1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"مونولوجات تجربة لجوء": نظرة على واقع اللاجئين في ألمانيا

٢٤ يونيو ٢٠١٢

ما هي المغامرات والأخطار التي يعيشها اللاجؤون خلال رحلتهم؟ كيف تتعامل معهم السلطات والإدارات الألمانية؟ ما طعم الحب في بلد لا تدري إن كنت ستظل فيه؟ كلها أسئلة تطرحها بشكل درامي هادئ مسرحية ترتكز على قصص حقيقية للاجئين.

+++ Achtung: Nur zur Verwendung im Zusammenhang mit der Berichterstattung über die Organisation!!! +++ Aufnahme bei der Theateraufführung "Asyl-Monologe". Pressebild für die Pressearbeit von der Organisation "Bühne für Menschenrechte". Foto: Maureen Vollmer, Undatierte Aufnahme, Eingestellt 15.06.2012
صورة من: Maureen Vollmer

"منولوجات تجربة لجوء" عرض مسرحي يحكي عن سيرة حياة ثلاثة لاجئين في ألمانيا، وهم صفية من تركيا، فيليكي من إثيوبيا وعلي من توغو. مخرج المسرحية ميشائيل روف أجرى مقابلات وحوارات طويلة مع اللاجئين الثلاث، استمع فيها إلى قصصهم  لعدة أيام وجمع العديد من المعلومات حول الشخصيات، مما سمح له بتأليف وإخراج مسرحية بثلاث قصص ذاتية. المسرحية تلقي نظرة فاحصة على المصائب والمخاطر التي عايشها اللاجؤون في بلدانهم الأصلية، والتحديات التي واجهوها في طريقهم، بالإضافة إلى الجهود التي بذلوها للتأقلم مع نمط الحياة داخل المجتمع الألماني وتحقيق هدفهم في البقاء بألمانيا.

يعاني علي، الذي فر من توغو لأسباب سياسية، من شلل الأطفال، وهو لا يستطيع المشي دون مساعدة. يعيش علي منذ سنة 2002 دون حق البقاء في مأوى للاجئين شرق ألمانيا. وضعية صعبة حاول الممثل فرانك موسوكامب إبرازها بكل أحاسيسه. ويقدم موسوكامب على خشبة المسرح في إحدى المشاهد قصة علي خلال سنة كاملة عاشها بدون عكازين وفي خوف دائم من أن يتم ترحيله. معاناة الشخصية أثارت مشاعر موسوكامب، الذي يعتبر هذه المسرحية تجربة فريدة، لأنها تتحدث عن شخصية حقيقية، ولهذا فهو يحاول تقديمها بأفضل صورة، ويضيف أن "الشيء الذي أثار إحساسي هو أنه بالرغم من أن للاجئين حق قانوني في البقاء، إلا أنه يتم مضايقتهم بشكل منهجي ومستهدف".

" هنا ليس لديك أي شيء"

يعاني طالبو اللجوء في ألمانيا من مشاكل كثيرة يصعب تحملها، من بينها تقييد حرية تنقلهم داخل البلد، إذ غالباً ما يقيدون بالتحرك داخل ولاية واحدة فقط، إضافة إلى تعقيد إجراءات اللجوء وطول أمدها، لتصل في بعض الأحيان إلى عشر سنوات وأكثر. كما يعاني اللاجؤون أيضاً من المضايقات والإكراه على يد السلطات والتهميش داخل المجتمع. وفي هذا الصدد يقول علي، في مقارنة بلده الأم توغو مع ألمانيا: "هناك لديك أطفال. هنا ليس لديك أي شيء". لكن بالرغم من ذلك فإن علي لا يرغب في العودة إلى موطنه لأسباب صحية، مشيراً إلى أن "الرعاية الصحية هناك سيئة للغاية وعائلتي هناك لا تملك ما يكفي من أجل رعايتي". لهذا قدم علي طلب لجوء إنساني، ويشعر بالسعادة لأن قصته تقدم في المسرح الوثائقي لحقوق الإنسان، على الرغم من أنه لا يروي قصته بنفسه، فالمونولوجات يقدمها ممثلون محترفون.

مخرج المسرحية الألماني ميشائيل روف واللاجئ علي توريه من توغوصورة من: Nzitu Mawakha

مؤخراً أنشأت شبكة تضم حوالي 100 مشارك يهتمون بإعداد وتنظيم العروض المسرحية التي تشرف عليها مجموعة "منصة من أجل حقوق الإنسان". وقد تم عرض مسرحية "منولوجات تجربة لجوء" لحد الآن في 35 مدينة ألمانية. وقد استند مؤسس المجموعة، ميشائيل روف، على تجربة المجموعة البريطانية "ممثلون من أجل حقوق الإنسان"، التي كانت سباقة في هذا المجال، فهي تعالج في مسرحياتها قضايا حقوق الإنسان. ويتابع روف بالقول: "لقد أثارت إعجابي القصص التي كان يقدمها الممثلون، وخاصة التفاصيل الدقيقة". هذه القصص ألهمت روف ودفعته لتأسيس مجموعة "منصة من أجل حقوق الإنسان" في ألمانيا بداية سنة 2011.

منصة للعمل السياسي

عروض "منصة من أجل حقوق الإنسان" المسرحية لها معايير محددة، فهي تتميز بلغتها البسيطة والمفهومة، التي من شأنها أن تصل إلى عقل الجمهور ووجدانه. فالمسرح الوثائقي، على حد تعبير المخرج المسرحي روف، لا يهدف إلى الترفيه، بل إلى تعزيز الوعي السياسي بقضايا حقوق الإنسان، كما يعتبر أن هدفه "أن أصل إلى وجدان الناس وتنويرهم لكي يزيد وعيهم بالقضايا المتعلقة باللجوء".

كما تتميز المنولوجات أيضاً باختصارها ودقتها واقتصارها على الأحداث الأساسية والمهمة. فقصة زواج، على سبيل المثال، يتم سردها في ثلاث جمل فقط: "سألتها حول رأيها في أن نتصل فيما بيننا، فقالت إنها ستفكر بذلك. وفي سنة 1994 تزوجنا."

وتبدو القصص في بعض الأحيان غير حقيقية، مثل قصة صفية كردية الأصل، التي جاءت إلى ألمانيا وقدمت طلب لجوء رفض في المرة الأولى، ومن بين أسباب الرفض أنها لم تصف السجن الذي كانت فيه بشكل صحيح. فعند وصفها لحمامات السجن، كانت صفية تتحدث عن الحمامات التركية، في حين أن المترجمة وصفتها بالحمامات البخارية، الشيء الذي أثار لبساً وسوء فهم كبير. فوفقاً للتقارير الرسمية لا توجد في السجن حمامات بخارية. لكن صفية كانت تتحدث بصدق عن حمام بسيط في غرفة صغيرة بحنفيات مياه عادية، إلا أن تصور السلطات حول شكل الحمامات في تركيا مختلف عن ذلك.

يعاني اللاجئون في ألمانيا من التضييق الإداري والإكراهصورة من: DW

"يتركونك عارياً في غرفة صغيرة"

أما فيليكي الإثيوبي فقد كان على وشك أن يتم ترحيله في مناسبتين، وقد كانت كلاهما تجربة قاسية ومهينة، كما يصفها، إذ تم تكبيل يديه وتجريده من ملابسه. ويقول فيليكي: "يتركونك عارياً في غرفة صغيرة. وقبل نصف ساعة فقط من الترحيل يرجعون إليك الملابس". لدى علي أيضاً نفس الوصف لظروف محاولة ترحيله، لكنه في كلا المرتين قاوم عملية الترحيل بكل ما أوتي من قوة. حالياً يساعد فيليكي طالبي اللجوء الجدد، وحصل على جائزة حقوق الإنسان من منظمة "ProAsyl"، التي تعنى بشؤون اللاجئين.

كما نالت مجموعة "منصة من أجل حقوق الإنسان" هي الأخرى جائزة تقدير من المؤسسة الألمانية للتكوين السياسي، عن العرض المسرحي للمنولوجات، والذي لاقى نجاحاً كبيراً. أما صفية، فقد أنجبت طفلاً وحصلت على الإقامة في ألمانيا، في الوقت الذي لا زال فيه علي، وبعد مرور أكثر من عشر سنوات، في صراع من أجل الحصول على تصريح بالإقامة في ألمانيا. وفي نهاية هذا الشهر تعقد جلسة أخرى في مدينة شفيرينغ من أجل التحقيق في إمكانية حصوله على حق الإقامة.

بالرغم من صعوبة الظروف ومرارة العناء، لا يريد المخرج من خلال مسرحيته سرد قصص ضحايا، بل تقديم "قصص أبطال". فروف يعتبر طالبي اللجوء الثلاثة شخصيات بطولية يجب الاستفادة من مغامراتها وتجاربها وروح الكفاح التي يتمتعون بها. إنها بالنسبة له شخصيات تغمرها الشجاعة والإرادة والصبر من أجل تحقيق المبتغى والحصول على الحقوق، وهذا ما يعتبره المخرج المسرحي الألماني شيئاً معبراً.

كراوزه روت/ أمين بنضريف

مراجعة: ياسر أبو معيلق

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW