يزمع الاتحاد الأوروبي نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني عقد قمة مع تركيا لبحث أزمة اللاجئين، كما تعتزم ألمانيا تقديم أكثر من 500 مليون يورو كمعونات لتركيا ضمن حزمة مساعدات أوروبية لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين.
إعلان
قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في نهاية اجتماع الاتحاد الأوروبي في مالطا اليوم الخميس (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) إن الاتحاد يزمع عقد قمة مع تركيا في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني أو بداية ديسمبر/ كانون الأول لبحث كيفية مواجهة أزمة الهجرة.
وقالت ميركل للصحفيين "... القمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لإظهار أننا سنتعاون بشكل وثيق وأننا سنتقاسم مواجهة التحديات التي نشأت عن الحرب الأهلية في سوريا والأوضاع الصعبة في الدول الأخرى". وقالت إن القمة لن تعقد يوم 22 من نوفمبر/ تشرين الثاني. وقالت "أعتقد أن المهمة التي تتبلور هي أن علينا مسؤولية مشتركة عن اللاجئين من الحرب" مضيفة أنه سيكون هناك احتمال أن يعقد أكثر من اجتماع مع تركيا لكن هذا النوع من القمة لن يعقد بشكل منتظم.
وفي نفس السياق، تعتزم ألمانيا تقديم 534 مليون يورو معونات لتركيا ضمن حزمة المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لتركيا لإعانتها على مواجهة أزمة اللاجئين السوريين. وقد تم الإعلان عن هذه الخطة خلال القمة الأوروبية حول مشاكل الهجرة في فاليتا عاصمة مالطا.
وأعلنت القمة أن رؤساء دول وحكومات الدول الثمانية والعشرين الأعضاء بالاتحاد الأوروبي يعتزمون عقد لقاء قمة قريبا مع تركيا لمناقشة تفاصيل تلك المساعدات. وتقترح المفوضية الأوروبية تقديم معونات مالية إلى أنقرة تصل قيمتها الكلية إلى ثلاثة مليارات يورو. ومن المتوقع أن يقدم الاتحاد الأوروبي دعوة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الشهر الجاري للاجتماع به.
وقال رئيس القمة الأوروبية دونالد تاسك: "أنا على يقين بنسبة 99 % من أننا سنعقد هذه القمة خلال نهاية الشهر الجاري في بروكسل". وذكرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عقب ختام المشاورات اليوم الخميس أن تحديد موعد القمة لا بد أن يناقش مع الجانب التركي، مشيرة إلى أن المعونات المالية للاتحاد الأوروبي إلى تركيا ينبغي أن ترتبط بأهداف محددة، حيث أن "المبلغ المقدم هو ثلاثة مليارات يورو بين عامي 2016 و 2017".
وأضافت ميركل أن الاتحاد الأوروبي يدرس أيضا عقد لقاءات قمة مع كل من الأردن ولبنان لمواجهة آثار أكبر أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تستقبل هاتان الدولتان أيضا أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين.
ع.ش/ ع.ج.م (د ب أ)
لاجئون سوريون تقطعت بهم السبل على ضفتي البوسفور
في إسطنبول يعيش حاليا عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين. جلهم يشعرون بأنهم محاصرين في المدينة التركية الضخمة بين الحرب في وطنهم الأم وبين حلم الوصول إلى أوروبا.
صورة من: DW/C. Roman
يعيش حاليا في مدينة إسطنبول التركية حوالي 400 ألف لاجئ سوري، ويقترب هذا العدد من أعداد اللاجئين السوريين في أوروبا بأكملها. ويتم التعامل معهم من قبل السلطات التركية بصفتهم "مسافرين" أي أنهم ضيوف مؤقتون، وبالتالي فلا حق لهم في اللجوء أو العمل.
صورة من: DW/C. Roman
علي، صبي عمره 13 عاما، يتحدث عن تجربته في القدوم إلى تركيا قائلا: "بلدي سوريا لم يعد موجودا، لأن بشار الأسد دمره، لذلك هربت قبل عامين مع عائلتي من حلب. على الحدود أطلقت الشرطة التركية النار علينا، فانبطحنا على الأرض واختبئنا لحين قدوم المهربين الذين أحضرونا إلى إسطنبول."
صورة من: DW/C. Roman
ويضيف علي "يتحتم أن أساعد عائلتي، والداي وستة إخوة وأخوات." وبدلا من أن يذهب إلى المدرسة، يعمل علي بشكل غير قانوني في سوبر ماركت في إحدى ضواحي مدينة إسطنبول، حيث يحصل على حوالي 47 يورو أسبوعيا ، مقابل ساعات عمل طويلة تصل إلى 14 ساعة يوميا. ويقول الصبي السوري: "أفتقد بيتي وأصدقائي، وأفتقد لعب الكرة معهم."
صورة من: DW/C. Roman
أما غيث، البالغ من العمر 22 عاما، فيقول: "كنت متشوقا دائما لدراسة الهندسة الكهربائية في مسقط رأسي، حمص. لكن بعد اندلاع الأحداث تم زجي في قوات الجيش السوري، وذلك لمقاتلة أبناء شعبي، ما اضطرني للهروب. أحلم أحيانا بعودتي لمدينتي حمص، وأن أجد فيها الحياة والسلام، اللذين عشناهما سابقا، لكن أعتقد أنني سأهرم قبل معايشتي ذلك مرة أخرى."
صورة من: DW/C. Roman
مارس غيث العديد من المهن ليتمكن من العيش، كان منها مهنة بواب في أحد الفنادق، المخصصة للسياح ويقول: " ألتقي هنا بالعديد من الأوروبيين، وأستمع باهتمام لقصصهم وحكاويهم، إلا أنني لا أعتقد أنهم يفهمون قصصي وتجاربي، مصطلحات الحرب والموت يعايشونها في الأفلام فقط."
صورة من: DW/Ch.Roman
ولا يرى الأخوان إبراهيم وغسان أي مستقبل في تركيا، لأنهما لا يملكان أي وضع قانوني كما يقولان. ويقول غسان الذي يعمل مع أخيه في أحد المخابز "هذا الوضع يشعرنا بالقلق. في سوريا كنت أعمل محاسبا، أما هنا فأنا لا شيء."
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار (32 عاما): "ما يشغل السوريين هنا، هو الطريق الأفضل للوصول إلى أوروبا، وهل هو بحرا بركوب القارب المطاطي؟ أم عن طريق البر؟" إليسار أنشأت محطة إذاعية في إسطنبول، موجهة للسوريين، الذين لم يهربوا بعد من مناطق إدلب وحماة وحلب، إلا أن إذاعتها أصبحت مصدرا مهما للمعلومات للكثير من اللاجئين في تركيا أيضا.
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار: "طفلتي ولدت هنا في تركيا، لكن ما حصلت عليه كغيرها من الأطفال، الذين يولودون هنا، مجرد ورقة إثبات تركية، لا تعني شيئا." وتتابع: "لا نستطيع الحصول أيضا على أية وثيقة سورية هنا، ما يعني أن الطفلة ليست سورية كما أنها ليست تركية."
صورة من: DW/C. Roman
يقول محمد، البالغ 19 عاما: "هربت بمفردي منذ عامين، عائلتي لا زالت تعيش في دمشق." ويتابع الشاب السوري: "أمنيتي كانت أن أكون مصورا محترفا، إلا أنه هنا لا أملك أي فرصة لذلك، ولم أتمكن من الحصول على أي عمل." ويضيف محمد: "أتعلم الآن اللغة التركية، وأعتقد أنه قد يكون من الأفضل أن أهرب إلى أوروبا."
صورة من: DW/C. Roman
قبل ثلاثة أسابيع كان محمد على وشك الانطلاق بقارب مطاطي للوصول إلى الشواطئ اليونانية، حيث طلب منه المهربون مبلغ 1200 دولار أمريكي من أجل ذلك. واضطر محمد إلى بيع آلة التصوير الثمينة، التي كانت بحوزته، من أجل تمويل هذه الرحلة، إلا أن الخوف تملكه في النهاية، ما اضطره إلى تأجيل السفر. "المرة القادمة لابد من أن أنجح"، يقولها محمد وهو لا يجيد حتى السباحة.