اعتبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في خطاب بمناسبة حلول العام الجديد أن اللاجئين الذين تدفقوا بإعداد قياسية إلى ألمانيا يمثلون "فرصة" للبلاد، محذرة من أولئك "الممتلئة قلوبهم حقدا" الذين يريدون "إقصاء الآخرين".
إعلان
قالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في خطاب الى الأمة يبثه التلفزيون مساء اليوم (الخميس 31 ديسمبر/ كانون الأول 2015) "انأ مقتنعة بذلك: إذا أنجزت بالشكل الصحيح فان المهمة الكبرى الراهنة المتمثلة باستضافة ودمج هذا الكم من الناس تمثل فرصة للغد". وأضافت في خطابها الذي سجلته الأربعاء ووزع مكتبها نصه على وسائل الإعلام في اليوم نفسه، "قلما كان هناك عام وضعنا فيه أمام هذا القدر من تحدي المطابقة بين أقوالنا وأفعالنا".
وأقرت ميركل بان "تدفق هذا الكم من الناس حتما سيتطلب منا الكثير. هذا سيكلف مالا ويتطلب منا وقتا وقوة ولا سيما في ما يخص دمج أولئك الذي سيبقون هنا دائما". وتابعت المستشارة الألمانية "حتما سيتعين علينا مساعدة أولئك الباحثين عن ملجأ لدينا"، شاكرة مواطنيها على جهودهم "الاستثنائية" من اجل استضافة اللاجئين. وشددت ميركل على أن "المهم هو أن لا ننساق خلف أولئك الذين قلوبهم باردة أو ممتلئة حقدا والذين يعتبرون الهوية الألمانية حكرا عليهم ويريدون إقصاء الآخرين". وجددت المستشارة التأكيد على أن ألمانيا "بلد قوي" وسيتمكن من كسب هذا الرهان.
واستقبلت ألمانيا نحو 1,1 مليون طالب لجوء العام الحالي وهو رقم قياسي في تاريخ البلاد يزيد بخمسة أضعاف عن أعدادهم العام الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة "زاكسيشه تسايتونغ" الاربعاء نقلا عن أرقام رسمية غير معلنة. وقالت الصحيفة إن عدد طالبي اللجوء الذين وصلوا البلاد في كانون الأول/ديسمبر بلغ 125 ألف شخص، تم تسجيل 117 ألف منهم بحلول 29 كانون الأول / ديسمبر.
وانقسمت الآراء في ألمانيا وأوروبا عامة بين مؤيد ورافض لقرار ميركل في أيلول / سبتمبر فتح أبواب ألمانيا لأعداد قياسية من اللاجئين، نصفهم تقريبا من سوريا التي تمزقها الحرب. إلا أنها وفي مواجهة معارضة معسكر المحافظين ووسط المخاوف الشعبية من تدفق أعداد من اللاجئين تزيد عن 1% من عدد السكان البالغ 80 مليون، تعهدت ميركل باتخاذ خطوات لخفض عدد اللاجئين العام المقبل.
ح.ز/ ح.ح (أ.ف.ب)
أبرز المبادرات في ألمانيا لمساعدة اللاجئين الجدد
مع زيادة أعداد اللاجئين الوافدين على ألمانيا انطلقت عدة مبادرات ألمانية بهدف مساعدتهم ما عكس "ثقافة ترحيب" كبيرة. تلك المبادرات ساهمت في تخفيف حدة معاناة اللاجئين ومساعدة السلطات المعنية في تنظيم شؤونهم بشكل سليم وسريع.
صورة من: Reuters/M. Djurica
المحطة الأولى للوافدين الجدد كانت على الغالب محطة مدينة ميونيخ الرئيسية، حيث وقف أعداد كبيرة من المتطوعات والمتطوعين الألمان لاستقبال الناس والترحيب بهم وتقديم بعض الخدمات الأولية كزجاجات مياه الشرب لهم.
صورة من: Reuters/L. Barth
وكان جمع الملابس، وبينها حفاضات الأطفال، من المبادرات السريعة. التي أطلقها المتطوعون الألمان لمساعدة العائلات الوافدة مع أطفالها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
ومن المبادرات التي تفنن بها المتطوعون الألمان لمساعدة اللاجئين، تلك التي أطلقها مجموعة من الشباب في دورتموند تحت أسم "فريفونك" أي "الاتصال الحر" ومكنت اللاجئين من استخدام الانترنت مجاناً.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Thissen
ومن المبادرات الشخصية لمساعدة اللاجئين أيضاً، قدم المعماري غونتر رايشيرت خدمة تعليم القراءة والكتابة باللغة الألمانية لأطفال اللاجئين في مدينة نورينبيرغ. وعلى ضوء تلك المبادرة تأسست لأول مرة أول مكتبة لطالبي اللجوء سميت "أزولوتيك".
صورة من: picture alliance/dpa/T. Schamberger
وساهمت مؤسسة "كات تات دي أي" الخيرية في العاصمة برلين في تقديم خدمة الاستشارات العامة للاجئين وذلك بهدف حفظ حقوقهم وإرشادهم خلال العملية البيروقراطية في دوائر الدولة.
صورة من: picture alliance/dpa/G. Fischer
ولم يغيب دور الشركات الألمانية في الإسراع بتقديم تسهيلات وخدمات لدمج المهاجرين الجدد في سوق العمل، بينها تقديم دورات مهنية تأهيلية وزج البعض من اللاجئين في العملية الإنتاجية في المصانع لكسب الخبرة والمهارة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
ومن أبرز الشركات الألمانية التي ساهمت في مبادرة دمج اللاجئين في سوق العمل، شركة مرسيدس لصناعة السيارات المعروفة عالمياً على نطاق واسع.