موقع ألماني يلاحق الإشاعات حول اللاجئين ويثير الجدل
نيكول غوبل/ عبد الرحمان عمار٢١ فبراير ٢٠١٦
أطلق ناشطان ألمانيا موقعا إليكترونيا يسلط الضوء على الإشاعات المتداولة حول اللاجئين. وتهدف المبادرة إلى دحض الإشاعات ووضع حد لاستغلالها من أجل نشر مشاعر الكراهية ضد اللاجئين والمهاجرين. فكيف يشتغل الموقع وماهي فعاليته؟
إعلان
"جديد مطبخ الإشاعات" عنوان بارز وساخر اختاره موقع hoaxmap.org لصفحته الرئيسية لتسليط الضوء على الإشاعات المتداولة في ألمانيا حول اللاجئين.،غير أن الهدف من العنوان ليس التسلية، ففي كل يوم تقريبا تنتشر في عدة مناطق ألمانية إشاعات مغرضة حول اللاجئين، وهي محض افتراءات يبدو أن الغاية منها هي تحريض المواطنين الألمان ضد اللاجئين. ويستخدم الموقع خريطة غوغل تفاعلية. ويمكن للمرء النقر على نقطة معنية على الخريطة وتحيله على المناطق أو المدن الألمانية التي تنتشر فيها الإشاعة. بعد النقر على المدينة تظهر الإشاعة المنتشرة هناك إضافة إلى مقال صحفي أو مصدر آخر يفندها.
عنوان الموقع مشتق من الكلمة الإنجليزية "hoax" وتعني الخبر الكاذب. فكرة الموقع يقف وراءها الألمانيان كارولين شفارتس ولوتز هيلم من مدينة لايبزيغ (ولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا). أسس الإثنان الموقع رغبة منهما في إظهار الأخبار السلبية المتداولة حول اللاجئين، ولتوضيح عدد الأخبار الوهمية منها. كما تُنشر تلك الأخبار عبر موقع تويتر.
في هذه التغريدة خبر مفادة أن سوبرماركت" اضطر لغلق أبوابه بسبب حوادث السرقة التي يقوم بها اللاجئون"
من بين أكثر الاشاعات المتداولة باستمرار السرقة، لكن التهم الموجهة للاجئين والمهاجرين لا تقتصر على السرقة فقط، إذ تشمل أيضا الاغتصاب والتحرش الجنسي بالنساء. ومن التهم الأخرى الأقل سلبية، لكنها مفعمة بالخيال، إشاعات تفيد أن اللاجئين أكلوا لحوم البجع والخيول، أو أنهم بالوا على القبور.
في الثامن من شهر فبراير / شباط الماضي أُطلق الموقع على شبكة الأنترنت. رد فعل الناس كان "كبيراً وإيجابياً جدا"، على حد قول كارولين شفارتس لـ DW. وتضيف شفارتس أن فريق الموقع يتوصل يوميا عبر تويتر أو البريد الإلكتروني بعشرات الإشاعات الجديدة والكاذبة حول اللاجئين. وفي بعض الأحيان يجمع الأفراد أو المجوعات قوائم إقليمية كاملة لبعض الأحداث التي يُتهم اللاجئون بالوقوف وراءها.
وازدات مؤخرا بشكل حاد الإشاعات حول اللاجئين. وفي ظل فيضان الإشاعات تسعى مستشارة الشركات كارولين شفارتس إلى إعادة الهدوء للرأي العام بخصوص التهم الموجهة للاجئين. ومن أجل تحقيق هذا الهدف يلجأ الموقع إلى نشر البيانات الصحفية المحلية والإقليمية بالأساس، إضافة إلى تقارير الشرطة في بعض الأحيان. ولكن كارولين شفارتس تعترف أنه لا يوجد ما يكفي من الوقت للتحقق من صدق كل خبر يتوصلون به. كما أنها وزميلها ولوتز هيلم لديهم التزاماتهم اليومية تجاه عملهم العادي.
رغم الثناء الذي يحصل عليه المشروع إلا أن البعض يتهم مؤسسيه بالتعامل مع الإشاعات من جانب واحد وبتجاهل القضايا التي يقف فعلا اللاجئون وراءها. أحد مستخدمي تويتر يقدم للمشرفين على الموقع اقتراحا لتحسين طريقة عمله. ويتجلى الاقتراح في أن نقط خريطة الإشاعات باللونين الأخضر والأحمر: الأخضر للشائعات، والأحمر لما ينقضها.
في هذه التغريدة يقترح أحد الأشخاص استخدام اللون الأخضر للإشاعات التي تثبت صحتها، والأحمر لما يفنذها
بيد أن كارولين شفارتس تقول إن الاقتراح من شأنه أن يدمر المشروع بأكمله. فالهدف من الموقع هو إظهار أن الكثير من الإشاعات المتداولة "سخيفة تماما". وتضيف شفارتس أن كشف بطلان الإشاعات لا يقتصر على اللاجئين، وإنما يشمل الأقليات بشكل عام.
وتوجد في بلدان آخرى مواقع مماثلة كموقع hoaxbuster.com في فرنسا، أو موقع Mimikama في النمسا، وتسعى كلها إلى دحض الإشاعات. لكن ما يميز موقع hoaxmap.org هو تركيزه على موضوع محدد داخل ألمانيا وأيضا استخدامه للخريطة التفاعلية.
محطات مثيرة في عام 2015: وداع، فضائح وشكوك
سيلفي كإشارة: هل كانت المستشارة على دراية بمفعول هذا النوع من الصور؟ في نهاية العام وصل عدد اللاجئين في ألمانيا إلى مليون شخص. وهذا هو الموضوع الرئيسي لهذا العام المصيري.
صورة من: Reuters/F. Bensch
مشهد محوري. أنغيلا ميركل تكشف عن مشاعرها وتبقى في آن واحد صلبة. تضم إليها فتاة يترقب أبواها الحصول على حق اللجوء، وتعلن ميركل أن ألمانيا لا يمكن لها إيواء الجميع.
صورة من: picture-alliance/dpa/NDR
وفجأة وصلوا جميعهم إلى ألمانيا: سوريون وأفغان وعراقيون. جميعهم يبحثون عن اللجوء في ألمانيا. وقد وصل عددهم في الصيف إلى مئات الآلاف، ميركل أعلنت أن حق اللجوء ليس له محدودية، لتتحول إلى نجمة في أوساط المضطهدين.
صورة من: DW/O. Lopez
في الوقت الذي يعتني فيه آلاف المتطوعين باللاجئين ويحولون ثقافة الضيافة إلى الكلمة الشهيرة في السنة، احتشد آخرون في صفوف معارضة ميركل. مدينة دريسدن مثلا تحولت إلى معقل للاحتجاج ضد استقبال اللاجئين ليزداد عدد المنتمين لحزب البديل لألمانيا اليميني ويتجاوز 10 في المائة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
هذا هو أيضا الوجه الآخر لألمانيا في 2015: أكثر من 600 مأوى للاجئين تعرض للاعتداء، بينما سجل عام 2011 نحو 18 اعتداء. لكن سلطات الأمن لم تكشف عن عمليات منسقة ضد اللاجئين. غالبية الجناة من الشباب
صورة من: picture-alliance/dpa/SDMG/Friebe
16 تلميذا كانوا بين الضحايا الـ150 في سقوط طائرة جيرمين وينغز في الـ24 من مارس/آذار الماضي. مساعد قبطان الطائرة المختل نفسيا قاد الطائرة التي أقلعت من برشلونة وكان مقررا أن تنزل في دوسلدورف لترتطم بجبال الألب الفرنسية.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
كانت وستبقى منذ بداية جلوسها على كرسي الحكم ملكة مثيرة بالنسبة للألمان. على هذا النحو تم استقبالها أثناء زيارتها الرسمية الأخيرة في يونيو الماضي إلى ألمانيا.
صورة من: Reuters/J. Macdougall
يا لها من التفاتة! إيفا كور، ناجية من معسكر الاعتقال أوشفيتس تمد يدها لأوسكار غرونينغ، العنصر السابق في الشرطة السرية للحكم النازي. "سامحت النازيين"، قالت المرأة البالغة من العمر 81 عاما خلال المحاكمة. غرونينغ من جانبه اعترف بذنبه الأخلاقي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Goldbach
حظيت أنغيلا ميركل بشعبية غير محدودة خلال استضافة ولاية بفاريا جنوب ألمانيا قمة مجموعة السبع التي أقر زعماؤها تخفيض انبعاثات الغازات السامة. كما شجبت القمة استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kugler
شخصيتان أفل نجمهما في ألمانيا. غونتر غراس، آخر أديب ألماني ذي صيت عالمي يفارق الحياة في الـ13 من أبريل. وهلموت شميت المستشار الأسبق في الـ10 من نوفمبر. غراس كان يلقي بدلوه في عالم السياسة، وشميت لم يكن سياسيا فحسب، بل كانت له مواهب فنية.
صورة من: picture-alliance/dpa
شركة فولكسفاغن للسيارات، نجمة الاقتصاد الألماني ينكشف أنها كانت تغش. ملايين السيارات من محرك الديزل تُركب بها برمجية إلكترونية للإبقاء على تسجيل منخفض لمستوى انبعاثات الغاز. ويتهدد الشركة شكايات تعويض بمليارات الدولار، غير أن إدارة الشركة تؤكد أنها قادرة على تجاوز هذه العقبة
صورة من: picture-alliance/dpa/J.Woitas
أربعة أيام عقب اعتداءات باريس في ال 13 من نوفمبر، تتلقى ألمانيا نفحة أولية لخطر الإرهاب. في هانوفر تم إلغاء مباراة ودية في كرة القدم لأسباب أمنية بين ألمانيا وهولندا. منذ تلك الفترة يتم التدقيق أكثر في كل مكان: في محطات القطارات والمطارات وأسواق عيد الميلاد وحتى داخل ملاعب كرة القدم
صورة من: Reuters/F. Bimmer
الاتحاد الألماني لكرة القدم، يشن منذ أسابيع معركة طاحنة. فولفغانغ نيسباخ، الرئيس يتحمل المسؤولية السياسية ويستقيل. فرانز بيكنباور يثير الشكوك حوله. القضية مرتبطة بمونديال 2006. فهل اشترت ألمانيا حق استضافة النهائيات؟
صورة من: picture-alliance//Pressefoto Baumann
زوبعة أُثيرت حول نهايتها السياسية. أعضاء كثر في حزبها عارضوا سياسة اللجوء التي تنهجها المستشارة ميركل. لكن خلال المؤتمر الوطني الأخير للحزب نجحت ميركل مجددا في حشد المنتقدين خلفها. وقالت ميركل إن المانيا بلد قوي قادر على مجابهة التحديات.