دقت المفوضية الأوربية ناقوس الخطر بعد حادثة الغرق الجديدة لقارب يقل 700 مهاجر في المتوسط. وفيما حثت مفوضة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى حماية المهاجرين، طالب وزير الداخلية الألماني بـ"رد أوروبي" على هذه المأساة.
إعلان
عبرت المفوضية الأوروبية عن "تأثرها الشديد" الأحد (19 أبريل/ نيسان 2015) بعد حادثة الغرق الجديدة لقارب يقل مهاجرين في البحر المتوسط ما أدى إلى مقتل حوالي 700 شخص، معلنة عن اجتماع لوزراء داخلية وخارجية دول الاتحاد الأوروبي لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وقالت المفوضية، التي تحضر إستراتيجية جديدة للهجرة ستعتمد في منتصف أيار/ مايو المقبل، إن "أرواح أشخاص على المحك، والاتحاد الأوروبي لديه التزام أخلاقي وإنساني للتحرك". ولكن بالإضافة إلى تلك الإستراتيجية، "لا بد من اتخاذ إجراءات ضرورية فوراً (...) طالما أن بلدان الانطلاق وبلدان العبور لا تتخذ أي خطوات لمنع هذه الأعمال اليائسة، وسوف يستمر الناس بتعريض حياتهم للخطر. جزء كبير من خطتنا هو العمل مع تلك البلدان"، حسبما قالت المفوضية الأوروبية في بيان لها الأحد.
وأشار البيان إلى انه سيتم تنظيم اجتماع مشترك لوزراء الداخلية والخارجية لهذا الغرض، من دون إعطاء تفاصيل عن الموعد المحدد. وبحسب دبلوماسي أوروبي فان هذا الاجتماع كان مخططا له ومتوقعا "قبل تموز/ يوليو".
من جانبها، قررت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وضع هذه القضية على جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية في لوكسمبورغ يوم غد الاثنين. وقالت المسؤولة الأوروبية في بيان منفصل "سأقدم سلسلة من المقترحات حول ليبيا، أحد الطرقات الرئيسية لتهريب المهاجرين".
ويتعين على وزراء دول الاتحاد الـ28 أن تناقش الاثنين المساعدة التي يمكن أن يقدمها الاتحاد الأوروبي في تشكيل حكومة وحدة وطنية ليبية في المحادثات التي تستضيفها المغرب والتي تعتبر الضمانة الوحيدة بالنسبة لهم للاستقرار والمصالحة السياسية، والطريقة الوحيدة لوقف تدفق المهاجرين في الوقت الذي يستفيد فيه المهربون من الفوضى القائمة في البلاد.
قمة أوروبية استثنائية لمواجهة مأساة المهاجرين عبر المتوسط
تتكرر حوادث غرق القوارب المكتظة باللاجئين المنطلقة نحو "فردوس أوروبا"، وتتصاعد أرقام الضحايا كل يوم بشكل مأساوي، ما دفع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على عقد قمة استثنائية بشأن الأزمة الخميس.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ettore Ferrari
تتكرر حوادث غرق القوارب المكتظة باللاجئين المنطلقة نحو "فردوس أوروبا"، وتتصاعد أرقام الضحايا كل يوم بشكل مأساوي، ما دفع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على عقد قمة استثنائية بشأن الأزمة الخميس.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Warnand
وفي آخر هذه الحوادث أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها تخشى أن يكون 700 شخص قد لقوا مصرعهم في غرق قارب مكتظ بالمهاجرين قبالة الشواطئ الليبية.
صورة من: REUTERS/Alessandro Bianchi
الكارثة الأخيرة لغرق زورق صيد كان يقل نحو 700 لاجئ في البحر المتوسط هزت العالم ودعت الاتحاد الأوروبي لعقد قمة طارئة لمناقشة ملف الهجرة غير الشرعية.
صورة من: REUTERS/Argiris Mantikos/Eurokinissi
حسب خفر السواحل الإيطالية لم ينج سوى 28 شخصاً فقط من الكارثة التي وقعت قبالة سواحل ليبيا والتي يرى كثيرون أنه كان من الممكن تفاديها. وقال ناجون أن الزورق كان يقل أيضاً نحو 50 طفلاً.
صورة من: Reuters/Darrin Zammit Lupi
من سوريا ولبنان، ومن أفريقيا يتوجه اللاجئون نحو البحر المتوسط بحثا عن قارب يعبر بهم نحو الضفة الأخرى. أوروبا حلم المهاجرين كبارا وصغارا ونساء وأطفالا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Giannakouris
يدفع البعض آلاف الدولارات للوصول إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط. يقول أحد اللاجئين الصوماليين "الظروف الصعبة والحرب تدفعاننا إلى الهجرة".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Montanalampo
ماذا يعرف هذا الطفل المهاجر عن أوروبا؟ تهرب أسر بأكملها نحو الساحل الأوروبي واليونان محطة عبور نحو دول أغنى، علّ مستقبل أطفالهم هناك يكون أفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/R. Stefanos
يتقاضى مهربو المهاجرين غير الشرعيين مبالغ كبيرة مقابل منحهم مكانا في "قوارب الموت". بعضهم يبقى في ليبيا عدة أيام أو عدة سنوات كعمال حتى تسنح له فرصة للهروب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Italian Navy Press Office
من ينجح منهم في ركوب القارب والوصول حتى المياه الإقليمية لإيطاليا أو اليونان، لتسمك به خفر السواحل بعد ذلك، يكون حينها قد عبر البحر فعلا نحو المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/R. Stefanos
المحطة القادمة مركز اللجوء. تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى إيطاليا وحدها منذ بداية العام الحالي يبلغ 15 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Arvanitidis
لكن بعضهم يصل جثة إلى أوروبا. يمكن تحديد عدد من نجا من البحر لكن لا يمكن تقدير عدد من غرق في البحر المتوسط ليصبح وليمة لأسماك القرش.
صورة من: picture-alliance/dpa
منظمات عاملة في المجال الإنساني اتهمت الدول الأوروبية باللامبالاة أمام غرق اللاجئين. كما طالبت الاتحاد الأوروبي بالقيام بعمليات إغاثة في البحر المتوسط. إعداد: عباس الخشالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ettore Ferrari
12 صورة1 | 12
وأضافت موغيريني "لقد قلنا في السابق: كفى. وحان الوقت لأن يضع الاتحاد الأوروبي حل المشكلة على عاتقه من دون تأخير"، معتبرة أن حادثة الغرق الجديدة في المتوسط "غير مقبولة" في "اتحاد تأسس على مبادئ التضامن واحترام حقوق الإنسان وكرامة الجميع". وأوضحت أن على الأوروبيين "مواصلة العمل على أسباب الهجرة، وخصوصاً حالة عدم الاستقرار في المنطقة، من العراق إلى ليبيا".
من جانبه طالب وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزير بـ"رد أوروبي"، معبراً عن "فزعه" من الكارثة التي أودت بحياة 700 شخص. واعتبر الوزير الألماني أن الأمر يتعلق بـ "إنقاذ حياة الكثير من الأشخاص وبمكافحة عصابات التهريب المنظمة وإرساء الاستقرار في المنطقة".
ويأتي الحادث بعد أيام فقط من إعلان منظمة "أنقذوا الأطفال" عن فقد نحو 400 شخص في حادث غرق سفينة أخرى قبالة ساحل ليبيا. وتزايدت مشاعر الغضب والقلق إزاء مصير المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا منذ وفاة أكثر من 350 شخصاً قبالة لامبيدوزا الإيطالية إثر حادثي غرق سفينتين في تشرين أول/ أكتوبر 2013.