واضعين أيدهم على أفواههم، رفع مشجعون خلال مباراة ألمانيا وإسبانيا لافتات تحمل صور لاعب المنتخب الألماني السابق مسعود أوزيل "غامزاً بعينه". كيف فسرت وسائل إعلام ألمانية ما وقع؟ وماذا كان تعليقها؟
إعلان
لا تزال ردود الفعل تتوالى على قيام لاعبي المنتخب الألماني قبل مباراتهم الافتتاحية ضد اليابان بتغطية أفواههم بأيديهم عندما اصطفوا من أجل التقاط صورة ما قبل المباراة، وذلك احتجاجاً على قيام الفيفا بمنعهم وستة فرق أخرى من ارتداء شارات "حب واحد" متعددة الألوان التي تدعم كل أشكال الاختلاف في المباريات التي تجرى في قطر، بما في ذلك المثلية الجنسية.
في مباراة المنتخب الألماني الثانية في نهائيات كأس العالم والتي جمعته بنظيره الإسباني وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف الأحد (27 تشرين الثاني/نوفمبر 2022) شوهدت صور ولافتات لنجم المنتخب الألماني المعتزل دولياً مسعود أوزيل وغطى بعض حاملي الصور أفواههم بأيدهم كما فعل لاعبو المنتخب الألماني قبل مباراتهم مع اليابان.
وغص استاد البيت في قطر بالجماهير التي بلغ عددها ما يقارب 69 ألف متفرج، وشاهد المباراة 17 مليون مشجع في ألمانيا.
أوزيل والعنصرية
وكان الدولي الألماني السابق مسعود أوزيل والفائز بلقب كأس العالم مع المنتخب الألماني عام 2014 في البرازيل، قد تعرض لانتقادات شديدة في ألمانيا قبل وقت قصير من نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، بسبب صورة له ومواطنه الذي ما يزال يلعب في صفوف المانشافت، إلكاي غوندوغان، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقد سلم اللاعبان أردوغان قميصين موقعين، وكتب أوزيل على قميصه "إلى رئيسي".
أداء المنتخب الألماني في المونديال.. هل تأثر بالجدل؟
22:49
بعد الخروج المبكر للمنتخب الألماني من مونديال روسيا زادت سهام الانتقادات التي وجهت لأوزيل، ووصفها بـ "العنصرية"، مشيراً إلى أن "العنصرية باتت مشكلة حقيقة في ألمانيا" وأن البعض يريد تحويله لـ "كبش فداء" بعد الخروج من مونديال روسيا. وكتب على انستغرام: "في عين غريندل (الرئيس السابق للاتحاد الألماني لكرة القدم)، أنا ألماني عندما أفوز، ومهاجر عندما أخسر".
وفي عام 2019 حضر الرئيس التركي حفل زفافه على ملكة جمال تركيا السابقة أمينة غولشي كشاهد على الزواج، وذلك في وقت كانت العلاقات بين ألمانيا وتركيا متأزمة جداً.
كم انتقد مسعود أوزيل، عام 2019 وهو يلعب في فريق أرسنال الإنكليزي، بقوة صمت البلدان الإسلامية حيال تعرض أقلية الإيغور المسلمة للاضطهاد في الصين. وقال اللاعب من أصول تركية إن الإعلام الغربي يسلط الضوء على وضع أقلية الإيغور، فيما يغرق المسلمون في الصمت. وتساءل أوزيل في هذا الصدد "أين هي البلدان الإسلامية وإعلامها؟". وآنذاك لم يتأخر فريق أرسنال طويلاً في الرد بسرعة على أوزيل، فقد أوردت صحيفة "الغارديان" أن الفريق اللندني وضع مسافة بينه وبين تصريحات أوزيل الأخيرة.
معايير مزدوجة؟
تسآل موقع "t-online" الألماني: "هل تذهب ايماءة أوزيل (رفع الصور في قطر) في نفس الاتجاه، أي اتهام الألمان بمعايير مزدوجة؟".
وأشار الموقع إلى وجود خلط: بعد إيماءة "الأفواه المغطاة" من المنتخب الألمان تداولت حسابات في مواقع التواصل أخبار غير صحيحة بأن دفاع أوزيل عن الإيغور هو سبب تركه للفريق الألماني. وهو الأمر نفسه الذي أشار إليه الموقع الإلكتروني لصحيفة "بيلد".
أما الموقع الإلكتروني لتلفزيون "n-tv" فقد تعجب من عدم قيام مسؤولي الأمن في الملعب بمصادرة لافتات أوزيل" من المشجعين، كما فعلت مع اللافتات المؤيدة للاحتجاجات في إيران وأعلام نظام الشاه، ومنع شارات المثليين.
عندما تصطدم السياسة بالرياضة
أثار دعم اللاعب الدولي الألماني مسعود أوزيل أقلية الإيغور في الصين وانتقاده صمت الدول الإسلامية على اضطهادها موجة من ردود الفعل السياسية. فيما يلي نظرة على بعض الاحتجاجات السياسية في عالم الرياضة.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Stansall
أوزيل يدعم أقلية الإيغور
تحول لاعب أرسنال الإنجليزي مسعود أوزيل والفائز بكأس العالم مع المنتخب الألماني إلى شخصية سياسية في السنوات الأخيرة. لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدى إلى نهاية مسيرته الكروية مع منتخب المانشافت. صانع الألعاب أثار الانتقادات في بكين بعد تعليق نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقد خلاله صمت المسلمين إزاء تعرض أقلية الإيغور المسلمة للاضطهاد في الصين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Stansall
نضال إميلي دافيسون القاتل
أوائل الأمثلة على الاحتجاج من عالم الرياضة تعود إلى عام 1913، يومها انتصرت الحركة المنادية بحق المرأة في الاقتراع بفضل الاحتجاج القاتل لإميلي دافيسون. في يوم سباق الخيل "دربي" في إبسوم دخلت دافيسون المضمار ليصدمها حصان الملك جورج الخامس "أنمر". كانت دافيسون تقاتل من أجل حق المرأة في الحصول على التصويت، وهو ما حدث بعد خمس سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/empics/S&G
محمد علي يرفض تجنيد الجيش
رفض محمد علي التجنيد للقتال من الجيش الأمريكي في حرب فيتنام عام 1967. وأرجع نجم الملاكمة قراره إلى معتقداته الإسلامية ومعارضته للحرب. وألقي القبض على "كلاي" وأُدين لاحقًا بتهمة التهرب وجُرِّد من ألقابه، وجرى تعليق رخصة قتاله. وبقي كلاي، خارج الحلبة لمدة ثلاث سنوات حتى ألغيت إدانته في عام 1971.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
تحية "بلاك باور"
كانت واحدة من أكثر الاحتجاجات شهرة في عالم الرياضة عام 1968، عندما هز تومي سميث وجون كارلوس الأولمبياد في المكسيك بتحية "بلاك باور" على منصة التتويج بنهائي سباق 200 متر رجال. ونحى اللاعبان رأسيهما ورفعا القبعات السوداء على المنصة بينما يُعزف النشيد الوطني الأمريكي في خطوة أثارت غضب ملايين الأميركيين.
صورة من: AP
عبدالرؤوف يحتج على النشيد الأمريكي
احتّل لاعب كرة السلة الأمريكي محمود عبد الرؤوف عناوين الصحف في عام 1996 عندما رفض الوقوف للنشيد الوطني قبل المباريات، معتبرا أن العلم الأمريكي كان رمزًا للقمع. وقال أيضًا إن هذا الموقف يتعارض مع معتقداته الإسلامية. أوقفه الدوري الاميركي للمحترفين وفرض عليه غرامة أكثر من 31 ألف دولار لكل مباراة فاتته بسبب الإيقاف. غير أنه توصل بعد أيام من الخلاف إلى حل وسط مع الدوري.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Spencer Green
كاثي فريمان ترفع العلمين
في دورة ألعاب الكومنولث عام 1994، احتفلت كاثي فريمان بانتصاراتها في سباق 200 متر و400 متر من خلال
رفع علم إستراليا الوطني وعلم السكان الأصليين احتفاءً بأصولها. ووجه منظمو اللعبة للعداءة عقوبة اللوم، لكن فريمان احتفلت بالميدالية الذهبية في منزلها في سيدني عام 2000 بحملها كلا العلمين مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/EMPICS
بواتينغ ضد الهتاف العنصري
اتخذ لاعب كرة القدم الغاني المولد في ألمانيا كيفن برينس بواتينغ موقفًا ضد الهتافات العنصرية في عام 2013 من خلال الخروج من الملعب في مباراة ضد فريق الدرجة الرابعة الإيطالي برو باتريا. توقفت المبارة بعد 26 دقيقة عندما استهدف جزء من مشجعي فريق برو باتريا لاعب خط وسط ميلان الذي كان هو آنذاك، وكان رد فعله على الإيذاء بالتقاط الكرة وركلها عند الحشد في المدرجات خلفه.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Pizzoli
"لا استطيع التنفس"
تحتل حركة "حياة الأشخاص السود" موقع الصدارة في العديد من الاحتجاجات والحملات في السنوات الأخيرة بالولايات المتحدة. كان من أبرزها عام 2014 عندما ارتدى ليبرون جيمس وزملاؤه في دوري السلة الأميركي للمحترفين كيري إيرفينغ وجاريت جاك وكيفن جارنيت قمصان "لا أستطيع التنفس" في إشارة إلى الكلمات الأخيرة لإريك غارنر، وهو أمريكي أسود غير مسلح توفي بعدما وضعه ضابط الشرطة في مخبأ.
صورة من: imago/UPI Photo
احتجاج عند خط النهاية
صنع صاحب الميدالية الفضية الأوليمبية فيسا ليليسا اسمًا له في أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو - لكن هذا لم يكن بالضرورة لأدائه في الماراثون. حينما وصل العداء الإثيوبي خط النهاية في المرتبة الثانية وضع ذراعيه فوق رأسه تضامناً مع نشطاء "الأورومو" الذين نظموا احتجاجات في إثيوبيا طلبا للجوء.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Morin
ركوع كوبرنيك على الركبة
ركع لاعب كرة القدم الأمريكية كولن كوبرنيك على ركبته خلال النشيد الأمريكي في عام 2016، مما أدى إلى حملة "اركع على الركبة" احتجاجا على التمييز والعنف العرقي في الولايات المتحدة. انتقد الرئيس دونالد ترامب بشدة كوبرنيك والحركة الشهيرة مما أدى إلى غضب اللاعبين والعديد من المواطنين الأمريكيين على حد سواء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. J. Sanchez
"يجب أن ندعو إلى التغيير"
جوين بيري وريس إمبودين أظهرا أيضا غضبهما من القضايا الاجتماعية في الولايات المتحدة. قبل عام من التنافس أمام جماهير ضخمة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، حيث احتج الاثنان على سياسات دونالد ترامب بعدما ركع أحدهما على ركبته في اللقطة التي اشتهر بها كولن كوبرنيك، وقام الآخر برفع يده على غرار تومي سميث وجون كارلوس قبل عقود.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Lima 2019 News Services/J. Sotomayor