1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ميرتس يزور إسرائيل: صداقة رغم الخلافات

٥ ديسمبر ٢٠٢٥

يسافر فريدريش ميرتس للمرة الأولى بوصفه مستشاراً لألمانيا إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هيرتسوغ. وتأتي الزيارة بعد اختبارات صعبة مرت بها العلاقة بين البلدين خلال الحرب بين إسرائيل وحماس.

Israel Tel Aviv 2025 | Bundeskanzler Friedrich Merz bei Ankunft zu Antrittsbesuch
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance

يتابع المستشار فريدريش ميرتس منذ توليه منصبه قبل سبعة أشهر العلاقات الألمانية الإسرائيلية الخاصة. وقد نشأت عدة خلافات بين حكومتي البلدين بسبب إجراءات إسرائيل في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، رداً على الهجوم الإرهابي على إسرائيل بقيادة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أسفر عن قتل أكثر من 1200 شخص. ولذلك فإنَّ زيارة ميرتس الافتتاحية لإسرائيل تعتبر مهمة صعبة. وهناك ما يشير إلى الاستمرارية وما يشير إلى التغيير.

رون بروسور، سفير إسرائيل في ألمانياصورة من: Alina Schmidt/picture alliance/dpa

المستشار والسفير

يمكن استشفاف تغيرات العلاقات بين البلدين من خلال تصريحات المسؤولين. وهنا تبرز تعليقات السفير الإسرائيلي في ألمانيا رون بروسور على تصريحات المستشار. وعندما أعرب ميرتس في نهاية أيار/مايو، بعد أسبوعين فقط من توليه منصبه، عن استيائه من تصرفات إسرائيل في غزة، وتحدث عن انتهاك القانون الإنساني الدولي، ظل السفير بروسور هادئاً وقال في القناة الألمانية الثانية (ZDF): "عندما يُوجّه فريدريش ميرتس هذا النقد لإسرائيل، نستمع له جيدًا لأنَّه صديق".

وبعد أحد عشر أسبوعاً، تغيّرت نبرة كل من المستشار والسفير: ففي بداية شهر آب/أغسطس قرر ميرتس بالنظر للوضع الإنساني في قطاع غزة تعليق إرسال بعض الأسلحة إلى إسرائيل "حتى إشعار آخر". وكان المقصود بذلك على وجه التحديد الأسلحة التي يمكن استخدامها في حرب غزة. وقال المستشار إنَّ الحكومة الألمانية لا يمكنها إرسال أسلحة إلى نزاع يمكن أن يودي بحياة "مئات الآلاف من المدنيين".

ورداً على ذلك، أعرب رون بروسور عن انتقادات حادة غير معتادة: حيث قال على قناة "فيلت تي في" Welt TV اليمينية المحافظة إنَّ خطوة المستشار هذه لم تقرّبنا لا لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من أيدي حماس ولا من وقف إطلاق النار. بل إنَّ النقاش يدور حول "نزع سلاح إسرائيل"، بحسب تعبير بروسور، وأن هذا ما تريده حماس. وكذلك تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "مكافأة ميرتس لحماس"، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وقد رفعت الحكومة الألمانية في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر القيود المفروضة على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، اعتباراً من 24 تشرين الثاني/نوفمبر. وبرر ذلك المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان كورنيليوس بإشارته إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر.

ولكن وقف إطلاق النار هذا غير مستقر. وذلك بسبب وقوع اشتباكات متكررة بين مقاتلي حماس والجنود الإسرائيليين أو حتى هجمات صاروخية من الجانب الإسرائيلي. وبحسب بيانات مؤسسات فلسطينية تسيطر عليها حماس في غزة، والتي تعتبر موثوقة من قبل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، فقد قُتل أكثر من 300 شخص، بينهم العديد من الأطفال، في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي منذ بدء وقف إطلاق النار.

تركة الماضي الثقيلة

وفي يوم الأحد (السابع من كانون الأول/ديسمبر 2025) يحل ميرتس ضيفاً على نتنياهو. ويذكر المستشار في تصريحاته الأخيرة إجراءه أكثر من أسلافه اتصالات هاتفية مطولة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي - سواءً حول الوضع العام في الشرق الأوسط أو الأزمة الإنسانية في غزة أو حرب الاثني عشر يوماً بين إسرائيل وإيران.

وإلى جانب المحادثات السياسية التي سيجريها المستشار مع نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ستكون زيارته متحف الهولوكوست ياد فاشيم مهمة بكل تأكيد. فهذا المكان أكثر من مجرد رمز. فهو يحافظ على ذكرى الستة ملايين يهودي الذين قتلتهم ألمانيا النازية في الهولوكوست. وبالتأكيد شاهدت إسرائيل ميرتس وهو يقاوم دموعه في منتصف أيلول/سبتمبر أثناء إلقائه كلمة بمناسبة إعادة افتتاح كنيس يهودي في ميونخ تم تدميره قبل 87 عاماً من قبل النازيين، معرباً عن "خجله" من عودة كراهية اليهود في ألمانيا.

ألقت في آذار/مارس 2008 المستشارة الألمانية آنذاك أنغيلا ميركل كلمة في البرلمان الإسرائيليصورة من: dpa-Zentralbild/picture alliance

"الصداقة" بدل "مصلحة الدولة"؟

وبعد الخلاف حول صادرات الأسلحة، أكد ميرتس أنَّ "الصداقة" الألمانية الإسرائيلية تتحمل وجود خلاف. وأضاف: "لم يتغير شيء في ذلك، ولن يتغير شيء في ذلك". بيد أنَّ ميرتس يعترف بأنَّه يجد صعوبة في مصطلح "المصلحة العليا للدولة الألمانية"، بسبب "عدم توضيحه مطلقاً بجميع تبعاته"، كما قال في مقابلة صحفية في تشرين الأول/أكتوبر.

وهذا المصطلح صاغته المستشارة أنغيلا ميركل (من الحزب المسيحي الديمقراطي، مثل ميرتس) في عام 2008، عندما سُمح لها كأول رئيس حكومة أجنبي على الإطلاق بإلقاء خطاب أمام الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). وقالت: "لقد التزمت كل حكومة ألمانية وكل مستشار ألماني قبلي بمسؤولية ألمانيا التاريخية الخاصة تجاه أمن إسرائيل. وهذه المسؤولية التاريخية التي تتحملها ألمانيا هي جزء من مصلحة الدولة في بلدي".

واستخدم ميرتس هذا المصطلح حتى شهر حزيران/يونيو، ولكنه لم يعد يستخدمه بعد ذلك تقريباً. وفي فعالية أقيمت في هذا الخريف، تحدّث ميرتس مباشرة بعد يوسف شوستر، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، الذي استخدم مصطلح "مصلحة الدولة" عدة مرات، واقتبس مما قاله شوستر. ووصف المستشار مسؤولية ألمانيا الخاصة تجاه إسرائيل ووجودها وأمنها بأنَّها "جزء غير قابل للتفاوض من أسس دستورنا المعيارية".

ميرتس يعرج على الأردن

والآن يسافر ميرتس إلى القدس بعد سبعة أشهر فقط من انتخابه مستشاراً. بينما قام سلفاه أولاف شولتس وأنغيلا ميركل بزيارتهما الافتتاحية لرئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الثلاثة أشهر الأولى بعد تولي كل منهما منصب المستشار. وكانت زيارة كل منهما مباشرة من دون توقف في مكان آخر. ولكن ميرتس سيسافر أولاً إلى الأردن للقاء الملك الأردني في عمّان قبل أن يواصل رحلته إلى إسرائيل.

أعده للعربية: رائد الباش

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW