اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على المساعدة في إعادة بناء البحرية الليبية. كما أعطوا الضوء الأخضر لتوسيع تفويض المهمة البحرية للتصدي لمهربي اللاجئين وتدريب خفر السواحل الليبيين.
إعلان
أعطى وزراء الخارجية الأوروبيون الضوء الأخضر الاثنين (23 أيار/ مايو 2016) لتوسيع تفويض المهمة البحرية للتصدي لمهربي المهاجرين قبالة السواحل الليبية لتشمل تدريب خفر السواحل الليبيين. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني "تلقينا رسالة" من رئيس وزراء حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأسرة الدولية فايز السراج "دعانا فيها إلى المساهمة في تدريب خفر السواحل الليبيين وسنرد عليها سريعا جدا".
وأضافت في ختام اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين الـ 28 في بروكسل "قررنا اليوم بدء التخطيط العملاني" لبدء هذا التدريب "في أسرع وقت ممكن". وقالت موغيريني ان رئيس الوزراء فايز السراج الذي لم يبسط سلطته بعد على كل البلاد، طلب في بريده الإلكتروني من الاتحاد الأوروبي "دعما سريعا للمساهمة في تدريب البحرية وخفر السواحل في ليبيا والجهاز الأمني".
وقال مسؤول أوروبي كبير إن هذا النشاط الجديد يمكن أن ينظم "خلال أسابيع" حتى وإن كان لا يزال من الضروري صياغة التفويض الجديد للعملية وتبنيه رسميا من قبل الدول الـ 28. وأوضح أن إحدى السفن الحربية الست المشاركة حاليا في عملية صوفيا ستتولى تدريب خفر السواحل الليبيين بعد "اختيارهم بعناية" لتفادي انشقاقهم إلى مجموعة منافسة لحكومة الوفاق.
وفي القرارات الصادرة عن هذا الاجتماع أعطى الوزراء أيضا الضوء الأخضر السياسي للتمديد لمدة عام تفويض المهمة البحرية التي تم إنشاؤها قبل سنة بعد غرق 850 مهاجرا قبالة ليبيا في نيسان/ابريل 2015. وينتهي تفويض مهمة "صوفيا" في تموز/يوليو.
والهدف هو تكثيف الدوريات على اقرب مسافة من السواحل الليبية وهو أمر مستحيل حاليا لمهمة صوفيا ما يحد من فعاليتها للتصدي للشبكات الإجرامية للهجرة السرية. حتى إن تقريرا برلمانيا بريطانيا وصفها مؤخرا بأنها مهمة "فاشلة" نظرا إلى العدد الضئيل للمهربين الموقوفين (حوالي خمسين منذ الصيف الماضي).
وبحسب القرارات الصادرة أيضا فان مهمة ثانية جديدة لهذه العملية تكمن في تقاسم المعلومات و"تطبيق الحظر على وصول السلاح إلى ليبيا الصادر عن الأمم المتحدة في أعالي البحار قبالة السواحل الليبية استنادا إلى قرار دولي جديد".
أ.ح/ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز)
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
عكف مراسلا DW يان فليب شولتس و أدريان كريش طوال أسابيع على جمع معلومات عن مهربي البشر من نيجيريا، وتعقبا آثارا تصل حتى إيطاليا واصطدما في مهمتهما بجدار من الصمت.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مهمة البحث انطلقت في مدينة بنين عاصمة ولاية إيدو النيجيرية. تقريبا كل شخص نتحدث معه هنا لديه أصدقاء أو أعضاء عائلة في أوروبا. فأكثر من ثُلاثة أرباع مجموع بائعات الهوى في إيطاليا ينحدرن من هذه المنطقة. الكثيرون لا يجدون آفاقا في بلدهم بسبب البطالة في صفوف الشباب.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الأخت بابيانا إيمناها تحاول منذ سنوات تحذير النساء الشابات من السفر إلى أوروبا. وقالت لنا "الكثير منهن يتم إغراؤهن بوعود كاذبة". فالعمل الموعود كمربية أطفال أو حلاقة ينكشف في عين المكان كأكذوبة. فجميع النساء الشابات تقريبا يكون مصيرهن شوارع البغاء.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
بعد مفاوضات طويلة يوافق أحد مهربي البشر على التحدث إلينا. يسمي نفسه ستيف. ويقول إنه نجح في تهريب أكثر من مائة نيجيري إلى ليبيا، وهو يرفض تقديم معلومات عن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التجارة ـ ويعتبر أنه خادم بسيط. ويقول ستيف "الناس هنا في إيدو طماعين. من أجل حياة أفضل هم مستعدون لفعل كل شيء".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مقابل 600 يورو ينظم ستيف الرحلة من نيجيريا إلى إيطاليا. ويقول المهرب:"الغالبية تدرك خطر السفر عبر الصحراء". ومن حين لآخر تؤدي حوادث عطل إلى وفات بعض الأشخاص. "تلك هي المخاطرة"، يقول ستيف الذي يرافق المهاجرين حتى أغاديز في النيجر حيث يتولى شخص آخر المهمة.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مدينة أغاديز الصحراوية هي المحطة الأخطر في رحلة بحثنا. سكان هذه المنطقة يعيشون من تجارة البشر والمخدرات، ويتعرض أجانب من حين لآخر للاختطاف. لا يمكن لنا التحرك إلا تحت حراسة مسلحة، كما وجب علينا تغطية الرأس بزي تقليدي لتجنب لفت الأنظار.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
ويعتبر سلطان أغاديز عمر إبراهيم عمر مثل العديد من الناس أنه لا يمكن القضاء على مشكلة تجارة البشر في عين المكان، وهو يطالب بأموال أكثر من المجتمع الدولي. وحجته في ذلك عندما يقول بأنه إذا أرادت أوروبا وقف تدفق المهاجرين عليها نحو البحر المتوسط، فوجب عليها دعم النيجر أكثر.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
منذ شهور تنطلق كل يوم اثنين قبل غروب الشمس حافلات تقل مهاجرين من أغاديز في اتجاه الشمال. الفوضى في ليبيا أدت إلى تمكن المهربين من العبور دون مراقبة حتى البحر المتوسط. ونلاحظ بسرعة هنا أن السلطات في النيجر لا تكثرت لأنشطة المهربين.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الكثير من المهاجرات من نيجيريا يجدن أنفسهن في إيطاليا على قارعة الطريق للممارسة البغاء. الموظفة الاجتماعية ليزا بيرتيني تعمل مع بائعات هوى أجنبيات. وقالت لنا بيرتيني:"عددهن في ازدياد". وتكشف مصادر رسمية أن حوالي 1000 نيجيرية دخلن في عام 2014 إيطاليا. وفي 2015 تجاوز عددهن 4000 . وتلاحظ الموظفة الاجتماعية أن "عمر الفتيات يصغر".
صورة من: DW
بمساعدة زميل نيجيري تعقبنا أثر "سيدة" مفترضة. لقب "السيدة" تحصل عليه القوادات النيجيريات اللاتي يتربعن على قمة هرم شبكات تهريب. هذه الديوثة تعيش في إحدى ضواحي فلورينتسا. وتوجه إحدى الضحايا اتهامات قوية ضدها، وقالت "ضربتنا وأجبرتنا على ممارسة الدعارة".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
وعندما واجهنا "السيدة" المفترضة بالاتهامات الموجهة إليها اعترفت بأنها تأوي ست شابات نيجيريات في منزلها. لكنها رفضت الاتهام بأنها تجبر البنات على الدعارة. وقررنا تقديم نتائج بحثنا إلى النيابة العامة الإيطالية.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الراهبة مونيكا أوشكفي تنتقد منذ مدة تقاعس السلطات الإيطالية. إنها تعتني منذ ثمان سنوات بضحايا تجارة البشر. وتحدثت في غضب عندما سألناها عن زبائن البنات. وقالت إن أولئك الرجال يبحثون دوما عن إشباع رخيص لغرائزهم: ممارسة الجنس مع فتاة نيجيرية تساوي 10 يوروهات فقط. وتقول بأنه بدون هؤلاء الصعاليك لما كانت المشكلة موجودة.