ميثاقا الأمم المتحدة للهجرة واللاجئين.. قواسم مشتركة وفروقات
١ يناير ٢٠١٩
يجري الخلط في الآونة الأخيرة بين "ميثاق الأمم المتحدة حول اللاجئين" و"ميثاق الأمم المتحدة حول الهجرة". موقع "مهاجر نيوز" يقدم نقاط الالتقاء والافتراق بين الوثيقتين من حيث منشأ الفكرة والموقعين وعنصر الإلزام والأهداف.
إعلان
في ذروة موجة اللاجئين، تم الاعتماد على "إعلان نيويورك" لصياغة نصي "ميثاق الأمم المتحدة حول اللاجئين" و"ميثاق الأمم المتحدة حول الهجرة". "إعلان نيويورك" تم تبنيه بالإجماع في عزّ موجة اللاجئين عام 2016 من قبل أعضاء الأمم المتحدة الـ193 لتحسين قدرتهم على ضمان استقبال أفضل للاجئين والمهاجرين وتسهيل عودتهم إلى بلدانهم الأصلية إذا أمكن.
المعارضون
تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في (17 كانون الأول/ديسمبر 2018) بغالبية 181 بلداً "ميثاق الأمم المتحدة حول اللاجئين"، في حين عارضته الولايات المتحدة والمجر. وامتنعت ثلاث دول عن التصويت: جمهورية الدومينيكان وإريتريا وليبيا. وخلافاً للميثاق الأممي حول الهجرة شاركت الولايات المتحدة في المفاوضات حول اللاجئين التي استمرت 18 شهراً.
أما "ميثاق الأمم المتحدة حول الهجرة" فقد صدَّقتْ عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء (19 كانون الأول/ديسمبر 2018) بعد تبنيه في مراكش بالمغرب في وقت سابق. وأجرت الجمعية العامة تصويتاً نهائياً، حيث وافقت عليه 152 دولة، في حين عارضته خمس دول (الولايات المتحدة والمجر وجمهورية التشيك وإسرائيل وبولندا). وامتنعت 12 دولة عن التصويت، من بينها النمسا واستراليا وسويسرا وإيطاليا وبلغاريا.
هل الميثاقان ملزمان؟
لا يتضمن ميثاق الهجرة أي التزامات قانونية ولا يمس هذا الميثاق السيادة الوطنية للدول. وينص الميثاق على عقد اجتماعات ومؤتمرات بشكل دوري، لمراجعة ما تم تطبيقه من التدابير والمعايير الموقعة من قبل كل دولة.
وعلى غرار الميثاق حول الهجرة، فإن الميثاق العالمي حول اللاجئين ليس ملزماً.
الأهداف
ينص الميثاق الأممي للاجئين على أربعة أهداف أساسية: تخفيف الضغوط عن الدول المستقبلة، وزيادة استقلالية اللاجئين، وتوسيع مجال إيجاد الحلول التي تستلزم مشاركة دول أخرى، والمساهمة في تأمين الشروط اللازمة لعودة اللاجئين بأمان وكرامة إلى بلدانهم الأصلية. وعلى غرار ميثاق الهجرة يتضمن النص حول اللاجئين الترتيبات الوطنية والإقليمية ويشير إلى أدوات تمويل وشراكات وجمع بيانات وتقاسمها. وسيتم قياس التقدم المحرز لتحقيق الأهداف الأربعة للميثاق العالمي حول اللاجئين.
وعلى الجهة المقابلة، يهدف ميثاق الأمم المتحدة للهجرة إلى تعزيز "التعاون في مجال الهجرة الدولية من جميع جوانبها، وتيسير الهجرة الآمنة والمنظمة والقانونية، مع الحد من الهجرة غير القانونية والتقليل من أثرها السلبي من خلال التعاون الدولي واعتماد مجموعة من التدابير الواردة في هذا الاتفاق العالمي".
ويضيف النص الأممي "يجب أن نعمل معاً من أجل تهيئة ظروف تسمح للمجتمعات المحلية والأفراد بالعيش بأمان وكرامة في بلدانهم". كما يفنّد الميثاق 23 هدفاً من بينها: "تقليص الدوافع والعوامل البنيوية السلبية التي تضطر الناس إلى مغادرة بلدهم الأم"، "إنقاذ الأرواح"، "تعزيز التدابير الوطنية لمكافحة تهريب المهاجرين"، "عدم اللجوء إلى احتجاز المهاجرين إلا كملاذ أخير" و"تيسير حصول المهاجرين على الخدمات الأساسية".
ويورد النصّ أيضا "نلتزم بدعم بعضنا البعض الآخر في تحقيق الأهداف والوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في هذا الاتفاق العالمي من طريق تعزيز التعاون الدولي، وتنشيط الشراكة العالمية (...) بروح من التضامن".
خالد سلامة
موجات اللاجئين عبرالعالم ـ واقع أغرب من الخيال!
عبر البحار والدروب الوعرة يفر لاجئون من بلدانهم. وفي العالم هناك ما لا يقل عن 68 مليون لاجئ، وكل القارات معنية بمسألة الهجرة واللجوء، التي تعكس تفاقم الهوة بين الدول والمجتمعات. جولة مصورة تقربنا من هذه الظاهرة العالمية.
صورة من: Imago/ZUMA Press/G. So
الهروب في شاحنة
آخر موجات الهجرة في العالم كان مسرحها أمريكا اللاتينية. العنف والجوع دفعا بعشرات الآلاف من هندوراس، نيكاراغوا، السلفادور وغواتيمالا للهروب. الملاذ المقصود هو الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن رئيسها دونالد ترامب أغلق جميع الأبواب والنوافذ.
صورة من: Reuters/C. Garcia Rawlins
الإبعاد إلى خارج البلد المنشود
الحكومة الأسترالية المحافظة ترفض فتح الأبواب أمام اللاجئين، وأولئك الذين يتمكنون فعلا من الوصول إلى القارة الخامسة بعد مسار شاق وطويل؛ يتم إبعادهم بكل صرامة. وأبرمت الحكومة اتفاقيات مع عدد من بلدان المحيط الهادئ لاستقبال اللاجئين في مخيمات خاصة في هذه البلدان. المراقبون يصفون أوضاع تلك المخيمات بالكارثية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Hass Hassaballa
لاجئون منسيون
يبلغ حسين أبو شنب من العمر 80 عاماً. إنه لاجئ فلسطيني في الأردن، ذلك البلد الذي يقترب عدد سكانه من عشرة ملايين نسمة، من بينهم 2.3 مليون لاجئ فلسطيني. بعضهم يعيش في الأردن منذ عام 1948، وأضيف إليهم مؤخراً ما لا يقل عن نصف مليون لاجئ سوري.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Abdo
اللجوء إلى الجيران
يرى الكثير من الفنزويليين في كولومبيا فرصتهم الأخيرة، حيث يعيشون في مخيمات مثل "إلكامينون" على أبواب العاصمة بوغوتا. فسياسة الرئيس نيكولاس مادورو أدت إلى عجز الدولة في فنزويلا عن إطعام سكانها وتوفير العيش الكريم لهم. هناك عجز كبير في المواد الغذائية والأدوية، فيما تبدو آفاق العودة للوطن ضئيلة جدا.
صورة من: DW/F. Abondano
الهروب في ظل البرد القارس
في لعبة فر وكر، يحاول اللاجئون اجتياز الحدود البوسنية الكرواتية. الملاذ المرتجى للمهاجرين هو كرواتيا، العضو في الاتحاد الأوروبي. هذا الطريق محفوف بالمخاطر، خاصة في فصل الشتاء، فصل الأمطار والثلوج والعواصف.
صورة من: picture-alliance/A. Emric
الهروب من البطش إلى الفقر
فصل الأمطار في مخيم للاجئين في كوتوبالونغ في بنغلادش. هنا هاربات من ميانمار بمظلات تحميهن من الأمطار. بطش النظام العسكري في ميانمار دفع بأكثر من مليون من مسلمي الروهينغا للهروب إلى البلد الجار بنغلادش، الذي لا يقل فقرا عن ميانمار. كوتوبالونغ يعتبر حاليا أكبر مخيم للاجئين في العالم.
صورة من: Jibon Ahmed
الحياة بدون مفر
تملك جمهورية إفريقيا الوسطى الكثير من الثروات المعدنية وأراضي خصبة شاسعة؛ لكن عوامل كثيرة عصفت باستقرار هذا البلد، منها الحرب الأهلية والنزاعات مع البلدان المجاورة، إضافة إلى توالي الحكومات الفاسدة وتنامي الإرهاب الإسلاموي. كل هذا دفع بالكثيرين للبحث عن ملاذات، كما يظهر هنا في العاصمة بانغي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Blackwell
الوصول إلى إسبانيا
بأغطية حمراء يُستقبل لاجؤون في ميناء مالاغا الإسباني من قبل الصليب الأحمر الدولي. 246 مهاجراً تم انقاذهم في عملية تتكرر يومياً. الكثير من الأفارقة يتجنبون حالياً الطريق لأوروبا عبر ليبيا ويتوجهون بدل ذلك غرباً إلى الجزائر أو المغرب.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/J. Merida
لاجئون سودانيون في أوغندا
لفترة طويلة كانت أوغندا نفسها دولة مزقتها الحرب الأهلية؛ إلا أن الوضع تغير وأصبح مستقراً، بالمقارنة مع بلدان إفريقية أخرى. في الصورة هنا لاجئون قادمون من جنوب السودان. وصولهم إلى كولوبا، يعني لهم الوصول إلى بر أمان. هناك اليوم مئات الآلاف من سكان جنوب السودان، الذين لجأوا إلى أوغندا، هربا من أعمال العنف في بلدهم. اعداد: كارستن جرين/ حسن زنيند