ميدفيديف: ندافع عن مصالحنا ولا يهمنا من يرأس سوريا
١٧ أكتوبر ٢٠١٥
صرح رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أنه ليس من المهم بالنسبة لبلاده بقاء بشار الأسد رئيسا لسوريا، وقال اليوم السبت إن التحالف بقيادة واشنطن لم يحقق شيئا يذكر وأن الضربات الروسية هي التي حققت تغيرا في مكافحة "داعش".
إعلان
أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف في تصريح للقناة الرسمية الروسية "روسيا24" بثته اليوم السبت (17 أكتوبر/ تشرين الأول) أن روسيا تدافع عن مصالحها القومية في سوريا لا عن أشخاص بعينهم، معتبرا أن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة ليس مسألة مبدأ بالنسبة إلى موسكو. لكن روسيا حاليا "تعمل على أساس أن الأسد هو الرئيس الشرعي." وأضاف مدفيديف "مسألة الرئاسة السورية أمر يقرره الشعب السوري"، مشيرا إلى ضرورة ألا يصل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى الحكم في سوريا، وأن تتاح لسورية سلطة حضارية.
وبدأت روسيا ضربات جوية في سوريا بنهاية سبتمبر أيلول الماضي في خطوة تقول موسكو إنها تضعف متشددي تنظيم الدولة الإسلامية ولكن القوى الغربية تقول إنها تهدف إلى دعم الأسد. وأعربت موسكو هذا الأسبوع عن غضبها لرفض الولايات المتحدة استضافة وفد روسي بقيادة مدفيديف لمناقشة المسالة السورية. وعن ذلك قال مدفيديف "أعتقد أن هذا سلوك غبي..." وأشار في هذه المناسبة إلى أن التحالف الدولي والعربي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش" لم يحرز في سوريا أي نتائج تذكر على الأرض. وقال رئيس الوزراء الروسي: "الجميع على يقين بأن الجدوى من أدائهم (يقصد الأمريكيين) في مكافحة "داعش" في هذه المنطقة من العالم تحديدا شبه معدومة. التدخل الروسي وحده، هو الذي بدل الأوضاع".
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
10 صورة1 | 10
ووفقا لروسيا نفذ سلاحها الجوي 669 طلعة وأصاب 456 هدفا في سوريا منذ بدء العملية في 30 سبتمبر أيلول. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان السبت إن سلاح الجو الروسي نفذ 36 طلعة جوية وأصاب 49 هدفا لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وعن سبل التسوية السياسية في سورية قال: "لا بد من مناقشة القضايا السياسية بين روسيا والولايات المتحدة تحديدا، وبين جميع الدول المعنية بإحلال السلام في المنطقة وفي سورية، بما يخدم بروز سلطة طبيعية هناك.."
يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال أمس الجمعة إنه ليس هناك تقارب في الأفكار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول استمرار حكم الأسد وإن الحرب الأهلية السورية يمكن أن تنتهي فقط بحل سياسي يؤدي إلى حكومة شاملة جديدة.