ميركل: أنا بصحة جيدة وأواصل عملي كمستشارة لنهاية ولايتي
١٩ يوليو ٢٠١٩
قبل بدء عطلتها الصيفية، عقدت المستشارة ميركل مؤتمرها الصحفي التقليدي المعروف "بالمؤتمر الصحفي الصيفي" في برلين وتحدثت عن ملفات مهمة، كصحتها وخلافتها في المستشارية وإيران و"بريكست" والتصريحات العنصرية للرئيس ترامب.
إعلان
في الموعد المحدد تماماً للمؤتمر الصحفي الصيفي جلست المستشارة الألمانية انغيلا ميركل على مقعدها في مواجهة الصحفيين المحليين والعالميين وأعضاء المركز الصحفي الاتحادي التابع للحكومة الاتحادية الذين لم يبخلوا عليها بالأسئلة اليوم الجمعة (19 تموز/يوليو 2019). ميركل كانت في مزاج جيد وتناولت كل سؤال بجدية وقدمت إجاباتها بكل هدوء.
عن ملف خلفها في قيادة الحزب، الحزب الديمقراطي المسيحي، أنغريت كرامب-كارنباور، أعربت ميركل عن اعتقادها بأن كرامب ـ كارنباور لديها فرص جيدة للترشح لمنصبالمستشارية خلفاً لها. وقالت ميركل إنه بالرغم من عدم ممارستها لأي تأثير على خليفتها في الحزب، "فإن أنغريت كرامب-كارنباور رئيسة للحزب، وبالتالي فإنها في مركز مهم وحساس بالطبع. لا جدال في ذلك".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان المنصب الجديد لكرامب-كارنباور كوزيرة للدفاع قد يمنحها أفضلية في الترشح للمستشارية، قالت ميركل إن وزارة الدفاع "إحدى الوزارات المهمة والصعبة في الحكومة الاتحادية"، مؤكدة في الوقت نفسه أن القرار بشأن الترشح للمستشارية يخص الحزب المسيحي الديمقراطي بالاشتراك مع الحزب المسيحي الاجتماعي (البافاري).
وعن صحتها إثر نوبات الارتجاف التي انتابتها خلال الأسابيع الأخيرة، قالت ميركل إنها تتفهم الأسئلة المتكررة عن حالتها الصحية، مؤكدة مجدداً أنها تستطيع القيام بمهام وظيفتها كمستشارة رغم نوبات الارتجاف التي تصيبها. وقالت ميركل إنها بحالة جيدة، وأضافت: "كإنسانة فأنا أهتم للغاية على المستوى الشخصي بصحتي". وذكرت ميركل أنها ستخرج من الحياة السياسية بحلول عام 2021،وأضافت: "لكن آمل بعد ذلك أن تكون هناك حياة أخرى، وأن أوصلها بصحة".
وفي شأن الأزمة بين إيران والولايات المتحدة حول الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الغربية بالإضافة إلى روسيا والصين، أعربت المستشارة الألمانية ميركل عن قلقها إزاء التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران. وطالبت ميركل اليوم الجمعةالبحث عن حلول دبلوماسية، معيدة للأذهان أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق النووي الدولي مع إيران، بينما لم يفعل الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا ذلك. وقالت ميركل: "وعندما ينسحب طرف، ينشأ بالطبع موقف جديد. لكن: أرى أنه من السديد أن تفي إيران بالتزامها تجاه الاتفاق، لأنه لم ينسحب منه كافة الأطراف".
وذكرت ميركل أنه حتى عقب خروج الولايات المتحدة من الاتفاق، يمكن وينبغي أن يكون لإيران مصلحة في الالتزام به، وذلك "بإرسال إشارة بحسن النية للمجتمع الدولي".
وتحدثت ميركل أيضاً عن ملف البريكست وقالت إن اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيظل سارياً حتى عقب تعيين رئيس وزراء جديد لبريطانيا، موضحة في المقابل أن معضلة الحدود بين جمهورية إيرلندا وإيرلندا الشمالية المعروفة باسم "شبكة الأمان"، يمكن "تجاوزها".
ولأول مرة تطرقت ميركل في مؤتمرها الصحفي السنوي عن شأن داخلي لدولة حليفة مثل الولايات المتحدة واعتبرت أن تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة التي هاجم فيها أربع نائبات ديموقراطيات ينحدّرن من أقليات "تتعارض مع ما يجعل أميركا عظيمة"، وقدمت دعمها غير المشروط لهن. وقالت ميركل "أود أن أنأى بنفسي بحزم (عن هذه الهجمات) وأنا متضامنة مع النساء اللواتي تعرضن للهجمات".
ويتباين موقف ميركل مع سلوكها الاعتيادي إذ تتفادى التعليق على مسائل تمت إلى السياسة الداخلية لدول أخرى. غير أن مسألة العنصرية شديدة الحساسية في ألمانيا التي تحرص على الظهور كمثال لتقبل الآخرين على ضوء ماضيها النازي.
ح.ع.ح/خ.س(د.ب.أ)
ميركل تبلغ 65 عاماً.. محطات في حياة أستاذة الفيزياء ومستشارة ألمانيا
تُوصف بأنها أقوى زعماء أوروبا وأقوى امرأة في العالم، إنها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي تحتفل بعيد ميلادها الـ 65. ميركل أعلنت عن نيتها ترك السياسة في نهاية ولايتها في 2021. فيما يلي محطات هامة في حياتها.
صورة من: imago
الطفولة
هكذا كانت تبدو طفولة المرأة التي توجت خلال الأعوام الماضية بأقوى امرأة في العالم حسب قائمة مجلة فوربس الأمريكية. ترعرعت ميركل في أسرة بروتستانتية في مدينة تيمبلين بولاية براندنبورغ. وكان والدها يعمل كقس، في حين كانت الأم ربة بيت تعمل على رعاية أنغيلا واثنين من إخوتها الصغار.
صورة من: imago
جذور بولندية
الصورة تُظهر غريتا ولودفيغ جدة وجد ميركل، مع والدها هورست كاتسمرساك. كانت الأسرة تعيش في بوزنان ببولندا، ثم استقرت في وقت لاحق ببرلين. بعدها قامت العائلة بتغيير اسمها سنة 1930 إلى كازنر. عندما عرفت الجذور البولندية للمستشارة الألمانية سنة 2013، أثار ذلك اهتماماً كبيراً وخاصة في بولندا نفسها.
صورة من: picture-alliance/dpa
مرحلة الشباب
درست ميركل في براندنبورغ. هذه الصورة تظهر ميركل في مخيم "هيمل فوت" الصيفي بعد فترة وجيزة من حصولها على شهادة الثانوية العامة سنة 1973 بتفوق. وكانت المستشارة بارعة في اللغة الروسية والرياضيات. وخلال فترة دراستها كانت ميركل أيضاً عضوا في منظمة الشباب الاشتراكي، وهي أول مستشارة لألمانيا نشأت في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
التفوق الدراسي
بعد حصولها على شهادة التعليم الثانوي بدأت ميركل دراسة الفيزياء في جامعة لايبزيغ. بعدها مباشرة بدأت بالعمل في أكاديمية العلوم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه في مجال تفاعلات التحلل الكيمائي. في هذه الصورة تظهر ميركل في عاصمة تشيكوسلوفاكيا السابقة، براغ، مع الاستاذ المشرف على عملها.
صورة من: picture-alliance/dpa
ولوج عالم السياسة
لم تنخرط ميركل في الحياة السياسية، إلا بعد سقوط حائط برلين في عام 1989، حيث عملت في البداية في المساعدة على ربط أجهزة الحاسوب في مكتب حزب ديمقراطي جديد ثم التحقت فيما بعد بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل شهرين من توحيد ألمانيا. بعد تجاوزها عقبات سياسية وجدت نفسها آنذاك قريبة من المستشار الألماني هلموت كول، الذي يعتبر بمثابة الأب الروحي والراعي، الذي فسح لها المجال لتولي أعلى المناصب.
صورة من: Reuters
أول مستشارة
في سنة 1998 اقترح رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي آنذاك فولفغانغ شويبله، ميركل لتولي منصب الأمين العام للحزب. وبعد أربع سنوات أصبحت ميركل رئيسة للحزب. وفي سنة 2005 فازت مع حزبها بالانتخابات لتصبح أول مستشارة لتخلف بذلك غيرهارد شرودر المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: Reuters/I. Kalnins
عشقها للموسيقى
تظهر ميركل في هذه الصورة، التي أثارت ضجة إعلامية كبيرة في ألمانيا، في افتتاح دار الأوبرا في أوسلو برفقة رئيس الوزراء آنذاك ينس شتولتنبرغ. وتعرف ميركل بعشقها للموسيقى الكلاسيكية، حيث تحضر العديد من حفلات هذا النوع من الموسيقى.
صورة من: Bjorn Sigurdson/AFP/Getty Images
"ماما ميركل"
تمكنت المستشارة ميركل أو "ماما ميركل" كما يلقبها الألمان من كسر العديد من الصور النمطية، فهي تعد أول امرأة قادمة من شرق ألمانيا تتولى منصب المستشار باعتبارها زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أحد أبرز الأحزاب السياسية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
اللاجئون وسياسة الأبواب المفتوحة
قررت ميركل عام 2015 بفتح الأبواب أمام اللاجئين، لكن هذا القرار لم يلاقي نفس الترحيب من جانب كل السياسيين الألمان، إذ ظهرت بوادر خلاف داخل الائتلاف الحكومي في البلاد وانتقد مسؤولون سياسة ميركل الخاصة باللجوء معربين عن مخاوف أمنية وقلق من اختلال التوازن الثقافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
شعبية تخطت حدود ألمانيا
شعبية المستشارة تجاوزت الحدود الألمانية، وألهمت عشرات الفنانين حول العالم. هذه الصورة الشخصية لميركل تعود لعام 2017 لمجلة "فوغ" المختصة بالموضة رسمتها الفنانة الأمريكية إليزابيث بيتون. الصورة تُظهر ميركل كفتاة شابة. ترسم الفنانة بيتون صوراً شخصية صغيرة لمطربي البوب وللأشخاص المهمين تاريخياً ومن يعيشون أيضاً في الوقت الحالي، وغالباً ما ترسم شخصياتها بشعر فاتح اللون وتظهر مميزات وجههم الجميلة.
صورة من: Elizabeth Peyton
الفن يخلد ميركل
خلدت المصورة الفوتوغرافية هيرلينده كولبل المستشارة ميركل في مجموعتها التي أسمتها "آثار السلطة". كما خلدت أيضاً المستشار السابق غيرهارد شرودر ووزير الخارجية الأسبق يوشكا فيشر في مجموعات أخرى. صورت المصورة ضمن دراسة "تحول البشر بسبب السلطة" 15 شخصية مهمة من عالمي السياسة والاقتصاد في الفترة ما بين عامي 1991 و1998.
صورة من: Herlinde Koelbl
صعود اليمين الشعبوي
خسرت ميركل وتحالفها الحزبي آلاف الأصوات في انتخابات عام 2017 وباءت المحاولة الأولى لتشكيل ائتلاف حكومي موسع بالفشل. الأمر، الذي أدخل البلاد في أزمة كبرى وتبقى دون حكومة لمدة ستة أشهر.
صورة من: Reuters/A. Schmidt
مستشارة للمرة الرابعة
بعد مفاوضات عصيبة مع الاشتراكيين تم تشكيل تحالف أفضى لإعادة انتخاب ميركل مستشارة لألمانيا لفترة ولاية رابعة. لكن المستشارة، التي أكملت عامها الـ 65، أعلنت نيتها ترك السياسة في نهاية ولايتها في عام 2021.
صورة من: picture alliance/Photoshot/S. Yuqi
ارتجاف ميركل يثير تساؤلات
أذكت نوبات الارتعاش التي أصابت ميركل مؤخراً خلال عدة مناسبات عامة، الجدل بين بعض أعضاء حزبها بشأن ما إذا كان على المستشارة تسليم السلطة في موعد قبل التاريخ المقرر في 2021. لكن المستشارة الألمانية، علقت على حادث ارتجافها العلني للمرة الثالثة أثناء مراسم استقبال رئيس الوزراء الفنلندي، أنتي رينه، مؤكدة أن حالتها الصحية بخير.
إعداد: إيمان ملوك