ميركل: أوروبا وألمانيا قادرتان على التحكم في أزمة اللاجئين
١٤ ديسمبر ٢٠١٥
أكدت المستشارة أنغيلا ميركل أنّ أوروبا وألمانيا قادرتان على اجتياز أزمة اللاجئين. جاء ذلك في خطابها أمام المؤتمر العام للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ، وسط جدل كبير حول السياسة التي تنتهجها تجاه أزمة اللاجئين.
إعلان
أبدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قدرا من التفاؤل بشأن قدرة الاتحاد الأوروبي وألمانيا على التعامل مع أزمة اللاجئين، وقالت في مدينة كارلسروه اليوم (الاثنين 14 ديسمبر/ كانون الأول 2015) في كلمة ألقتها أمام المؤتمر العام للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه "نسعى لأن تكون أوروبا قادرة على اجتياز هذا الامتحان، وأنا مقتنعة بأنها ستجتازه". وعادت ميركل وجددت مقولتها "نحن قادرون على ذلك" بشأن أزمة اللاجئين لأن ذلك يعتبر جزء من الهوية الألمانية، مذكرة نجاح البلاد في إعادة عملية البناء بعد كارثة الحرب العالمية الثانية.
ويدعو الاتحاد المسيحي الاشتراكي، حليف ميركل البافاري إلى تحديد سقف لعدد المهاجرين وهو يتصدى لها باستمرار منذ أن قررت في نهاية الصيف فتح أبواب ألمانيا أمام اللاجئين الفارين من الحرب. بالتالي وصف المعلقون السياسيون انعقاد المؤتمر باعتباره أحد أهم الأحداث في المسيرة السياسية للمستشارة التي أتمت مؤخرا وهي في سن الواحد والستين سنواتها العشر على رأس الحكومة. ومع إقرارها بان أزمة اللاجئين الحالية هي "المسالة الأكثر تعقيدا" منذ توليها الحكم، شددت أنغيلا ميركل في المقابل على ضرورة إيجاد حلول أوروبية وليس ألمانية لهذه الأزمة التي تهز الاتحاد الأوروبي برمته.
ومن المحطات الهامة التي ستتخلل مؤتمر الاتحاد المسيحي الديمقراطي في مدينة كارلسروه ، النقاش حول مذكرة تدعو إلى اتخاذ "تدابير فعالة" للحد بشكل كبير من تدفق طالبي اللجوء. وبعدما كان هذا الإجراء موضع نقاشات حادة في الأيام الأخيرة، من المتوقع أن يلخص موقف انغيلا ميركل بالدعوة إلى تحرك أوروبي مشترك ولا سيما على الحدود اليونانية التركية، بوابة الدخول الرئيسية للمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي.
ميركل تدافع عن سياسة الأبواب المفتوحة تجاه اللاجئين
ردا على الانتقادات التي وجهت إليها، دافعت المستشارة ميركل في لقاء خاص مع القناة الألمانية الأولى (ARD) عن سياستها تجاه اللاجئين وقبول من يأتي منهم من سوريا والعراق وأريتريا ودول أخرى. فيما يلي عرض لأهم أجوبتها.
صورة من: Reuters/F. Bensch
"نعم، لدي خطة لمواجهة أزمة اللاجئين". هكذا ردت ميركل على انتقادات سياسيين من حزبي حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي حول غياب خطة لحل أزمة اللاجئين. الكاتب: عبد الرحمان عمار
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
"هل تعتقدين أن اللاجئين يغادرون بلدهم من أجل التقاط سلفي مع المستشارة؟". كان هذا جواب ميركل على الصحفية حين سألتها: "هل صور السلفي مع اللاجئين هي ما يدفعهم إلى القدوم إلى ألمانيا؟".
صورة من: picture-alliance/dpa/B. v. Jutrczenka
"ألمانيا بلد يستقبل اللاجئين بود، وأنا فخورة بذلك". هكذا أجابت المستشارة على سؤال حول ما إذا كان السياسة المفتوحة لألمانيا تجاه اللاجئين خطأ سياسيا.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
"لا يمكن إغلاق الحدود (...) ولم نوقف عملية استقبال اللاجئين". جواب ميركل على السؤال: كيف يمكن الحيلولة دون تدفق أعداد هائلة من اللاجئين على ألمانيا وأوروبا؟.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
"ليس هناك أي معنى لتقديم وعود لا أستطيع الوفاء بها". كان هذا جواب ميركل حين سئلت إلى متى ستستمر أزمة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
5 صورة1 | 5
وكانت برلين في طليعة الداعين إلى تقارب مع أنقرة لمحاولة إبقاء أكثر من مليوني لاجئ سوري فروا من بلادهم منذ اندلاع النزاع في مخيماتهم في هذا البلد. وقالت ميركل مساء أمس متحدثة لشبكة "ايه ار دي" التلفزيونية "نريد أن نخفّض بشكل كبير عدد المهاجرين، ليس من خلال تدابير وطنية أحادية بل عبر إجراءات دولية وأوروبية بالمقام الأول".
في موضوع آخر دافعت ميركل عن فرض عقوبات أوروبية ضد روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية. وقالت إن الاتحاد الأوروبي تصرف بصورة مشتركة عندما تعلق الأمر بالدفاع عن "مبادئ أساسية لنظام السلام الأوروبي". وذكرت أن بلادها كانت تتمنى علاقات جيدة مع روسيا، مؤكدة أنه "يتعين الالتزام بمبادئنا". من ناحية أخرى، أشادت ميركل بالتضامن الألماني-الفرنسي عقب الهجمات الإرهابية على مقر مجلة "شارلي إبدو"الفرنسية الساخرة في باريس. وذكرت ميركل أن المواطنين لم يسمحوا رغم ذلك "للمنطق المريض" للإرهابيين الإسلاميين بشق المجتمع، مضيفة أنهم وقفوا سويا في مظاهرات ضد ذلك، وقالت: "كان هذا إشارة مهمة".
من ناحية أخرى، ذكرت المستشارة أنه بالرغم من تحقيق بعض النجاحات مثل نمو اقتصادي قوي في إسبانيا أو أيرلندا، فإن أزمة اليورو لم يتم تجاوزها بالكامل حتى الآن.
ح.ز/ م.م (د.ب.أ)
ميركل المستشارة القوية التي "لا تُهزم"
أنغيلا ميركل عملت في مطلع حياتها نادلة خلال دراستها للفيزياء في ألمانيا الشرقية، لم يتحقق حلمها بأن تصبح معلمة لكنها أصبحت أول مستشارة في تاريخ ألمانيا. ميركل التي"لا تُهزم" تقود حزبها منذ 17 عاما وعينها على ولاية رابعة.
صورة من: Imago/R. Wölk
بعد إعلانها ترشحها لولاية جديدة عام 2017، ترشحت ميركل لرئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي بعد 17 عاما من زعامته. وطيلة عقد ونيف من حكمها وُصفت ميركل بالمستشارة القوية التي "لا تُهزم".
صورة من: Imago/R. Wölk
بعد إعلانها ترشحها لولاية جديدة عام 2017، أعيد انتخاب ميركل كرئيسة للحزب المسيحي الديمقراطي بعد 17 عاما من زعامته، وذلك في مؤتمره العام المنعقد الثلاثاء 06 ديسمبر كانون الأول 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
هكذا كانت تبدو طفولة المرأة التي توجت خلال الأعوام الماضية بأقوى امرأة في العالم حسب قائمة مجلة فوربس الأمريكية... إنها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
صورة من: imago
ترعرعت أنغيلا ميركل في أسرة بروتستانتية في مدينة تيمبلين بولاية براندنبورغ. وكان والدها يعمل كقس، في حين كانت الأم ربة بيت تعمل على رعاية "إنجي" واثنين من إخوتها الصغار. ولم يكن أحد يعتقد أن أنغيلا دوروثيا كازنر، ستصبح أقوى امرأة في العالم. ولكن صفات كالاجتهاد والموضوعية وضبط النفس والتواضع كانت وراء هذا النجاح الخارق.
صورة من: Reuters/I. Kalnins
تعد ميركل من أكثر المتابعين لمنتخب بلادها لكرة القدم، إذ كانت من أبرز الحاضرين في نهائي كأس العالم بين ألمانيا والأرجنتين في البرازيل. وقد تفاعلت المستشارة مع مجريات المباراة، لتتوجه بعدها إلى غرفة تغيير ملابس اللاعبين وأخذت صورا تذكارية معهم، معبرة عن فخرها بالمنتخب الألماني وإنجازاته.
صورة من: Reuters
تظهر هذه الصورة غريتا ولودفيغ جدي المستشارة الألمانية، مع والدها هورست كاتسمرساك. كانت الأسرة تعيش في بوسن ببولندا، ثم استقرت في وقت لاحق ببرلين. بعدها قامت العائلة بتغيير اسمها سنة 1930 إلى كازنر. وعندما عرفت الجذور البولندية للمستشارة الألمانية سنة 2013، أثار ذلك اهتماماً كبيراً وخاصة في بولندا نفسها.
صورة من: picture-alliance/dpa
درست ميركل في براندنبورغ. هذه الصورة تظهر ميركل في مخيم "هيمل فوت" الصيفي بعد فترة وجيزة من حصولها على شهادة الثانوية العامة سنة 1973 بتفوق. وكانت المستشارة بارعة في اللغة الروسية والرياضيات. وخلال فترة دراستها كانت ميركل أيضاً عضوا في منظمة الشباب الاشتراكي، وهي أول مستشارة لألمانيا نشأت في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد حصولها على شهادة التعليم الثانوي بدأت ميركل دارسة الفيزياء في جامعة لايبزيغ. بعدها مباشرة بدأت بالعمل في أكاديمية العلوم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه في مجال تفاعلات التحلل الكيمائي. وفي ذلك الوقت التقت بزوجها الأول أولريش ميركل، الذي قال عنها إنها كانت تحب السفر. في هذه الصورة تظهر ميركل في العاصمة التشيكية براغ.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد انفصال ميركل عن زوجها الأول زاد اهتمامها بالمجال السياسي، حيث انخرطت في الحزب المسيحي الديمقراطي. وبعد تجاوزها للعديد من العقبات السياسية وجدت نفسها آنذاك قريبة من المستشار الألماني هلموت كول، الذي يعتبر بمثابة الأب الروحي والراعي، الذي فسح لها المجل لتولي أعلى المناصب.
صورة من: Reuters
في سنة 1998 اقترح رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي آنذاك فولفغانغ شويبله، ميركل لتولي منصب الأمين العام للحزب. وبعد أربع سنوات أصبحت ميركل رئيسة للحزب. وفي سنة 2005 فازت مع حزبها بالانتخابات لتصبح أول مستشارة لتخلف بذلك غيرهارد شرودر المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: Reuters
علاقة المستشارة الألمانية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تكن حارة، كما كان الحال عليه بين الرئيس الروسي وسلف ميركل، غيرهارد شرودر، وذلك حتى قبل أزمة القرم. ولكن بوتين يكن لها احتراماً كبيراً، وكلاهما يتحدث اللغة الألمانية والروسية بطلاقة.
صورة من: Reuters/G. Dukor
تظهر ميركل في هذه الصورة، التي أثارت ضجة إعلامية كبيرة في ألمانيا، في افتتاح دار الأوبرا في أوسلو برفقة رئيس الوزراء آنذاك ينس شتولتنبرغ. وتعرف ميركل بعشقها للموسيقى الكلاسيكية، حيث تحضر العديد من حفلات هذا النوع من الموسيقي.
صورة من: Bjorn Sigurdson/AFP/Getty Images
تمكنت المستشارة ميركل أو "ماما ميركل" كما يلقبها الألمان من كسر العديد من الصور النمطية، فهي تعد أول امرأة قادمة من شرق ألمانيا تتولى منصب المستشار باعتبارها زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أحد أبرز الأحزاب السياسية في ألمانيا. الكاتبة الألمانية جولي زيه خصصت لها قطعة مسرحية بعنوان "Mutti" أي "الماما".
صورة من: picture-alliance/dpa
تزايدت شعبية ميركل بين السوريين والعرب بعد فتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين، لكن هذا القرار لم يلاقي نفس الترحيب من جانب السياسيين الألمان، إذ ظهرت بوادر خلاف داخل الائتلاف الحكومي في البلاد وانتقد مسؤولون سياسة ميركل الخاصة باللجوء معربين عن مخاوف أمنية وقلق من اختلال التوازن الثقافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka