ميركل: بقاء طالبي اللجوء في مراكز العبور لن يتجاوز يومين
٤ يوليو ٢٠١٨
بعد خطابها أمام البرلمان بشأن خطط التحالف المسيحي لحماية الحدود من تدفق اللاجئين، أوضحت المستشارة ميركل أن خطط إنشاء مراكز عبور على الحدود النمساوية تتضمن بقاء طالبي اللجوء لمدة 48 ساعة فقط تحت أنظار الشرطة الاتحادية.
إعلان
تفاصيل جديدة كشفتها المستشارة الألمانية ميركل عن خطط تحالفها المسيحي بشأن الإجراءات المقررة اتخاذها على الحدود مع النمسا والتي تتضمن إنشاء "مراكز عبور" أو ما يطلق عليها مراكز ترانزيت، كما هي الحال في المطارات الدولية. وقالت ميركل إن بقاء طالبي اللجوء في مراكز العبور يجب أن لا يتجاوز 48 ساعة تحت أنظار الشرطة الاتحادية لتحديد وضعهم القانوني قبل اتخاذ قرار الطرد أو السماح لهم بدخول البلاد.
وأضافت ميركل في برنامج تلفزيوني للقناة الأولىARD" " يبث مساء اليوم الأربعاء(الرابع من تموز/يوليو 2018) أن المراكز ستضمن وجود أماكن خاصة للنساء والأطفال. وتابعت ميركل أن "الإقامة في مراكز العبور محددة جدا"، وذلك لأن الدستور الألماني لا يسمح باحتجاز الإنسان أكثر من 48 ساعة في أقصى حد.
وحسب ميركل، يجب خلال الفترة الزمنية هذه أن تتم عملية تسليم اللاجئ للبلد الأوروبي المعني. وأكدت على ضرورة نقل طالبي اللجوء إلى مراكز عادية بعد مرور هذه الفترة الزمنية. يشار إلى أن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر يعتزم توفير إقامة لجميع طالبي اللجوء الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى بالاتحاد الأوروبي، على المعابر الحدودية مع النمسا.
ومن خلال تحجيم المدة ليومين، يمكن لميركل وزيهوفر محاولة بناء جسر للتفاهم مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي لم يوافق على مراكز العبور على الحدود حتى الآن وأكد أنه لن يقبل بأية "معسكرات مغلقة"، حسب تعبير رئيسة الحزب أندريا نالس.كما انتقد حزب الخضر المعارض هذه المراكز، ووصفها بأنها "مراكز اعتقال".
وردا على سؤال عما إذا كانت "مستشارة اللاجئين" تحولت حاليا إلى "مستشارة الانغلاق"، أجابت ميركل: "لا، ولا واضحة".
ميركل: استمرارية الاتحاد الأوروبي تتوقف على كيفية التعامل مع ملف الهجرة
00:22
وكانت المستشارة ميركل قد تطرقت إلى ملف اللجوء والهجرة خلال جلسة برلمانية بشأن الميزانية العامة والتي تستغل عموما لمناقشة سياسة الحكومة الاتحادية. وقالت "يتعين تحقيق المزيد من الضبط في كافة أنواع الهجرة، حتى يصبح لدى المواطنين انطباع بسيادة القانون والنظام".
وقالت ميركل: "الحكومة الألمانية تعمل على ذلك"، مشيرة إلى أن موازنة عام 2018 لا تتضمن ديونا جديدة، موضحة أن الهدف هو "تحسين التضافر المجتمعي".
ويشار إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يتكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي مع الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل المكون من حزبها المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا الذي يرأسه وزير الداخلية هورست زيهوفر.
ح.ع.ح/أ.ح(د.ب.أ، أ.ف.ب)
ألمانيا - هل اُستبعد سيناريو الطلاق نهائيا من طريق التحالف المسيحي؟
خلاف المستشارة ميركل وحليفها البافاري زيهوفر جعل عقودا من الاتحاد بين حزبيهما على المحك. التوصل إلى تسوية الخلاف حول ملف الهجرة واللجوء لا يبدو أنه يُنهي التساؤلات حول مصير أعرق تحالف حزبي بألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
"الحزب االشقيق"
تأسس الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) سنة 1945. الحزب الذي ترأسه حاليا المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تحالف مع "شقيقه" الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري (CSU) منذ تأسيسه تقريبا في 1949. ويجتمع الحزبان في "الاتحاد المسيحي"، الذي ينعت بالأقوى. إذ بقي الحزبان متحدين لعقود من الزمن في الانتخابات وعلى صعيد الحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
عمل مشترك منذ البداية
حسب الاتفاق بين طرفي الاتحاد، (المسيحي الديمقراطي، المسيحي الاجتماعي البافاري) فإن الحزبين لا يتنافسان فيما بينهما داخل أية ولاية فيدرالية. من هنا نجد أن الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري (CSU) يتنافس في ولاية بافاريا فقط، في حين يركز المسيحي الديمقراطي (CDU) على الولايات الـ 15 الباقية. ويشكل نواب الحزبين كتلة واحدة داخل البرلمان الألماني، هي كتلة الاتحاد المسيحي.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Sanden
ميركل أول مستشارة عن التحالف المسيحي
ولأن كتلة الاتحاد المسيحي كانت هي الأكبر في البرلمان الألماني "البوندستاغ" بعد الانتخابات المبكرة عام 2005 فإن مرشحته أنغيلا ميركل، رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي، أصبحت أول مستشارة في ألمانيا. فقد قادت ميركل الائتلاف الكبير مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد خسارة المستشار الاشتراكي غيرهارد شرودر الانتخابات. في الصورة ميركل مع رئيس وزراء ولاية بافاريا آنذاك إدموند شتويبر.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
"حل توافقي جيد"
وصفت المستشارة ميركل الاتفاق الذي توصلت إليه مع ووزير داخليتها بأنه "حل توافقي جيد بحق". الخطوة من شأنها ان تنقذ الائتلاف الحكومي الهش من السقوط. الاتفاق يتضمن إقامة مراكز إيواء مؤقتة على حدود ألمانيا مع النمسا، للاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي، لكنه يحتاج إلى موافقة من الشريك الثالث في الإئتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Pförtner
سيناريو إنفصال الشقيقين هل هو مستبعد نهائيا؟
الخلاف بين حزبي الاتحاد المسيحي، هل طوي فعلا؟ بعد تراجع زيهوفر عن تقديم استقالته من وزارة الداخلية ورئاسة الحزب البافاري، إثر توصله لإتفاق مع المستشارة ميركل، يرى مراقبون أن الخلاف لم يطو بشكل تام وأن سيناريو "الانفصال" داخل الاتحاد ليس مستبعدا في المستقبل. إعداد: مريم مرغيش.