام ناسف لأحد الانتحاريين. وإذا انفجر الحزام المحشو بالمتفجرات وقطع معدنية، تنطلق قذائف مميتة في كل الاتجاهات. ويواجه العائدون إلى الموصل، كذلك، خطر القنابل غير المتفجرة.
صورة من: DW/S. Petersmann
آثار المعركة
في الأزقة الضيقة للمدينة القديمة المدمرة تُرى آثار المعركة، التي استمرت تسعة أشهر، إلى يومنا هذا. على الأرض زحف الجيش العراقي والميليشيات المتحالفة تحت غطاء هجمات جوية أمريكية كثيفة تسببت في الجزء الأكبر من الدمار.
صورة من: DW/S. Petersmann
جثث وجثث وجثث
في أحد الأزقة الضيقة نعثر على عشر جثث محشوة في أكياس. وإلى يومنا هذا يتم انتشال جثث من وسط الأنقاض. ودرجات الحرارة المرتفعة في الصيف تقوي رائحة التحلل. وليس واضحاً كم هو عدد الناس الذين قُتلوا أثناء المعركة. والتقديرات المتوفرة تتراوح بين 10.000 و40.000.
صورة من: DW/S. Petersmann
مصالحة صعبة
من حين لآخر نصادف مخطوطات غرافيتي على جدران البيوت تطالب بالانتقام: "داعش.. نريد دمك". عملية المصالحة بين ضحايا التنظيم وعناصره وداعميه صعبة. المستقبل وحده هو الذي سيجيب على هذا السؤال.
صورة من: DW
العمل لهزيمة الماضي
يحاول أحمد محمد عبد الرحمن، عمدة حي حمام منقوش، منع الجناة من العودة والتوسط بين ضحايا التنظيم الإرهابي والمؤيدين له. "يجب علينا إيجاد فرص عمل لكي يفكروا في أشياء أخرى. فعندما تعيش الناس فقط في الماضي، فإنه يتكرر".
صورة من: DW/S. Petersmann
إعلان "الخلافة"
مباشرة بالقرب من حي حمام منقوش يقع مسجد النوري الشهير، أبرز معالم المدينة القديمة. في حزيران/يونيو 2014 أعلن زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي من هنا قيام "الخلافة". وسيطر "داعش" ثلاث سنوات على الموصل.
صورة من: DW/S. Petersmann
إنقاذ إرث ثقافي
يبدو أن الميليشيا الإرهابية "داعش" فجرت خلال انسحابها من الموصل مسجد النوري. وفي الخريف الماضي أعلنت الإمارات العربية المتحدة أنها تعتزم تمويل إعادة بناء المسجد القديم بنحو 50 مليون دولار.
صورة من: DW/S. Petersmann
المئذنة الحدباء
صمدت المئذنة الحدباء لمسجد النوري أكثر من 800 عام في وجه العواصف والحروب. والسكان سموها "حدبة"، لأنها مائلة. ولم يبق منها اليوم إلا جزء من الأساس.
صورة من: DW/S. Petersmann
المدنيون كدروع بشرية
بين الحين والآخر نصادف أنقاضاً تحصن فيها مقاتلو "داعش" في المرحلة الأخيرة من معركة التحرير. في هذا المخبأ على المدخل تم زرع عبوات ناسفة. ورائحة التعفن توحي بأن أشخاصا توفوا هنا. وذكر ناجون أن مقاتلي التنظيم الإرهابي استخدموا مدنيين كدروع بشرية.
صورة من: DW/S. Petersmann
الحرب وحدها لا تحرز النصر
إلى جنب سترة حماية ممزقة نرى مصحف صغير للقرآن على الأرض. "داعش" انهزم عسكرياً، إلا أن مقاتلين ناجين ومجندين جدد يواصلون تنفيذ اعتداءات في العراق. ولا يمكن التغلب على ايدلوجية الإرهابيين بوسائل عسكرية فقط.
صورة من: DW/S. Petersmann
خردة الحرب
الكثير من السيارات تحولت تحت لهيب نار الهجمات الجوية إلى ركام من الحطام يسوده الصدأ. وبعض الإطارات تعود لسيارات متفجرة استعملها داعش "للدفاع" خلال الانسحاب.
صورة من: DW/S. Petersmann
أمنيتها الوحيدة العودة
يبدو أن الموصل قبل هيمنة "داعش" كانت تحتضن نحو مليوني نسمة من السكان. وبسبب الحرب هرب نصفهم، بينهم نحو 700.000 نسمة من المدينة القديمة ذات الكثافة السكانية. هذه المرأة تقف أمام حطام منزلها الذي أكلته نار الحرب.
صورة من: DW/S. Petersmann
ألوان وسط الدمار
المدينة القديمة التاريخية كانت معروفة بأبواب بيوتها الفاخرة المزركشة. القليل منها فقط ظل قائماً. وهذه التحف الفنية تعكس مظاهر ملونة وسط الدمار.
صورة من: DW/S. Petersmann
دب محشو بالمتفجرات
هذه هو شكل البيوت من الداخل. إرادة إعادة البناء كبيرة؛ إذ أن الكثير من عائلات اللاجئين سئمت العيش في معسكرات على هامش المدينة أو في بيوت مؤجرة. الدب الدمية على حافة الشباك قد يكون قنبلة محشوة بالمتفجرات.
صورة من: DW/S. Petersmann
تكلفة إعادة الإعمار؟
تُعد معركة الموصل، حسب رأي خبراء، من أشد المعارك ضراوة في منطقة مأهولة بالسكان، وذلك منذ الحرب العالمية الثانية. وإعادة البناء تكون بالتالي صعبة ومكلفة. وتقدر الحكومة العراقية التكلفة بملياري دولار على الأقل. ولا شيء يوحي بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم المشاركة في التكاليف.