ميرتس يسعى لفك الارتباط العسكري الألماني بواشنطن .. هل ينجح؟
٢٤ فبراير ٢٠٢٥
بمجرد إعلان فوز حزب فريدريش ميرتس في الانتخابات الألمانية العامة، أعرب السياسي المحافظ عن نيته جعل أوروبا مستقلة عن الولايات المتحدة ورئيسها المتقلب ترامب، لينعتق من تحالف في مجال الدفاع يمتد لـ80 عاما.
هل سينجح ميرتس في صنع بديل يغني ألمانيا عن الحماية العسكرية الأمريكية؟صورة من: Maja Hitij/Getty Images
إعلان
صرّح فريدريش ميرتس، السياسي الفائز للتو في الانتخابات الألمانية والمرشح لقيادة حكومة البلاد: "لم أفكّر يوما في أنني قد اضطر لقول أمر مماثل"، بعدما دعا مساء الأحد إلى ترسيخ "قدرات دفاعية أوروبية مستقلّة" كبديل عن "الناتو بشكله الحالي".
ويأتي هذا التصريح الحاد، الذي كان من الصعب تصوّره قبل بضعة أشهر في بلد بنى هويّته بعد الحرب وفظائع النازية على الشراكة مع الولايات المتحدة، ردّا على المواقف المدوّية لترامب ومحيطه والتي أثارت ذهول برلين وحلفائها بعد التقارب الأميركي الروسي بشأن أوكرانيا و"مفاوضات السلام" التي بوشرت من دون كييف والأوروبيين وتهديدات واشنطن بإعادة النظر في دعمها العسكري لأوروبا.
وتعقيبا على تصريحات ميرتس، قال ياكوب روس عالم السياسة في مركز أبحاث "DGAP" في برلين "ليس انفصالا فعليا بل هو ردّ على التطوّرات السياسية في الولايات المتحدة". وفي الأيّام الأخيرة، أعرب ميرتس، الزعيم المحافظ البالغ 69 عاما والذي لطالما كان من المدافعين عن التحالف القائم بين أوروبا وأميركا الشمالية، عن شكوكه في إمكان الوثوق بالحليف الأميركي، إذا توسّعت أطماع روسيا فلاديمير بوتين إلى ما بعد أوكرانيا.
وفي تصريحات، أدلى بها مساء الجمعة للمحطة العامة الثانية "ز.د.ف"، قال "ينبغي لنا الاستعداد لإمكان ألا يسمح دونالد ترامب بتطبيق تعهّد المساعدة المنصوص عليه في اتفاقية الناتو بلا قيود"، في إشارة إلى الفصل الخامس حول التضامن بين الأعضاء. وتطرّق إلى ضرورة مناقشة الردع الأوروبي بالاستناد إلى القوّتين النوويتين فرنسا وبريطانيا. وأقرّ "طبعا هناك دوما مسألة القرار النهائي الأساسية" بشأن استخدام السلاح النووي.
يريد ميرتس دعم أوكرانيا في صراعها ضد روسيا وتحقيق الأمن الأوروبي بغض النظر عن موقف الرئيس الأمريكي ترامبصورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
معضلة السلاح النووي
ومنذ انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، باتت فرنسا الدولة الوحيدة في التكتّل التي تتمتّع بقوّة ردع نووي. غير أن باريس أطلقت حوارا حول المسائل الأمنية مع لندن. وفي نيسان/أبريل الماضي، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توسيع المظلّة النووية الفرنسية لتشمل بلدانا أوروبية أخرى على أراضيها أسلحة نووية أميركية.
إعلان
وفي الماضي، لم تظهر برلين تفاعلا كبيرا مع المقترح الفرنسي أو فكرة الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا عن الولايات المتحدة التي دعت إليها فرنسا أيضا. ولفت الخبير ياكوب روس إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل "ماكرون يحصل قبل انتهاء ولايته الثانية على فرصة غير مأمولة لبلورة رؤيته لأوروبا ذات سيادة". واعتبر أن "احتمال مشاركة بريطانيا في هذا التطوّر سيكون أمرا لافتا إن من ناحية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو من ناحية العلاقة المميّزة بين واشنطن ولندن".
إلى أين يقود ترامب العلاقات بين ضفتي الأطلسي؟
29:53
This browser does not support the video element.
صعوبة تعويض القوات الأمريكية
ولا شكّ في أن برلين ستتابع عن كثب مخرجات مناقشات إيمانويل ماكرون مع دونالد ترامب الإثنين ثمّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الخميس. ومما لا شكّ فيه أيضا، أن الاستعاضة عن الحليف الأميركي ليست بالأمر اليسير. فألمانيا تضمّ أكبر عدد من القوّات الأميركية المنتشرة بشكل دائم على أراضيها قدّر في 2024 بحوالي 35 ألف عنصر. ولا بدّ لها من أن تستثمر استثمارات طائلة في جيشها وترفع نسبة الناتج المحلي الإجمالي المخصّصة لمسائل الدفاع التي لا تتعدّى راهنا 2 %، ما يدفع إلى الاعتقاد أن القيود المفروضة على المديونية والمنصوص عليها في الدستور من الممكن أن تليّن.
وقد تكون المعادلة أكثر تعقيدا من المتصوّر لأن الأحزاب المتطرّفة، اليمينية منها واليسارية على السواء، والمعارضة لإمداد أوكرانيا بالأسلحة سيكون في وسعها على الأرجح عرقلة تمرير القوانين في البرلمان الألماني المقبل. وبطبيعة الحال، سيستغرق إرساء نظام دفاع أوروبي وقتا. وحتّى "لو ازداد الإنفاق في مجال الدفاع ازديادا كبيرا... سيحتاج الأوروبيون إلى سنوات أو عقود حتّى، لتشكيل قوّة عسكرية في وسعها أن تحلّ مكان القدرات الحالية للولايات المتحدة"، على ما قال ليفيو هوروفيتس من مركز الأبحاث "مؤسسة العلوم والسياسة".
ف.ي/ص.ش (ا.ف.ب)
في صور: أبرز معالم الحي الحكومي في برلين
في 19 و20 آب/ أغسطس فتحت الحكومة الاتحادية والوزرات أبوابها للزوار خلال ما بات يعرف بـ "يوم الباب المفتوح". DW تأخذكم في هذه الجولة المصورة نتعرف من خلالها على أهم معالم الحي الحكومي في العاصمة الألمانية برلين.
صورة من: picture-alliance/DUMONT Bildarchiv/S. Lubenow
مبنى الرايخستاغ
المبنى التاريخي للرايخستاغ هو شاهدٌ صامت على تاريخ برلين المضطرب. تم بناؤه في الفترة من عام 1884 إلى 1894 بناء على تصميم المهندس المعماري بول فالو على طراز النهضة الجديدة. في هذا المبنى انعقدت جلسات برلمان الإمبراطورية الألمانية، ولاحقاً اجتمع هنا برلمانيو جمهورية فايمار. منذ عام 1999 عاد المبنى مقراً لبرلمان جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Christian Beier/chromorange/picture-alliance
القبة الزجاجية لمبنى الرايخستاغ
أحد أبرز معالم مبنى الرايخستاغ هو القبة الزجاجية التي تم تصميمها من قبل المهندس الشهير نورمان فوستر. في داخل القبة يتجه الزوار بشكل دائري صعوداً على شكل حلزوني إلى قمة القبة ما يتيح إطلالة بانورامية على مدينة برلين. والقبة الزجاجية ترمز للشفافية وتسمح بشكل رمزي بمراقبة الشعب للبرلمانيين من الأعلى وهم يخوضون النقاشات ويسنون القوانين.
صورة من: imago images/imagebroker
قصر بيلفو
تم بناء قصر بيلفو في نهاية القرن الثامن عشر وهو منذ عام 1994 مقر رئيس الجمهورية الاتحادي. وتعني كلمة "بيلفو" بالفرنسية "الإطلالة الجميلة". والطراز المعماري للقصر أثار الجدل بين المؤرخين: هل القصر على طراز الباروك أم الطراز الكلاسيكي. وفي الوقت الحاضر يُصنف القصر المؤلف من ثلاثة أجنحة وطابقين على أنه من الطراز الكلاسيكي المبكر.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Schulze
مقر المستشارية
بالقرب من مبنى الرايخستاغ يقع مقر المستشارية. المبنى الحديث والأنيق يجسّد رسالة واضحة: الشفافية. وقد تم تصميمه من قبل المهندسين المعماريين أكسل شولتس وشارلوت فرانك. ومقر المستشارية الذي تم الانتهاء من بنائه في عام 2001 يستخدمه اليوم أولاف شولتس للقيام بمهامه بعد أن شغله في البداية غيرهارد شرودر ثم أنغيلا ميركل.
صورة من: Winfried Rothermel/picture alliance
دار باول لوبه
دار باول لوبه هي مقر لجان البرلمان الألمانية. المبنى المتخم بالفنون الحديثة يبدو من الأعلى كمشط مزدوج. جسر مشاة مزدوج يربطه بمبنى ماري إليزابيث لودرز على الضفة الأخرى لنهر شبري - رمز بصري لإعادة توحيد ألمانيا.
صورة من: Stefan Ziese/imageBROKER/picture alliance
دار يعقوب كايزر
دار يعقوب كايزر هو أكبر مباني البرلمان الألماني بـ 1745 مكتباً، ويقع بالقرب من مبنى الرايخستاغ. يطل المبنى على نهر شبري، حيث صمم الفنان الإسرائيلي داني كارافان جداراً زجاجياً كتب عليه المواد التسع عشرة الأولى من القانون الأساسي (الدستور الألماني).
صورة من: Wolfgang Minich/picture alliance
ساحة شبري
أحد أجمل الأماكن في الحي الحكومي في برلين هو ساحة شبري المقابلة لدار باول لوبه ودار ماري إليزابيث لودرز. ويمكن للزوار أن يستريحوا خلال النهار على درجات ضفاف نهر شبري، وفي فصل الصيف تظهر شاشة كبيرة في المساء: فيلم لمدة 30 دقيقة عن تاريخ الرايخستاغ والديمقراطية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
وزارة الدفاع
استخدمت مجموعة المباني على قناة لاندفير منذ عهد الإمبراطورية الألمانية من قبل عدة إدارات عسكرية. وأثناء حكم النازيين، اجتمعت هنا مجموعة مقاومة من الجيش الألماني حاولت بلا جدوى إنهاء حكم النازية من خلال محاولة اغتيال لأدولف هتلر في 20 تموز/يوليو 1944. وفي الوزارة أقيم نصب لتخليد تلك المقاومة.
صورة من: picture-alliance/Arco Images
نصب المقاومة الألمانية
يُذكِّر تمثال شاب عارٍ بيديه المُربوطتين في الفناء الداخلي لوزارة الدفاع بمحاولة الاغتيال الفاشلة لأدولف هتلر. تم توسيع منطقة النصب عدة مرات لإظهار مقاومة مجموعة 20 تموز/يوليو وغيرها من المجموعات والأفراد للنظام النازي.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Schoening
وزارة المالية
من بين المباني الوزارية البالغ عددها 14 وزارة، تُعتبر وزارة المالية الاتحادية أكثرها تاريخيةً. تم بناؤها في عام 1935 باعتبارها وزارة الطيران تحت إشراف هيرمان غورينغ، وهي كانت أول بناء كبير تم إنشاؤه من قبل النازيين. وفي المبنى أعلن عن تأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 1949. جدارية "بناء الجمهورية" التي تعود إلى عام 1953 صممت للتذكير بتلك اللحظة التاريخية الفاصلة.