ميركل: اتهامات التجسس الأمريكية تهدد اتفاقية التجارة الحرة
قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن مزاعم التجسس واسع النطاق من قبل المخابرات الأمريكية على دول أوروبية تهدد المفاوضات الرامية إلى إقامة منطقة تجارة حرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ورأت ميركل، في كلمتها أمام البرلمان الألماني (البوندستاغ) الاثنين (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013)، أن هذه الاتهامات "خطيرة" وطالبت بضرورة توضيح حقيقتها "والأهم من ذلك هو ضرورة بناء شعور بالثقة من أجل المستقبل".
واعتبرت المستشارة الألمانية أن الاتهامات الموجهة لوكالة الأمن القومي الأمريكية بتنفيذ عمليات تجسس واسعة في أوروبا، بما فيها ألمانيا "وضعت محادثات المنطقة الحرة والعلاقات بين أوروبا وواشنطن على المحك".
وكان البوندستاغ قد عقد جلسة استثنائية لمناقشة فضيحة التجسس الأمريكية، بطلب من المعارضة البرلمانية المكونة من حزبي اليسار والخضر. وأشارت ميركل إلى أن المعلومات حول تنصت المخابرات الأمريكية على هاتفها المحمول تهدد اتفاقية حول حرية التبادل "بسبب الشبهات حول قيام الولايات المتحدة بجمع ملايين البيانات".
هذا وانتقد جزء من المعارضة خيار الحكومة الألمانية بعدم استقبال المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكية، إدوارد سنودن، الذي يقف وراء كشف المعلومات حول أنشطة التجسس الأمريكية، في ألمانيا، إذ خاطب النائب عن الخضر، هانز كريستيان شتروبيله، ميركل بالقول: "هل فكرت ولو للحظة بشكر سنودن؟ بفضله لم يعد هناك تنصت على هاتفك المحمول".
وأضاف شتروبيله، الذي التقى سنودن في مكان سري بروسيا أواخر أكتوبر/ تشرين الأول: "إننا بحاجة لسنودن لكشف كل الحقيقة في ألمانيا"، واصفاً إياه بـ"الشاهد الأساسي"، ومشدداً على "وجوب قدومه إلى ألمانيا والإدلاء بشهادته أمام القضاء ولجنة برلمانية".
كما وجه رئيس الكتلة البرلمانية لليسار، غريغور غيسي، انتقادات شديدة للمستشارة ميركل ولإدارتها للعلاقات مع الولايات المتحدة، قائلاً: "ليس باعتماد موقف جبان نبني صداقة"، معتبراً أن ألمانيا ستكون "بلداً يتمتع بسيادة فقط عندما نستمع إلى سنودن ونمنحه حق اللجوء ونضمن له إقامة آمنة".
وتشير استطلاعات للرأي في ألمانيا إلى أن الألمان يميلون إلى منح سنودن حق اللجوء، إذ عبر 46 في المئة عن رأي إيجابي، مقابل 14 في المئة عن رأي سلبي. واعتبر 60 في المئة سنودن بطلاً، في حين رأى 14 في المئة فقط أنه مجرم.
ي.أ/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب)