"مونلايت" أفضل فيلم في الأوسكار بعد خطأ فادح
٢٧ فبراير ٢٠١٧فقد شهد ختام الحفل المضبوط عادة بإحكام، هذا الخطأ الكبير عندما قرأت الممثلة الأسطورية فاي دانواي والى جانبها الممثل وارن بيتي خطأ اسم الفيلم الفائز على مسرح "دولبي ثياتر". وكان فريق الفيلم الاستعراضي الغنائي "لالا لاند" قد صعد بكامله إلى المسرح وباشر منتجا الفيلم تقديم الشكر قبل أن يبلغا بان الفائز الفعلي هو "مونلايت".
وأوضح احد المنتجين وهو يقف على المسرح رافعا البطاقة والظرف الأحمر "لقد حصل خطأ، "مونلايت" لقد فزتم بجائزة أفضل فيلم". وظن الجميع بداية أن في الأمر مزحة، إلا أن البطاقة التي حفر عليها اسم الفائز بالأسود عرضت في نهاية المطاف على الكاميرا عن قرب في دليل على أن فيلم "مونلايت" هو الذي فاز فعلا بالجائزة. وأضاف بلياقة كبيرة انه يشرفه أن يقدم التمثال الصغير الذي ظن انه فاز به إلى "أصدقائي في فيلم "مونلايت".
وفاز مخرج الفيلم باري جينكنز (37 عاما) أيضا بجائزة أفضل سيناريو وهو مقتبس عن مسرحية لتاريل ماكريني. وقال المخرج في الكواليس "أخر عشرين دقيقة في حياتي كانت جنونية". وكان قال في وقت سابق "إلى جميع الناس الذين يظنون أن لا مرآة تعكس واقعكم أقول إن الأكاديمية (التي تمنح الجوائز) تسهر عليكم ونحن نسهر عليكم".
ونال بطل الفيلم الممثل الأسود ماهيرشالا علي الذي يؤدي دور تاجر مخدرات يصادق صبيا صغيرا جائزة أفضل ممثل في دور ثانوي. وهو أول ممثل مسلم يفوز بجائزة أوسكار. ويروي "مونلايت" قصة صبي أميركي اسود يشب في حي حساس في ميامي. واعتبر كثيرون انه يعكس حياة الأميركيين السود راهنا وبأنه تأمل في الهوية والعائلة والصداقة والحب.
ورغم الختام المذهل لحفل الأوسكار، كان الفائز الأكبر خلال الأمسية فيلم "لالا لاند" من إخراج داميين شازيل بحصوله على ست جوائز. وأصبح داميين شازيل (32 عاما) اصغر سينمائي يفوز بجائزة أوسكار أفضل مخرج عن هذا الفيلم الاستعراضي الغنائي. وقال "كان فيلما عن الحب وكنت محظوظا جدا لأني وقعت في الحب عندما كنت أنجزه". وأوضح قبل فوزه على السجادة الحمراء انه أراد انجاز "شيء لم نشهده في السينما منذ فترة طويلة مع محاولة صنعه بطريقة عصرية حديثة".
وتوجت ايما ستون التي تغني وترقص وتبكي في هذا الفيلم الرومنسي، أفضل ممثلة متغلبة خصوصا على الفرنسية ايزابيل اوبير. وقالت ستون (28 عاما) لدى تسلمها جائزتها "التقى الحظ والفرصة" لكي تنال دورها في الفيلم "لذا اشكر داميين شازيل للفرصة التي منحني إياها لأكون ضمن هذا المشروع المميز جدا وهي فرصة فريدة في حياة المرء". وكان فيلم "لالا لاند" وهو تحية لعصر هوليوود الذهبي مرشحا في 14 فئة.
وبعد سنتين من الجدل الحاد والانتقادات بسبب غياب التنوع في جوائز أوسكار، فازت الممثلة السوداء فايولا ديفيس بجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي. وهي تؤدي في "فنسيز" دور امرأة تتعرض للخيانة، أمام دنزل واشنطن مخرج هذا الفيلم الدرامي. وقد وقف لها الحضور مصفقا. وكان فيلم "مانشستر باي ذي سي" من الفائزين الكبار في الحفل مع فوز مخرجه كينيث لونيرغان بجائزة أفضل سيناريو أصلي وبطله كايسي افليك (41 عاما) بجائزة أفضل ممثل متغلبا خصوصا على دنزل واشنطن (فنسيز).
وقال افليك الذي سبق أن رشح للفوز بجائزة أفضل ممثل في دور ثانوي العام 2008، "أول من علمني التمثيل هو دنزل واشنطن وقد التقيته اليوم للمرة الأولى". وهو يؤدي في الفيلم دور رجل يعاني من الاكتئاب ويضطر فجأة إلى الاهتمام بابن شقيقه. وقد خرج كايسي افليك بشكل نهائي من ظل شقيقه الأكبر بن افليك وقد شكره في كلمته.
وكان المقدم جيمي كيميل استهل الحفل الذي اتسم بطابع سياسي كبير، بقوله "يتابع هذا البرنامج في أكثر من 225 بلدا بات يكرهنا الآن" في إشارة إلى سياسة الهجرة التي يعتمدها الرئيس دونالد ترامب.
وفاز فيلم "البائع" للإيراني اصغر فرهادي بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. وهي المرة الثانية التي يفوز بها السينمائي الإيراني بهذه الجائزة. وكان لغيابه وقع كبير إذ انه أعلن مقاطعة الحفل بسبب قرار الرئيس الأميركي منع مواطني سبع دول بنيها إيران من دخول الولايات المتحدة.
وكوفئت "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني الناشط في مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا، بنيل فيلم "ذي وايت هلمتس" الذي يتناول عملها المحفوف بالمخاطر، جائزة اوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير.
ح.ز/ ج.ع.م / (أ.ف.ب / د.ب.أ)