ميدفيديف يتهم المحتجين عند مراكز الاقتراع الروسية بالخيانة
١٦ مارس ٢٠٢٤
اتهم الرئيس الروسي السابق المحتجين الذين حاولوا إضرام النيران في المناطق المخصصة لإدلاء الناخبين بأصواتهم وسكب أصباغ في صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية الروسية بأنهم خونة ويساعدون "الذين يقصفون مدننا اليوم".
إعلان
قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، السبت (16 مارس/آذار 2024)، إن المحتجين الذين حاولوا إضرام النيران في المناطق المخصصة لإدلاء الناخبين بأصواتهم وسكب أصباغ في صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية الروسية هم "خونة" يساعدون أعداء البلاد.
وذكرت تقارير أن المواطنين الروس الذين ربما يفكرون في دعم احتجاج مقرر غدا الأحد خلال اليوم الثالث للانتخابات الرئاسية، تلقوا تحذيرات على هواتفهم المحمولة قبل تنظيم الاحتجاجات. ونشر الموقع الإخباري المستقل (ميدوزا)، من بين مواقع أخرى، لقطات من الرسائل النصية التي تم إرسالها السبت من موسكو إلى المواطنين تقول: "بغض النظر عن حقيقة أنكم تدعمون أفكار منظمات متطرفة، يسعدنا أنكم ستصوتون في موسكو". وأعقب التحذيرات توجيه دعوة للمشاركة في الانتخابات "بهدوء" و"بدون استفزازات".
ولم تعرف بعد الجهة التى قامت بتوجيه الرسائل على تطبيقي /تليغرام/ و/سيغنال/، أوالكيفية التي تم بها اختيار مستقبليها. وينظر إلى الانتخابات الرئاسية، التي تستمر حتى مساء غد الأحد من قبل بعض شرائح الشعب الروسي على أنها غير ديمقراطية على الإطلاق وتهدف إلى احتفاظ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسلطة.
وألقت الحرب في أوكرانيا بظلالها عليها، فيما تم استبعاد مرشحي المعارضة. وأعلنت مفوضية الانتخابات الروسية المركزية عن تخطي نسبة إقبال الناخبين 50 % بحلول بعد الظهر من اليوم الثاني من الأيام الثلاثة للانتخابات.
إلا أن مراقبين أشاروا إلى وجود أدلة على التزوير والتلاعب، فيما ذكرت تقارير أنه تم دفع موظفي الدولة على نحو خاص للتصويت الجماعي. وأفاد معارضو بوتين في موسكو بتلقي رسائل تهديد قبل احتجاج مزمع غدا الأحد.
ويعتبر معدل الإقبال رقماً مهماً بالنسبة للكرملين حتى يتسنى للرئيس فلاديمير بوتين في النهاية إظهار أن أغلبية السكان تؤيده وتؤيد حربه ضد أوكرانيا. وبحسب بيانات من مؤسسات استطلاع الرأي التابعة للدولة يهدف الكرملين إلى الوصول إلى إقبال يتجاوز 70 %.
"مظهر زائف من المصداقية"
ونشرت مئات الشركات صوراً جماعية لموظفيها أمام لجان الاقتراع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأظهرت مقاطع مصورة أشخاصاً يتم نقلهم على متن حافلات إلى مراكز الاقتراع.
كما تم تداول تقارير عن ضغط شديد على الأوكرانيين الذين يفترض أن يشاركوا في التصويت في المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا، الذي يعتبر غير شرعي بموجب القانون الدولي ولذلك لا يعترف به خارج روسيا.
ومن المقرر أن يستمر التصويت حتى الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش من غد الأحد.
وهناك ثلاثة منافسين لبوتين، وهو ما يضفي على الانتخابات مظهراً زائفاً من المصداقية، حيث لا تتوفر أمامهم أي فرصة للفوز فحسب، بل هم أيضاً لديهم وجهات نظر سياسية مؤيدة للكرملين ويظهرون عادة التأييد لبوتين.
وتم رصد احتجاجات معزولة في اليوم الأول من التصويت أمس الجمعة، وفي بعض مراكز الاقتراع سكب رجال ونساء طلاء داخل صناديق الاقتراع أو أضرموا حرائق صغيرة. وتم القبض على عدة أشخاص.
ع.ح/ف.ي (رويترز، د.ب.أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.