ميركل بعد القمة الأوروبية: هناك "نوايا طيبة" لحل أزمة اللجوء
٢٤ يونيو ٢٠١٨
خرجت المستشارة ميركل متفائلة من القمة الأوروبية المصغرة حول الهجرة واللجوء. ميركل تحدثت عن وجود إمكانية للتوصل إلى حلول للخلاف حول اللجوء على المستوى الأوروبي، كما أشارت إلى تفاهمات ثنائية وثلاثية في الأيام المقبلة.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
إعلان
شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد قمة أوروبية غير رسمية حول سياسة اللجوء والهجرة في بروكسل أنه يجب على جميع دول الاتحاد الأوروبي تحمل مسؤولياتها في موضوع الهجرة. وقالت ميركل اليوم الأحد (24 حزيران/ يونيو 2018) إن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي مجمعون على أن "الجميع مسؤولون عن جميع الموضوعات".
وفي أعقاب قمة طارئة لعدد من دول الاتحاد الأوروبي لبحث أزمة الهجرة واللجوء، قالت ميركل:" كان هناك اليوم الكثير من النوايا الطيبة لهذا، حتى مع بعض الاختلافات إلا أن هناك قدرا كبيرا من القواسم المشتركة". ولم تحدد ميركل ما إذا كان من الممكن التوصل إلى حل سريع واكتفت بالقول إنه سيتم العمل " بطبيعة الحال خلال الأيام المقبلة حتى انعقاد المجلس الأوروبي، من أجل التوصل إلى حل".
وأوضحت ميركل أن جوهر الموضوع يدور حول التقليص من "الهجرة غير الشرعية" وحماية الحدود، مشيرة إلى أنه من المهم أن تعمل شرطة خفر السواحل الليبية ويتم إبرام اتفاقيات إضافية مع بلدان مصدر المهاجرين، كما يجب تقوية وكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتيكس"
ولم تذكر ميركل اتفاقات ثنائية مع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي لإعادة ترحيل طالبي اللجوء المسجلين مثلا في إيطاليا. وقالت ميركل بأن هناك إجماعا على أنه لا يحق التخلي عن بلدان وصول المهاجرين. وفيما يخص اقتراح "الموانئ الآمنة" الذي أثارته إيطاليا خلال اللقاء الأوروبي الاستثنائي لم تعقب ميركل، علما أن الإيطاليين يريدون توزيع المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط طبقا لنظام حصص على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وحسب وجهة نظر رئيس الحكومة البلجيكية شارل ميشيل فإن من الممكن تحقيق تقدم في موضوع الهجرة خلال القمة الأوروبية الخميس والجمعة المقبلين في بروكسل.
ومن جانبها لم توضح ميركل ما إذا كان ممكنا التوصل إلى حلول سريعة أو تفاهمات مع بلدان أوروبية، لكنها قالت إن الجهود ستتواصل "في الأيام القادمة حتى عقد مجلس الوزراء الأوروبي وبالطبع بعده للتوصل إلى حل".
وتواجه المستشارة الألمانية ميركل ضغوطا قوية على المستوى الداخلي لإيجاد مخرج على المستوى الأوروبي في قضية الحد من تدفق اللاجئين المسجلين في بلدان أوروبية أخرى على ألمانيا. وفي حال الفشل في التوصل إلى حل يرضي حليفها البافاري فإن وزير الداخلية هورست زيهوفر يعتزم تنفيذ ترحيل اللاجئين المسجلين في بلدان أوروبية أخرى على الحدود الألمانية.
وهذا الإجراء الأحادي الجانب قد يشكل عامل اختبار للتحالف الحكومي القائم بين حزبي الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، وكذلك للاتحاد الأوروبي.
م.أ.م/ أ.ح (أ ف ب، ك ن أ)
ميركل وزيهوفر .. قصة خلاف معلن!
الخلاف قائم بين المستشارة أنغيلا ميركل ووزير الداخلية هورست زيهوفر منذ سنوات إلا ان الخلاف تفاقم بينهما مؤخراً. لقطات مصورة تبرز أهم مواقف الخلاف بينهما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
صفعة في وجه ميركل
الصدام بين الحليفين حصل لأول مرة خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي في نوفمبر 2015، فبعدما شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمام المندوبين على رفضها وضع حدٍ أقصى لعدد اللاجئين، إعتلى زيهوفر المنصة ليطالب بتقنين عدد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا. واضطرت المستشارة ميركل إلى الوقوف بجانبه طيلة 13 دقيقة وقد عيل صبرها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
سحر البداية
ساد الإنسجام بالفعل بين الشريكين، في كانون الثاني/ ديسمبر 2013 ـ قبل أزمة اللجوء . في الصورة رؤساء الأحزاب زيغمار غابرييل (الحزب الاشتراكي الديمقراطي ) وأنغيلا ميركل ( الحزب المسيحي الديمقراطي) وهورست زيهوفر ( الحزب المسيحي الاجتماعي) يمسكون باتفاقية التحالف الموقعة لتشكيل ائتلاف حكومي كبير. وللمرة الثالثة يحكم ألمانيا تحالف من الأحزاب الثلاثة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
"سننجح في إتمام المهمة"
في نهاية أغسطس 2015، أثناء المؤتمر الصحفي الاتحادي تشرح ميركل جملتها التي طبعت فترة حكمها أكثر من أي تصريح آخر: "سننجح في ذلك". وقالت أمام الصحفيين بأن هذه الجملة كانت تحمل نبرة تشجيع واعتراف. وأن يستوعب زيهوفر ذلك بشكل مختلف، فهذا لا يُعتبر سرا. وسيعرض هذا الأخير قريبا مخططاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
يظهر مستعدا للمقارعة
خلال اجتماع الحزب المسيحي الاجتماعي في يناير 2016 طالب زيهوفر لأول مرة بتحديد عدد المهاجرين. وبوسع ألمانيا استقبال 200.000 لاجئ كأعلى سقف سنويا. وهذه المبادرة من قبل رئيس وزراء بافاريا السابق فاجأت ميركل. وبعدها بقليل هددت الحكومة البافارية برفع دعوى أمام محكمة الدستور الاتحادية ضد سياسة اللجوء التي تنهجها ميركل.
صورة من: Imago/L. Barth
قرع الكؤوس تيمنا بمستقبل مشترك
بمشاعر التشكيك يراقب ميركل وزيهوفر بعضهما البعض. ورغم جميع الخلافات هما يدركان تبعية بعضهما لبعض ويتقاربان مجددا بصعوبة. وفي مايو 2017 يقومان معا بحملة انتخابية داخل خيمة بيرة بافارية. إلا أن ميركل تبدو غير مقتنعة بالمبادرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
انسجام مفتعل
من خيمة البيرة إلى قاعة المؤتمرات. في ديسمبر 2017 تظهر خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي صورة مختلفة عن الخلاف في 2015. زيهوفر وميركل والخصام بسبب اللاجئين يبدو وكأنه انتهى. لكن وراء الواجهة يستمر الغليان.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Gebert
في الطريق إلى محادثات تشكيل ائتلاف حكومي
مشاهد الوئام أتت بثمارها. ميركل وزيهوفر يستعدان في نهاية أكتوبر 2017 بعد الفوز بالانتخابات التشريعية لخوض محادثات تشكيل تحالف. لكنهما لا يظهران كفريق واحد في المقر الرئيسي للحزب المسيحي الديمقراطي في برلين. ولا عجب في ذلك. وانصب النقاش على سياسة اللجوء للاتحاد المسيحي بالنظر إلى تحديد سقف أعلى.
صورة من: Imago/Ipon
حكومة جديدة، فرصة جديدة
ميركل وزيهوفر أثناء تسلم المناصب. الرئيس فرانك فالتر شتاينماير يكلف في قصر "بيلفو" وزراء الحكومة الجديدة. وبالنسبة إلى الخصمين من الحزبين المتحالفين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي تلوح في الأفق فرصة بداية جديدة.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
هو يلسع وهي تسكت
بصفته وزيراً للداخلية انتقل زيهوفر من ميونيخ إلى برلين. منصبه كرئيس وزراء تولاه ماركوس زودر. ومقابل ذلك ينغص زيهوفر في العاصمة ضد سياسة ميركل حتى ولو كان ذلك أخف من السابق. ويظهر خلاف جديد لاسيما فيما يخص القوانين الجديدة الخاصة بلم الشمل العائلي للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
مشاكس ميركل
زيهوفر يؤجل عرض "مخططه الشامل حول الهجرة" بسبب خلافات مع المستشارة. وفي الوقت الذي دعت فيه المستشارة لقمة الاندماج، التقى الزعيم البافاري مع المستشار النمساوي سباستيان كورتس الذي يشعر بأنه مقرب منه سياسيا. صدام جديد مع المستشارة. والكتل الحزبية للاتحاد المسيحي تعقد اجتماعات منفصلة.