المستشارة الألمانية ميركل تستهل كلمتها في مؤتمر حزبها المسيحي الديمقراطي بالتطرق إلى أزمة اللاجئين مشددة أن ليس كل من جاء إلى ألمانيا بإمكانه البقاء فيها، وحول النقاب ذكرت أن لا مكان لهذا اللباس في ألمانيا.
إعلان
استهلت المستشارة الألمانية كلمتها في المؤتمر العام لحزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي المنعقد في إيسن (غرب)، بأزمة اللجوء التي جعلتها في مرمى الانتقادات سواء داخل الحزب أو خارجه بسبب سياسة اللجوء التي انتهجتها المستشارة في عام 2015.
وذكرت المستشارة أن 890 ألف شخصا ممن فروا من الحرب أو بسبب انعدام الآفاق في بلدانهم وجاؤوا إلى ألمانيا، لا يمكنهم البقاء كلهم البلاد، وإنما ستعمل ألمانيا على دراسة كل طلب لجوء بشكل فردي ولن يتم التعامل مع الملفات كنتيجة لهروب جماعي. وفي الوقت ذاته شددت على أن ما حدث في عام 2015 "لا يجب أن يتكرر مرة أخرى".
وتوجهت ميركل بالشكر لكل من ساهم في العمل على احتواء أزمة اللجوء وعلى تسهيل عملية استقبال آلاف اللاجئين، وذكرت أن هذا "العمل الجبار" سيبقى فخرا في السجل التاريخي للبلاد.
وشددت المستشارة بقوة على ضرورة أن القانون الألماني سبقى الركيزة الأساسية المعتمدة بالبلاد ولا يمكن احترام أي آليات أخرى بما في ذلك مقتضيات الشريعة. وحول موضوع النقاب قالت ميركل أن هذا اللباس "يجب تحريمه" و"لا مكان له في ألمانيا".
وحول سوريا، شددت ميركل على أن حلب ستبقى وصمة عار على جبين العالم وعلى "جبيننا أيضا" لفشل الأسرة الدولية حتى على فتح ممرات إنسانية تسمح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.
في صور - المستشارة ميركل والضغوط السياسية المتصاعدة
يعتبر عام 2016 من أصعب الأعوام على المستشارة ميركل مع تعدد الخسارات لحزبها في انتخابات البرلمانات المحلية. وآخر هذه الخسارات ما لقيته مؤخرا من برلين عندما سجل حزبها أسوأ نتيجة في تاريخه في انتخابات هذه الولاية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الانتخابات المحلية عرفت تراجعا لحزب ميركل في عدة ولايات، وهذا الأمر يؤثر على زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي والمستشارة أنغيلا ميركل، وكذلك على نائبها وشريكها في الائتلاف الحاكم زغمار غابرييل، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: Reuters/F. Bensch
المستشارة ميركل المعروفة بتركيزها على التوافق تواجه مهمة غير سهلة أمام حزبين شريكين في الحكم: الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة زغمار غابرييل. وزعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي، هورست زيهوفر، صاحب المشاكسات السياسية. وترد ميركل في الغالب بموضوعية صارمة تعكس شخصيتها كأخصائية في علوم الفيزياء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. von Jutrczenka
قضية اللاجئين تشغل أنغيلا ميركل التي لا تتردد في أخذ صور شخصية أثناء تفقدها لدور اللاجئين والمدارس، على غرار الصورة التي أخذتها هنا مع لاجئ سوري عام 2015 في مركز إيواء اللاجئين برلين مارتسان.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
منذ مدة تروج تكهنات الصحفيين والسياسيين حول حركة يدي المستشارة ميركل عندما تقف لأخذ صورة، ويتساءل الجميع ماذا تريد المستشارة قوله أو إبلاغه بتلك الحركة التي باتت مشهورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Michael Kappeler
المستشارة ميركل تجيب على أسئلة الصحفيين عقب قمة الاتحاد الأوروبي في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا. ميركل تتوسط رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكه وعلى يمينها رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشيل. في هذه القمة تعرضت سياساتها لانتقادات من بعض قادة دول الاتحاد، وخاصة من رئيس الوزراء الإيطالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Hoslet
غالبا ما يرتبط الأمر بالشخصية التي تقابلها من جنس الذكور: هنا لحظة نادرة تظهر فيها ميركل مبتسمة أمام دعابة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على هامش اللقاءات السياسية الرسمية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Mori
أعلنت أنغيلا ميركل أن الإنترنيت وعالم وسائل الإعلام الإلكترونية مجال غريب بالنسبة إليها. فهي تفضل استخدام موقع توتير للتواصل. لكن سبق لها في 2015 أن أجرت باهتمام حديثا خلال مأدبة غذاء لمنتدى الأمم المتحدة مع مؤسس موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي مارك تسوكربيرغ.
صورة من: picture-alliance/dpa
لحظة جميلة جدا لأنغيلا ميركل: لقاء خاص مع البابا فرانسيس في روما (2016) حين تبادلت معه الرأي حول كتب مفضلة. وكان ذلك لقاء ذا أهمية بالنسبة إلى ابنة قس بروتستانتي.
صورة من: Reuters/A. Pizzoli
نادرا ما يُتاح لها الوقت للاحتفال في استرخاء في إطار برنامجها اليومي المضبوط. لكن الذكرى الخمسين "لاتفاقية الإليزي" بين ألمانيا وفرنسا وجب إحياؤها بالطريقة التي تستحقها.
صورة من: AP
المستشارة أنغيلا ميركل لا تتوانى عادة في التعبير بوضوح وقوة أمام الشخصيات النافدة في ألمانيا. لكن يبدو أن الأمر كان مختلفا أثناء لقاءها الرسمي في مقر المستشارية مع رئيس البنك الألماني يوزف أكرمان.
صورة من: AP
وحتى أثناء أسابيع عطلتها القليلة في السنة الواحدة لا تنجو المستشارة ميركل من تعقب المصورين لها. لكن الرأي العام مهتم بمعرفة الحياة الشخصية للمستشارة أثناء قضاء عطلتها الشخصية. وهنا يظهر في حالة استثنائية زوجها في الصورة يواخيم زاور.
صورة من: dapd
عقد لقاءات لتبادل الآراء: السياسية الشابة أنغيلا ميركل كانت تتلقى الاستشارة من سياسيين معاصرين. هنا مع صديقتها في الحزب المسيحي الديمقراطي أنيته شافان وزميلها إرفين تويفيل في طريقهم خلال جولة جماعية على الدراجة الهوائية في جزيرة جنوبي ألمانيا. ولا تظهر على وجهها في ذلك الوقت "بصمات النفوذ"، كما هي الحال عليه اليوم.
صورة من: picture-alliance/dpa
12 صورة1 | 12
وانتقدت ميركل كل من هاجم ويهاجم الاتفاقات التجارية الحرة، لكونها لا تسعى إلى فتح الحدود الجمركية أمام الدول فحسب، وإنما هي تدافع عن قيم المساواة والمنافسة الشريفة بين الدول والدفاع عن حقوق المستهلكين، حسب ميركل.
أوروبا قوية
وشددت ميركل في عالم "خرج عن السيطرة" حسب المستشارة الألمانية، على ضرورة تقوية أوروبا لأن "ألمانيا لا يمكنها أن تكون قوية، إلا في ظل أوروبا قوية". وأضافت "علينا في ظل هذا الوضع..عمل كل ما بوسعنا حتى تخرج أوروبا من أزماتها بمستوى أقوى كما كانت عليه".
ووجهت ميركل كلمتها إلى أعضاء حزبها بالقول: "بأنه وفي هذه الأزمنة علينا حماية قيمنا"، التي تمثل الوسط داخل المجتمع الألماني.
ويجتمع حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الالماني اليوم الثلاثاء (السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2016) لانتخاب ميركل للمرة التاسعة على رأس المحافظين، ولإطلاق حملة انتخابات 2017 التشريعية في مواجهة تنامي الشعبوية.
ويشارك نحو ألف مندوب في مؤتمر الحزب الذي سينتخب ميركل بعد أسبوعين من إعلان ترشحها لولاية رابعة على رأس الحكومة خلال الانتخابات المنتظرة في أيلول/سبتمبر.
وبعد 11 عاما في الحكم، حطمت ميركل الرقم السياسي للبقاء في السلطة بين قادة الغرب، وباتت تستهدف تحطيم أرقام قياسية وطنية سجلها كونراد ادناور وهلموت كول اللذان توليا الحكم لمدة 14 و16 عاما على التوالي.
وتطمح ميركل ظهر اليوم الثلاثاء إلى الحصول على نسبة لا تنزل عن معدل 90 بالمائة من الأصوات، وتعود أعلى نسبة أصوات حصلت عليها تعود إلى عام 2014 حين بلغت نتيجة التصويت 96,7 بالمائة، غير أن سياسة ميركل الأخيرة أدت إلى تراجع شعبيتها داخل الحزب، ولكن ميركل تواجه انتقادات حادة داخل حزبها برزت خلال اللقاءات التحضيرية للمؤتمر.
وانتقد البعض هيمنتها على الحزب، وقال أحد المنتسبين الجمعة في يينا شرق البلاد "ما تفعلينه هو عبادة الشخصية"، بينما انتقد آخرون سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين وقال لها أحدهم الأسبوع الماضي خلال اجتماع عام في كالسروه "استقيلي!".