ميركل: أوروبا موَّحدة هي الضمانة للسلام والحرية، واليورو أساس ازدهارنا
٣١ ديسمبر ٢٠١٠افتتحت المستشارة أنغيلا ميركل خطابها بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة بالعودة عاماً إلى الوراء والوقوف على الوضع الاقتصادي الألماني المتدهور في أعقاب الأزمة المالية العالمية التي اجتاحت العالم في نهاية عام 2008.
وأضافت ميركل: "دعوني أكون صريحة للغاية: عندما جلست أمامكم وألقيت خطاب رأس السنة العام الماضية، كنت أنظر للمستقبل بثقة، لكن بمشاعر مختلطة، لأن بلادنا كانت في قلب أزمة مالية واقتصادية ... لقد تغلبت ألمانيا على الأزمة أفضل من أي دولة تقريباً. لقد خرجنا من الأزمة أقوى من ذي قبل".
مصير اليورو مرتبط بألمانيا
وتابعت المستشارة الألمانية بالقول إن ألمانيا قادت الأمم الأوروبية اقتصادياً، بينما لا تزال بعض الدول تصارع مشاكلها الاقتصادية حتى اليوم، الأمر الذي أدى إلى تفشي البطالة والخوف على مستقبل العملة الأوروبية الموحدة.
لكن ميركل دافعت عن اليورو في خطابها، وأكدت أنه متشابك مع "رخاء ألمانيا". وأوضحت أن "أوروبا تواجه الآن اختباراً كبيراً، لذا يجب علينا أن نقوي اليورو. الأمر لا يتعلق بأموالنا، لأن اليورو يمثل لنا أكثر من مجرد عملة ... نحن الأوروبيون، لحسن الحظ، متحدون. أوروبا المتحدة هي الضمانة للسلام والحرية، واليورو يمثل أساس ازدهارنا".
وقارنت ميركل بين الجهود الألمانية للخروج من الأزمة الاقتصادية وإنجازات المنتخب الألماني لكرة القدم، الذي حصل على المركز الثالث في تصفيات كأس العالم التي أقيمت الصيف الماضي في جنوب أفريقيا، إذ قالت: "لقد أظهر منتخبنا الوطني (لكرة القدم) المزايا التي تجعلنا أقوياء: الاجتهاد، والانضباط، والقدرة على التخيل، والجودة التقنية ذات المعايير العالية".
ألمانيا لن تسنى قتلاها في أفغانستان
هذا وحظي التواجد الألماني العسكري في أفغانستان خلال العام المنصرم بانتباه الرأي العام والتغطية الإعلامية في ألمانيا، وذلك بسبب الجدل القائم حول تغيير سياسة التجنيد الإلزامي في الجيش الألماني، ومستقبل دور القوات الألمانية في إطار قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) المتواجدة في أفغانستان.
في هذا السياق بعثت المستشارة الألمانية بتعازيها مجدداً لعائلات الجنود الألمان التسعة الذين قتلوا في أفغانستان هذا العام، مضيفة أنه "بالرغم من عدم وجود كلمات أستطيع بها تخفيف الآلام التي تشعر بها عائلات وأصدقاء أولئك الذين فقدوا حياتهم، لكنني أريد أن أقول لهم من أعماق قلبي: إننا لن ننساهم".
واختتمت المستشارة خطابها بنظرة خاطفة على السنة المقبلة، داعية المواطنين الألمان إلى التضامن مع بعضهم البعض، وأن يطمحوا للمزيد، ويعيشوا حياة أفضل تدعم التواصل الاجتماعي في المجتمع الألماني.
كما واقتبست ميركل الفيلسوف كارل بوبر بقولها: "أبواب المستقبل مفتوحة على مصراعيها. هذا كله يعتمد علينا جميعاً. وفي هذا السياق، دعونا ننظر إلى السنة المقبلة بأفكار، وفضول، ورغبة في إيجاد حلول للتحديات الجديدة".
(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي