موقع إلكتروني يروي مآسي شهود عيان على الحرب العالمية الثانية
٦ نوفمبر ٢٠٠٨" في آب/ أغسطس من عام 1942 تم استدعائي للانتقال إلى المنطقة الصناعية في مدينة براغ. هناك تم تعليق رقم 63 حول رقبتي. حمل كل منا حقيبته التي تحتوي على حوالي خمسين كيلو غراما. توجب علينا تسليم مفاتيح بيوتنا والتوقيع على أوراق تفيد بأننا تنازلنا عن ممتلكاتنا طوعا للألمان. كتبوا على بطاقاتنا الشخصية حرف دجي J، وهو أول حرف من كلمة يهودي باللغة الألمانية. جمعوا آلاف البشر وأخذوهم في الساعة الرابعة صباحا إلى محطة القطار بمدينة بوبينيش Bubeneč. بعد ذلك نُقلنا إلى معسكر الاعتقال النازي تريزين Theresienstadt في التشيك".
هكذا وصف فرانشيك كراوس إحدى قصصه الشخصية التي عاشها إبان وبعد الحرب العالمية الثانية على موقع الانترنت pametnaroda.cz. كراوس يهودي من التشيك، بدأت مأساته مع انتقاله إلى معسكر تريزين، ثم إلى معسكر الاعتقال النازي أوشفيتس في بولندا. ورغم انه نجا من آلات الإبادة النازية، إلا انه لم يبقى حرا لفترة طويلة، إذ تم اعتقاله من جانب الشيوعيين عام 1952. اتُّهم كراوس بالتجسس وتم إصدار قرار بسجنه لمدة 22 عاما. ولأنه لم يستطع تحمل السجن أكثر من سبع سنوات، تقدم بطلب لتجنيده في الاستخبارات التشيكوسلوفاكية بهدف الخروج من الزنزانة مبكرا.
فكرة الموقع تقوم على نقل ويلات الحرب والاستبداد
حياة كراوس تعكس دراما أو مأساة القرن العشرين، وهذا بالضبط هدف الموقع الالكتروني pametnaroda.cz. القائمون على الموقع يريدون من خلاله نقل القهر والاستبداد من خلال صور ومقابلات مع أفراد عانوا ويلات الحروب وظلم الأنظمة الشمولية.
أطلقت جمعية بوست بيلوم Post bellum المشروع، حيث بدأت منذ ثمانية أعوام بجمع بيانات الشهود. حتى الآن تم إجراء 800 مقابلة مسجلة. في عام 2006 خطرت في بال رئيس الجمعية ميكولاس كروبا فكرة نشر هذه المقابلات على صفحة الإنترنت.
مقابلات مع شهود عيان على ويلات الحرب بعدة لغات
اللغة الغالبة على صفحة الانترنت هي اللغة التشيكية. ولكن هناك مشروع لترجمة المحتوى إلى لغات أخرى. تعمل خمسة عشر مؤسسة من 8 دول على ترجمة المقابلات. يقول ميكولاس كروبا مدير جمعية بوست بيلومPost bellum : " نتوقع تزويد شركائنا في دول الإتحاد الأوربي بترجمة المقابلات الجاهزة بداية العام المقبل 2009"، ويضيف كروبا: " ليس لدينا وقت محدد تماما لإنجاز المشروع، لكننا نهدف إلى إجراء خمسة آلاف مقابلة على صفحة الإنترنت خلال السنوات الثلاث المقبلة".