ميركل: أتوقع أن أنام "مطمئنة" في ظل حكومة يقودها شولتس
٢٢ أكتوبر ٢٠٢١
قالت المستشارة الألمانية إنها تتوقع أن تنام "مطمئنة" بعد أن يخلفها الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس. ولكنها عبرت عن قلقها حيال الكثير من الأمور في الاتحاد الأوروبي كاستقلال القضاء وحرية الصحافة والتكنولوجيا الجديدة.
إعلان
أعطت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "بركتها" للحكومة الائتلافية الجديدة المرجح تشكيلها، قائلة إنها تتوقع أن تنام "مطمئنة" بعد أن يخلفها الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس.
وتنسحب ميركل من السياسة بعد 16 عاماً على رأس السلطة، بينما يواجه ائتلاف الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي الانتقال الى المعارضة بعد تحقيقه أسوأ نتائجه في الانتخابات العامة الشهر الماضي.
ويتفاوض الحزب الاشتراكي الديموقراطي الآن مع الليبراليين والخضر لتشكيل ائتلاف جديد، وهدف هذه الأحزاب وفق ما أعلنت الخميس هو تشكيل حكومة جديدة، سيقودها وزير المالية شولتس، بحلول كانون الأول/ديسمبر.
وعندما سألتها صحيفة سودويتشه تسايتونغ عن شعورها حيال تولي اشتراكي ديموقراطي زمام الأمور في البلاد، أجابت ميركل "سوف يكون هناك بالطبع اختلافات سياسية، لكن سيكون بإمكاني النوم مطمئنة"، مشيرة إلى أنها لا تتوقع حدوث تحولات كبيرة في السياسة المالية في ظل إدارة شولتس، وفي بلد يزهو بميزانيته الصارمة.
وستتولى ميركل تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
وفي حال نجحت أحزاب الاشتراكي الديموقراطي والديموقراطي الحر والخضر في الالتزام بجدولها الزمني لتشكيل حكومة، فإن هذا سيمنع ميركل وبفارق أيام فقط من تحطيم الرقم القياسي لهيلموت كول الذي تولى رئاسة المستشارية لأطول فترة ما بعد الحرب حتى الآن.
وقالت ميركل التي قامت بزيارات وداعية خارجية عدة إنها كانت "مرنة" بشأن عدم معرفتها المسبقة بالتاريخ المحدد لآخر يوم لها في السلطة، وأضافت: "لم أفكر ابدا بما سأفعله في اليوم التالي".
أحزاب "إشارة المرور" في ألمانيا تتفق على بدء مفاوضات رسمية لتشكيل ائتلاف حكومي
02:46
تحذير أخير لأوروبا
من ناحية أخرى، أطلقت ميركل تحذيراً لأوروبا، مبدية قلقها حيال قدرة القارة على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وعلى صعيد الهجرة، خلال القمة الـ107 والأخيرة التي تحضرها.
وقالت ميركل "أترك الآن هذا الاتحاد الأوروبي بصفتي مستشارة في وضع يدعو إلى القلق"، وتابعت: "تخطينا الكثير من الأزمات من خلال الاحترام والجهود المبذولة لإيجاد حلول مشتركة، لكننا أمام سلسلة من المشكلات التي لم تلق حلا".
وفي ما يتعلق بدولة القانون ولا سيما استقلالية القضاء وحرية وسائل الإعلام، وهو موضوع توجه فيه أصابع الاتهام حالياً إلى بولندا، تمنت المستشارة مرة جديدة قيام نقاش أكثر هدوءا، داعية إلى المزيد من التفهّم لتاريخ هذا البلد الشيوعي سابقا. وقالت "علينا أن نحترم بعضنا البعض. أعتقد أن هذا مهم جدا".
وعلى صعيد الهجرة، رأت أن الاتحاد الأوروبي "لا يزال هشا من الخارج" في وقت تُتهم بيلاروس بالسماح لمهاجرين بالمرور عبر حدودها سرا ردا على العقوبات الأوروبية.
وأخيرا، أعربت المستشارة عن قلقها على قدرة الاتحاد الأوروبي التنافسية ولا سيما في مجال التكنولوجيا الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي، وقالت مبدية أسفها إن "أوروبا ليست القارة الأكثر ابتكاراً، وعلينا القيام بالكثير في هذا المجال".
ع.ح./ف.ي. (أ.ف.ب، د.ب.ا)
نهاية حقبة المستشارة ميركل ـ 16 عاماً على دفة القيادة
بعد 16 عاما من وجودها في السلطة وإجراء الانتخابات البرلمانية في عام 2021 تنتهي حقبة أنغيلا ميركل. قادت أربع حكومات وأدارت أزمات صعبة بحنكة سياسية أبهرت العالم وكانت أول امرأة في تاريخ بلادها تشغل منصب مستشارة ألمانيا.
"تلميذة كول"
كان المستشار الألماني الأسبق، هيلموت كول، يطلق على أنغيلا ميركل، لقب "تلميذة". لم تخرج ميركل من عباءته إلا بعد فترة طويلة في عام 2001، عندما كان الحزب المسيحي الديمقراطي CDU في المعارضة، وكانت ميركل زعيمة الحزب، غير أن فرصتها الكبيرة لم تأت إلا عام 2005.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Altwein
بداية متعثرة
بفارق ضئيل فاز الاتحاد المسيحي الديموقراطي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU على الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD بقيادة المستشار غيرهارد شرودر في انتخابات عام 2005. سجل الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة المرشحة لمنصب المستشارة، أنغيلا ميركل أسوأ نتيجة له منذ عام 1949. هذه الظروف كانت لا تبدو جيدة في بداية مشوار أي مستشار جديد، لكن ميركل سرعان ما ثبتت أقدامها بين كبار الساسة.
صورة من: dpa
أول مستشارة في تاريخ ألمانيا
في نهاية المطاف، أتفق التحالف الاتحاد المسيحي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي تشكيل تحالف كبير. شرودر هنأ المستشارة الجديدة أنغيلا ميركل، التي تم انتخابها في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2005 من قبل البرلمان الألماني كأول مستشارة امرأة في تاريخ ألمانيا، وأصغر سياسية، والأولى من ألمانيا الشرقية سابقا، وأول عالمة فزياء في هذا المنصب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Reiss
الهيمنة على المشهد السياسي
تمكنت ميركل من الهيمنة على الساحة السياسة بسرعة. في قمة مجموعة الثماني في عام 2007، استقبلت رؤساء دول وحكومات أهم سبع دول صناعية وروسيا في منتجع هيليغيندام على بحر البلطيق، ومازحت الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش (إلى اليسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من الناحية الجيوسياسية، فقد كانت أجواء عالم السياسية في هذه الفترة أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
صورة من: AP
لعبة الألوان والسياسة
مظهر وأزياء المستشارة، ملفتة للنظر أيضاً، فهي دائما ما تطل بسترات ذات ألون معينة وعادة ما يظل لون البناطيل التي ترتديها غامق اللون، وما يتغير هو لون السترة فقط. بسبب تغير الألوان هذا، يعتقد الخبراء أنهم يستطيعون معرفة الحالة المزاجية للمستشارة أو الرسالة التي تحاول نقلها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
الأكثر شعبية داخل الاتحاد الأوروبي
في بداية الأزمة المالية، صعدت شعبية ميركل بسرعة وتحولت إلى رقم واحد بلا منازع في الاتحاد الأوروبي. هنا في خريف عام 2008، تظهر ميركل بابتسامة لطيفة أمام اثنين من مفتولي العضلات على المسرح الأوروبي، الرئيس الفرنسي آنذاك، نيكولا ساركوزي (في المقدمة) ورئيس الوزراء الإيطالي في ذلك الحين، سيلفيو برلسكوني.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Cerles
التعامل مع الأزمة المالية
عندما ازدادت ديون العديد من الدول الأوروبية، وأصبحت العملة الموحدة في خطر، وافقت ميركل على مساعدات مكثفة، لكنها في المقابل طالبت بإجراءات تقشفية في البلدان المعنية، ما أثار نقمة على ميركل هناك أعاد الذكريات المرة، خاصة في اليونان، حيث قارنت الصحف اليونانية تعاملها بالاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Panagiotou
منبر الشعب
هي متحدثة متمكنة، حب الظهور لا يعنيها كثيراً، غالباً ما تبدو صلبة، وحازمة في سياستها، لكن أسلوبها الرصين والواقعي والمتواضع يروق للكثيرين، وإلا لما كانت ستستطيع أن تدير الأمور في بلادها كل هذه السنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gentsch
"ماما ميركل"
في مرحلة ما اطلق عليها لقب "ماما ميركل". وطبعا ليس المقصود الأم بل أم الأمة، إنه نوع من السخرية أو المحبة وهو تقليد قديم. إذ لم يعد هذا الوصف يستخدم من قبل الصغار اليوم. الأم تعطي الاهتمام والعناية، ما يبدد الخوف. أما الجانب السلبي لهذا الوصف، هو أن الأطفال يبقون دائماً أطفالًا ولا يحب الجميع هذا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
"يمكننا فعل ذلك"
أكثر ما اشتهرت به أنغيلا ميركل، هو جملتها الشهيرة "يمكننا فعل ذلك"، التي قالتها إبان موجة اللاجئين.، عندما أبقت الحدود مفتوحة أمام اللاجئين والمهاجرين في عامي 2015 و2016. لذلك اعتبرها البعض بمثابة قديسة لكن البعض الآخر أنتقدها بشدة. الانقسام في تقييم سياستها تجاه اللاجئين ما يزال قائما حتى اليوم.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
"شخصية العام" 2015
في عام 2015 ، أطلقت مجلة "تايم" على ميركل لقب "شخصية العام" وحتى "مستشارة العالم الحر"، بسبب قدرتها على الإدارة في المواقف الصعبة، بدءاً من تعاملها مع الأزمة المالية العالمية ومروراً بأزمة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Time Magazine
ملهمة النساء
ميركل هي أول امرأة في المستشارية، لكنها لم تجعل من ذلك قضية سياسية كبرى لها، غير أنه بفضل دعمها كان لبعض النساء مسيرة مهنية بارزة في الحكومة الألمانية. من أبزر الأسماء النسائية البارزة في المشهد السياسي الحالي: أنغريت كرامب كارينباور (رئيسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي ووزيرة الدفاع)، و أورزولا فون دير لاين (رئيسة المفوضية الأوروبية)، وجوليا كلوكنر (وزيرة الزراعة).
صورة من: picture-alliance/M. Schreiber
المصلحة الوطنية
ميركل متحفظة ولا تظهر آراءها السياسية أو الشخصية بشأن رؤساء الدول والحكومات، وفي أغلب الأحيان تعبر عن آراء غامضة للغاية. هي تحرص في تعاملها على ما تقتضيه المصلحة الوطنية.
صورة من: picture-alliance/C. Hartmann
الغرور ليس من صفاتها
تعلم كم يبلغ ثمن لتر من الحليب!. حتى بعد سنوات من توليها منصب المستشارة، لم يغر ذلك شيئاً من أنغيلا ميركل. هنا في عام 2014 زارت أحد المحلات التجارية في برلين مع ضيفها المسؤول الصيني لي كه تشيانغ. لكنها شوهدت أيضا وهي تتسوق وحدها، كربة منزل.
صورة من: picture alliance/dpa/L.Schulze
سر حركة اليد المقبوضة
اشتهرت ميركل بحركة اليد المقبوضة، ولا أحد يعلم ما الذي تخفيه تلك الحركة. هي نفسها تقول إن الحركة تساعدها في الحفاظ على الجزء العلوي من جسمها مستقيماً ولا توجد رسالة أخرى من وراءها. على أي حال، استخدم الحزب المسيحي الديمقراطي حركة اليد على هذا الملصق الضخم خلال الحملة الانتخابية الألمانية لعام 2013 للتعبير عن الثقة والهدوء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Simon
حياة ميركل الخاصة
لا يُعرف سوى القليل عن حياة ميركل الخاصة. إنها لا تكشف الكثير عنها، وربما لا يهتم الناس بذلك. نعلم، على سبيل المثال، أن ميركل وزوجها يواخيم زاور، العالم الفيزيائي أيضاً (في الصورة) يقضيان كل سنة إجازة عيد الفصح في جزيرة إيشيا الإيطالية، لكن هذا لم يكن ممكنا هذا العام بسبب الجائحة.
صورة من: picture-alliance/ANSA/R. Olimpio
إدارة أزمة كورونا
لقد غير الوباء الكثير في ألمانيا، ليس فقط طقوس إجازة المستشارة. ولطالما تعرضت سياسة ميركل الجادة والموضوعية للانتقادات، لكن تعاملها مع الوباء قد سجل أيضاً أرقاماً قياسية جديدة في شعبيتها.
صورة من: Johanna Geron/Reuters
تراجع تأييد حزبها
في السنة الأخيرة من فترة ميركل، عانى تحالفها المسيحي من سلسلة من الفضائح، لكن أكثرها تأثيرا على صورته كانت فضيحة الكمامات بعد الكشف عن أن مسؤولين من الحزبين المسيحيين تلقوا أموالا ضخمة من شركات لأجل فوز هذه الأخيرة بصفقات أعلنتها الحكومة حول توريد الكمامات.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
دمية ميركل
تحولات مهمة في المشهد السياسي الألماني، أفرزتها نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وذلك بحلول حزبها ثانيا أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وقبيل رحيلها أقبل الألمان على شراء هذه الدمية والتي تذكر بحركة اليد التي اشتهرت بها.