ميركل: الردع العسكري هو اللغة الوحيدة التي يفهمها بوتين
٨ يونيو ٢٠٢٢
أكدت ميركل أن الردع العسكري هو اللغة الوحيدة التي يفهمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نافية مسؤوليتها عن عدم الاستثمار في تجهيز الجيش الألماني وحملتها بشكل غير مباشر للحزب الاشتراكي الديمقراطي.
إعلان
أعربت المستشارة الألمانية السابقة انغيلا ميركل عن تأييدها لتعزيز الردع العسكري في مواجهة روسيا.
وقالت ميركل في مقابلة بثتها محطة "فونيكس" التلفزيونية مساء الثلاثاء (الثامن من يونيو/حزيران 2022) عن الردع العسكري:" هذا هو اللغة الوحيدة التي يفهمها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
"هجوم وحشي"
وأدانت ميركل بشدة الحرب الروسية على أوكرانيا. وقالت إن هذا " هجوم وحشي لا يراعي القانون الدولي ولا عذر له"، وأعربت عن اعتقادها بأن الهجوم خطأ كبير من جانب روسيا، مشيرة إلى عدم النجاح في خلق هيكل أمني يمنع الحرب. واستبعدت ميركل القيام في الوقت الراهن بالوساطة بين روسيا وأوكرانيا.
جاء ذلك في ندوة نظمتها دار نشر "أوفباو" ومسرح "برلينر انزيمبل"، حيث أجرت ميركل محادثة مع الكاتب الكسندر اوزانغ الصحفي بمجلة "دير شبيغل" والذي كان قد كتب مراراً مقالات تعريفية عن ميركل.
وكانت ميركل قد أكدت الأسبوع الماضي على دعمها لجميع جهود الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ومجموعة السبع والأمم المتحدة من أجل "وقف حرب العدوان البربرية من جانب روسيا".
وفي ردها على سؤال حول ما إذا كانت ستتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قالت ميركل في برلين مساء اليوم الثلاثاء:" ليس لدي انطباع بأن هذا سيفيد في الوقت الراهن"، وأضافت: " من وجهة نظري هناك القليل من الأمور التي يمكن مناقشتها".
في الوقت نفسه، نوهت ميركل إلى أنها يمكنها أن تتدخل فقط في حال طلبت الحكومة الألمانية منها ذلك"، وقالت:" تفهمي لطبيعة الموقع الذي أشغله هو أنني لن أفعل شيئاً لا تطلبه مني الحكومة الألمانية".
ونفت ميركل مسؤوليتها عن عدم الاستثمار في تجهيز الجيش الألماني وحملتها بشكل غير مباشر للحزب الاشتراكي الديمقراطي (الذي ينتمي إليه المستشار الحالي أولاف شولتس)؛ وهو الحزب الذي كان يشارك تحالف ميركل المسيحي في الحكومة الألمانية السابقة.
وقالت ميركل:" أنا الآن سعيدة للغاية بأننا قررنا أخيراً بعد أن أصبح لدى العالم كله طائرات مسيرة مسلحة، أن نشتري بعضاً منها أيضا. كما أنني لم أكن أنا السبب في الفشل في وجود أشياء معينة أخرى، وكان هناك صراع شديد للغاية للاستثمار في الردع العسكري".
وينتظر الجمهور بشغف من بين أمور أخرى، تصريحات ميركل عن سياساتها تجاه روسيا وعلاقتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
ودائماً ما حافظت ميركل خلال توليها منصب مستشارة ألمانيا على خيط التواصل مع بوتين رغم نفورها منه.
غضب من واشنطن بسبب نورد ستريم 2
وكشفت ميركل عن نشوب خلاف سابق مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بخطنورد ستريم 2.
وقالت إنها غضبت بشدة بعد فرض الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس جو بايدن عقوبات على الشركات العاملة في خط نورد ستريم 2، مشيرة إلى أن مثل هذا الإجراء يمكن عمله مع إيران لكن ليس مع حليف.
ووصفت ميركل الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة في الصيف الماضي بأنه كان بمثابة "نقلة نوعية".
كانت الولايات المتحدة وألمانيا تمكنتا في تموز/يوليو الماضي من تسوية خلاف طويل الأمد حول خط نورد ستريم2 حيث أعلنت الولايات المتحدة تخليها عن فرض عقوبات جديدة على المشروع، كما تضمن بيان الاتفاق تحذير روسيا من استخدام الطاقة كـ"سلاح" سياسي.
ونص البيان على أنه في هذه الحالة سيصبح المشروع محل شك؛ وأعربت ميركل عن اعتقادها بأن هذه الحالة تحققت بهجوم روسيا على أوكرانيا.
وكانت الحكومة الألمانية برئاسة المستشار الحالي أولاف شولتس أوقفت التصديق على نورد ستريم 2 بعد الغزو الروسي.
الحياة بعد "المستشارية"
ميركل أكدت خلال اللقاء أن لديها "ثقة كاملة" في الحكومة الألمانية الجديدة وخليفتها المستشار أولاف شولتس. وقالت ميركل خلال اللقاء إن الانتقال الحكومي سار بشكل جيد للغاية، وأشارت إلى أن الحكومة الجديدة بها أشخاص ليسوا من "القادمين الجدد" ويعرفون المعطيات القائمة.
وكانت المستشارة الألمانية السابقة قد تخلت عن الترشح لولاية جديدة بعد 16 عاماً قضتها في حكم ألمانيا، وقالت ميركل إنه كان قد اتضح لها تماماً أنها كانت اللحظة المناسبة للتوقف.
وفي ردها على سؤال عن حالتها، قالت ميركل إن حالتها جيدة على المستوى الشخصي لكنها قالت إنها مشغولة للغاية بـ " نقطة التحول" التي أحدثتها الحرب الروسية على أوكرانيا، وأضافت أنها تشعر في بعض الأحيان بالحزن.
وتحدثت ميركل عن قضاء رحلات طويلة في الشتاء على بحر البلطيق وقالت إنها استمعت إلى العديد من المدونات الصوتية. وتابعت ميركل أنها لم تشعر بالملل وأنها شغلت الأيام بشكل جيد للغاية، مشيرة إلى أنها في الماضي لم يكن لديها سوى "مواعيد ومواعيد ومواعيد"، وقالت إنها تأقلمت مع المرحلة الجديدة من حياتها بشكل ممتاز.
وقالت ميركل في الشهور القليلة الماضية إنها لا ترغب في التحدث علنا كسياسية متقاعدة لا يتعين عليها أن تتدخل من الهامش.
يذكر أن هذه هي أول مرة ترد فيها ميركل على أسئلة صحفي منذ نهاية مدة مستشاريتها.
ع.ح./ع.ش. (د ب أ)
نهاية حقبة المستشارة ميركل ـ 16 عاماً على دفة القيادة
بعد 16 عاما من وجودها في السلطة وإجراء الانتخابات البرلمانية في عام 2021 تنتهي حقبة أنغيلا ميركل. قادت أربع حكومات وأدارت أزمات صعبة بحنكة سياسية أبهرت العالم وكانت أول امرأة في تاريخ بلادها تشغل منصب مستشارة ألمانيا.
"تلميذة كول"
كان المستشار الألماني الأسبق، هيلموت كول، يطلق على أنغيلا ميركل، لقب "تلميذة". لم تخرج ميركل من عباءته إلا بعد فترة طويلة في عام 2001، عندما كان الحزب المسيحي الديمقراطي CDU في المعارضة، وكانت ميركل زعيمة الحزب، غير أن فرصتها الكبيرة لم تأت إلا عام 2005.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Altwein
بداية متعثرة
بفارق ضئيل فاز الاتحاد المسيحي الديموقراطي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU على الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD بقيادة المستشار غيرهارد شرودر في انتخابات عام 2005. سجل الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة المرشحة لمنصب المستشارة، أنغيلا ميركل أسوأ نتيجة له منذ عام 1949. هذه الظروف كانت لا تبدو جيدة في بداية مشوار أي مستشار جديد، لكن ميركل سرعان ما ثبتت أقدامها بين كبار الساسة.
صورة من: dpa
أول مستشارة في تاريخ ألمانيا
في نهاية المطاف، أتفق التحالف الاتحاد المسيحي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي تشكيل تحالف كبير. شرودر هنأ المستشارة الجديدة أنغيلا ميركل، التي تم انتخابها في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2005 من قبل البرلمان الألماني كأول مستشارة امرأة في تاريخ ألمانيا، وأصغر سياسية، والأولى من ألمانيا الشرقية سابقا، وأول عالمة فزياء في هذا المنصب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Reiss
الهيمنة على المشهد السياسي
تمكنت ميركل من الهيمنة على الساحة السياسة بسرعة. في قمة مجموعة الثماني في عام 2007، استقبلت رؤساء دول وحكومات أهم سبع دول صناعية وروسيا في منتجع هيليغيندام على بحر البلطيق، ومازحت الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش (إلى اليسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من الناحية الجيوسياسية، فقد كانت أجواء عالم السياسية في هذه الفترة أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
صورة من: AP
لعبة الألوان والسياسة
مظهر وأزياء المستشارة، ملفتة للنظر أيضاً، فهي دائما ما تطل بسترات ذات ألون معينة وعادة ما يظل لون البناطيل التي ترتديها غامق اللون، وما يتغير هو لون السترة فقط. بسبب تغير الألوان هذا، يعتقد الخبراء أنهم يستطيعون معرفة الحالة المزاجية للمستشارة أو الرسالة التي تحاول نقلها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
الأكثر شعبية داخل الاتحاد الأوروبي
في بداية الأزمة المالية، صعدت شعبية ميركل بسرعة وتحولت إلى رقم واحد بلا منازع في الاتحاد الأوروبي. هنا في خريف عام 2008، تظهر ميركل بابتسامة لطيفة أمام اثنين من مفتولي العضلات على المسرح الأوروبي، الرئيس الفرنسي آنذاك، نيكولا ساركوزي (في المقدمة) ورئيس الوزراء الإيطالي في ذلك الحين، سيلفيو برلسكوني.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Cerles
التعامل مع الأزمة المالية
عندما ازدادت ديون العديد من الدول الأوروبية، وأصبحت العملة الموحدة في خطر، وافقت ميركل على مساعدات مكثفة، لكنها في المقابل طالبت بإجراءات تقشفية في البلدان المعنية، ما أثار نقمة على ميركل هناك أعاد الذكريات المرة، خاصة في اليونان، حيث قارنت الصحف اليونانية تعاملها بالاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Panagiotou
منبر الشعب
هي متحدثة متمكنة، حب الظهور لا يعنيها كثيراً، غالباً ما تبدو صلبة، وحازمة في سياستها، لكن أسلوبها الرصين والواقعي والمتواضع يروق للكثيرين، وإلا لما كانت ستستطيع أن تدير الأمور في بلادها كل هذه السنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gentsch
"ماما ميركل"
في مرحلة ما اطلق عليها لقب "ماما ميركل". وطبعا ليس المقصود الأم بل أم الأمة، إنه نوع من السخرية أو المحبة وهو تقليد قديم. إذ لم يعد هذا الوصف يستخدم من قبل الصغار اليوم. الأم تعطي الاهتمام والعناية، ما يبدد الخوف. أما الجانب السلبي لهذا الوصف، هو أن الأطفال يبقون دائماً أطفالًا ولا يحب الجميع هذا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
"يمكننا فعل ذلك"
أكثر ما اشتهرت به أنغيلا ميركل، هو جملتها الشهيرة "يمكننا فعل ذلك"، التي قالتها إبان موجة اللاجئين.، عندما أبقت الحدود مفتوحة أمام اللاجئين والمهاجرين في عامي 2015 و2016. لذلك اعتبرها البعض بمثابة قديسة لكن البعض الآخر أنتقدها بشدة. الانقسام في تقييم سياستها تجاه اللاجئين ما يزال قائما حتى اليوم.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
"شخصية العام" 2015
في عام 2015 ، أطلقت مجلة "تايم" على ميركل لقب "شخصية العام" وحتى "مستشارة العالم الحر"، بسبب قدرتها على الإدارة في المواقف الصعبة، بدءاً من تعاملها مع الأزمة المالية العالمية ومروراً بأزمة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Time Magazine
ملهمة النساء
ميركل هي أول امرأة في المستشارية، لكنها لم تجعل من ذلك قضية سياسية كبرى لها، غير أنه بفضل دعمها كان لبعض النساء مسيرة مهنية بارزة في الحكومة الألمانية. من أبزر الأسماء النسائية البارزة في المشهد السياسي الحالي: أنغريت كرامب كارينباور (رئيسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي ووزيرة الدفاع)، و أورزولا فون دير لاين (رئيسة المفوضية الأوروبية)، وجوليا كلوكنر (وزيرة الزراعة).
صورة من: picture-alliance/M. Schreiber
المصلحة الوطنية
ميركل متحفظة ولا تظهر آراءها السياسية أو الشخصية بشأن رؤساء الدول والحكومات، وفي أغلب الأحيان تعبر عن آراء غامضة للغاية. هي تحرص في تعاملها على ما تقتضيه المصلحة الوطنية.
صورة من: picture-alliance/C. Hartmann
الغرور ليس من صفاتها
تعلم كم يبلغ ثمن لتر من الحليب!. حتى بعد سنوات من توليها منصب المستشارة، لم يغر ذلك شيئاً من أنغيلا ميركل. هنا في عام 2014 زارت أحد المحلات التجارية في برلين مع ضيفها المسؤول الصيني لي كه تشيانغ. لكنها شوهدت أيضا وهي تتسوق وحدها، كربة منزل.
صورة من: picture alliance/dpa/L.Schulze
سر حركة اليد المقبوضة
اشتهرت ميركل بحركة اليد المقبوضة، ولا أحد يعلم ما الذي تخفيه تلك الحركة. هي نفسها تقول إن الحركة تساعدها في الحفاظ على الجزء العلوي من جسمها مستقيماً ولا توجد رسالة أخرى من وراءها. على أي حال، استخدم الحزب المسيحي الديمقراطي حركة اليد على هذا الملصق الضخم خلال الحملة الانتخابية الألمانية لعام 2013 للتعبير عن الثقة والهدوء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Simon
حياة ميركل الخاصة
لا يُعرف سوى القليل عن حياة ميركل الخاصة. إنها لا تكشف الكثير عنها، وربما لا يهتم الناس بذلك. نعلم، على سبيل المثال، أن ميركل وزوجها يواخيم زاور، العالم الفيزيائي أيضاً (في الصورة) يقضيان كل سنة إجازة عيد الفصح في جزيرة إيشيا الإيطالية، لكن هذا لم يكن ممكنا هذا العام بسبب الجائحة.
صورة من: picture-alliance/ANSA/R. Olimpio
إدارة أزمة كورونا
لقد غير الوباء الكثير في ألمانيا، ليس فقط طقوس إجازة المستشارة. ولطالما تعرضت سياسة ميركل الجادة والموضوعية للانتقادات، لكن تعاملها مع الوباء قد سجل أيضاً أرقاماً قياسية جديدة في شعبيتها.
صورة من: Johanna Geron/Reuters
تراجع تأييد حزبها
في السنة الأخيرة من فترة ميركل، عانى تحالفها المسيحي من سلسلة من الفضائح، لكن أكثرها تأثيرا على صورته كانت فضيحة الكمامات بعد الكشف عن أن مسؤولين من الحزبين المسيحيين تلقوا أموالا ضخمة من شركات لأجل فوز هذه الأخيرة بصفقات أعلنتها الحكومة حول توريد الكمامات.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
دمية ميركل
تحولات مهمة في المشهد السياسي الألماني، أفرزتها نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وذلك بحلول حزبها ثانيا أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وقبيل رحيلها أقبل الألمان على شراء هذه الدمية والتي تذكر بحركة اليد التي اشتهرت بها.