1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موقع الكتروني من ألمانيا بتصميم تونسي لمساعدة الناخب التونسي

٢٤ سبتمبر ٢٠١١

كفاءات تونسية في ألمانيا تصمم موقعا الكترونيا لمساعدة الناخبين التونسيين على اختيار الحزب المناسب بين أكثر من مائة. "تونيفوت" هو ثمرة عمل لأشهر للمساهمة في إنجاح العملية الانتخابية في تونس يوم 23 من أكتوبر المقبل.

انتخابات المجلس التأسيسي في تونس على الأبواب، وحيرة التونسي أمام كم هائل من الأحزابصورة من: Bilderbox/AP/Montage DW

في ال 23 من أكتوبر / تشرين الأول ينتخب التونسيون أعضاء المجلس التأسيسي الذي سيعمل على صياغة دستور جديد للبلاد وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية. إجراءات الإعداد لهذه الانتخابات، التي يؤكد منظموها بأنها ستكون ولأول مرة في تاريخ تونس الحديث حرة وشفافة ونزيهة، تجري منذ أشهر على قدم وساق. في غضون ذلك يتواصل عدد الأحزاب السياسية المرخص لها في الارتفاع ليصل إلى 111 حزبا، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان أصدرته في 22 من أيلول / سبتمبر الجاري. وفيما يتطلع الناخبون التونسيون لتساهم هذه الانتخابات الأولى منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، في دفع الانتقال الديمقراطي للبلاد، تشتد حدة التنافس بين مختلف الأحزاب السياسية التي ترغب في الفوز بمقاعد داخل المجلس التأسيسي. لكن الناخب التونسي يبدو في حيرة من أمره إزاء هذا العدد الكبير من الأحزاب السياسية، التي تأسست أغلبيتها الساحقة عقب الإطاحة ببن علي، ولم تعلن بعد عن برامج سياسية واضحة.

الانتخابات على الأبواب - وحيرة التونسي أمام أحزاب تظهر كالفقاع

تونيفوت...موقع الكتروني استلهمت فكرته من مشروع هولندي وتجربة ألمانية وذلك لمساعدة الناخبين التونسيين على اختيار الحزب المناسب لهم خلال انتخابات المجلس التأسيسي في 23 من أكتوبر المقبلصورة من: add-ons.de

ولمساعدة الناخب التونسي على إيجاد الحزب الذي يتوافق مع توجهاته وتطلعاته السياسية قامت مجموعة من الكفاءات التونسية المقيمة في ألمانيا بتصميم موقع الكتروني وتطويره يحمل اسم تونيفوت دوت نت (www.tunivote.net)، مستفيدة من التجربة الألمانية في هذا المجال، وفق ما يؤكد سلمي خنفير (37 عاما)، مهندس تونسي مقيم في ألمانيا، في حوار مع دويتشه فيله. "لأن لدينا خبرة بمزايا مثل هذه المواقع الالكترونية في ألمانيا ، تساءلنا لما لا نستخدم وسيلة الكترونية مماثلة تساعد الناخبين التونسيين على اختيار الحزب الذي يناسبهم خاصة مع هذا الكم الهائل من الأحزاب السياسية الجديدة".

يذكر أن فكرة المواقع الالكترونية لمساعدة الناخبين على معرفة الأحزاب الأقرب إلى قناعاتهم السياسية هي فكرة لمؤسسة هولندية للتثقيف السياسي، وقد تم إدراج نسخة منها في ألمانيا عام 2002.

ويتضمن الموقع الالكتروني، الذي خصص للناخبين التونسيين معلومات حول مختلف الأحزاب التونسية المرخص لها. ويمكن للمستخدم للصفحة المخصصة الإجابة عن أسئلة كتبت بالعربية بالضغط على زر "موافق"، "غير موافق"، "لا أدري". كما بإمكان المستخدم عدم تحديد موقفه إزاء السؤال عبر الضغط على زر "تجاوز". ويبلغ عدد الأسئلة 56 سؤالا، وذلك في إشارة رمزية إلى تاريخ استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي عام 1956، حسبما يقول سلمي خنفير. وبعد الإجابة عن الأسئلة يحصل المستخدم على لائحة تتضمن جميع الأحزاب السياسية وفي ترتيب تنازلي وفق مدى توافقها مع قناعات المستخدم السياسية.

تونيفوت - ثمرة عمل تطوعي لتونسيين في ألمانيا وتونس

سلمي خنفير، صاحب فكرة تونيفوت..يؤكد أن الهدف هو المساعدة على إنجاح العملية الانتخابية في تونسصورة من: Tunicomp

خنفير، الذي درس في الجامعة التقنية بمدينة هانوفر الألمانية في شعبة التقنية قبل أن يلتحق بشركة إي.بي.أم في شتوتغارت، حيث يشغل فيها منصب مدير للتسويق، يوضح أن فكرة إنشاء مثل هذا الموقع ولدت انطلاقا من عدة عوامل، منها انتشار استخدام الانترنت في تونس، بالإضافة إلى نسبة كبيرة من التونسيين هم من الشباب المتعلم. "لا أعتقد أن لهؤلاء الوقت الكافي لدراسة برامج أكثر من 100 حزب، أو الجلوس لساعات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر بحثا عن معلومات عن هذه الأحزاب أو تلك في الانترنت أو على موقع فيسبوك"، يقول خنفير. ويضيف: "من خلال موقعنا تونيفوت بإمكان الناخب في غضون نصف ساعة الحصول على الأقل على فكرة حول الأحزاب القريبة من قناعاته السياسية، وبالتالي فإن اهتمامه وتركيزه ينحصر على عشرة أحزاب مثلا وليس على 100 حزب".

لكن ما كان بالإمكان تحقيق مثل هذا المشروع دون مساعدة من تونسيين آخرين مقيمين في ألمانيا، خاصة وأن موقع تونيفوت هو ثمرة عمل تطوعي بمساعدة زملائه إلى جانب مسؤولياتهم العملية والتزاماتهم العائلية في إطار جمعية تأسست قبل بضعة أشهر، هي جمعية الكفاءات التونسية بألمانيا (www.tunicomp.de). وتضم الجمعية، التي كان خنفير واحدا من مؤسسيها، مهندسين وأطباء وأخصائيين في الاقتصاد وأساتذة جامعيين ورجال أعمال وطلبة وغيرهم، من أبناء الجيل الثاني من التونسيين المهاجرين أو من التونسيين الذين قدموا للدراسة والعمل في ألمانيا، وهم موزعون على عدة مدن ألمانية. واحد منهم هو وليد الحامدي، الذي قدم قبل عشر سنوات إلى ألمانيا لدراسة علوم الكمبيوتر في جامعة كايزرس لاوترن قبل أن يلتحق بشركة تيلوكوم للاتصالات في مدينة بون الألمانية. ويقول الحامدي (29 عاما) لدويتشه فيله: "هدفنا من وراء موقع تونيفوت، الذي هو بتصميم وجهد تونسيين، هو المساهمة ولو بقسط في التوعية السياسية في بلادنا".

من تونسيين لتونسيين ...والتجربة ألمانية

جمعية الكفاءات التونسية بألمانيا - جمعية حديثة العهد ومشاريع متعددة انطلاقا من ألمانيا لتونسصورة من: Oualid Hamdi

ويؤكد الحامدي على حرص الجمعية على إشراك المواطنين في تونس في تونيفوت، حيث أن وضع قائمة الأسئلة، التي يتضمنها الموقع، تم انطلاقا من مشاغل التونسيين في تونس وما ينتظرونه من الأحزاب السياسية التي ستنتخب لتحسين الظروف المعيشية وتحقيق الانتقال الديمقراطي. "كل منا قام بجمع الأسئلة التي تشغل بال الناس في محيطه العائلي وأصدقائه ومعارفه في تونس"، مؤكدا بأنه لم تستثن أي فئة اجتماعية. "جمعنا الأسئلة من أطباء، مهندسين، سائقي سيارات أجرة، طلبة، مديرين، عاطلين عن العمل، عمال، موظفين حكوميين، ربات بيت". وتشمل الأسئلة مجالات مختلفة بدءا من النظام السياسي والسياسة الخارجية مرورا بالاقتصاد والتعليم وصولا إلى السياسة الاجتماعية. ثم عرضت الأسئلة على عدد من الخبراء في علوم الاتصال واللغة والسياسية المستقلين في تونس للتثبت منها قبل إدراجها على الموقع.

في غضون ذلك عمل فريق من أعضاء جمعية الكفاءات التونسية بألمانيا بالتعاون مع جمعية شريكة في تونس، وهي جمعية "الجمهورية الجديدة، على الاتصال بمختلف الأحزاب كي تحدد مواقفها حول الأسئلة المطروحة، ثم يتم إدراج هذه المواقف على الموقع. ويقول وليد الحامدي في هذا الصدد "لم يكن الأمر بالهين، فمثلما هناك تحمس من بعض الأحزاب، هناك أيضا تحفظ من بعضها الآخر تجاه فكرة تونيفوت، وأخرى يصعب الاتصال بها."

فيما تولى فريق آخر العمل الترويجي للتعريف بالموقع الجديد، حيث نظمت مؤتمرات صحفية ولقاءات مع مختلف وسائل الإعلام. "ولكن الأكيد هو أن هذا الموقع مفيد ليس للناخبين فقط ، بل للأحزاب أيضا، اذ يمكنهم أن يوضحوا مواقفهم إزاء أسئلة واستفسارات معينة تشغل بال الناخب"، يؤكد سلمي خنفير. "نريد من خلال تونيفوت نقل تجربة ألمانية إلى بلادنا طبعا من خلال إدخال تعديلات تتوافق مع العقلية التونسية والمشهد السياسي التونسي، وآمالنا كبيرة في نجاح العملية الانتخابية". خنفير نفسه لا يدري بعد لمن سيصوت في انتخابات المجلس التأسيسي يوم 23 من أكتوبر / تشرين الأول القادم، لكنه يؤكد أنه سيستخدم تونيفوت لمساعدته على التعرف على الحزب الأقرب إلى قناعاته السياسية.

شمس العياري

مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW