ميركل تؤكد التزام ألمانيا وتمسكها باتفاقية باريس للمناخ
٢ يونيو ٢٠١٧
تعهدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن تواصل برلين التزامها باتفاقية باريس للمناخ في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة وقالت إن الاتفاقية "حجر زاوية" لمحاولات حماية الكوكب.
إعلان
دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم (الجمعة الثاني من يونيو/ حزيران 2017) دول العالم للعمل سويا من أجل "حماية كوكب الأرض" من ظاهرة تغير المناخ، مؤكدة عزمها المضي قدما بكل حزم على حماية المناخ العالمي رغم خروج الولايات المتحدة من اتفاقية باريس الدولية لحماية المناخ. وقالت ميركل "أقول لكل من يهمهم مستقبل كوكبنا: واصلوا السير في الطريق سويا حتى ننجح (في حماية) أرضنا الأم".
وفي كلمة قصيرة أمام البرلمان الألماني قالت ميركل وسط تصفيق النواب "إلى كل من يهمه مستقبل كوكبنا أقول: لنواصل السير في هذا الطريق كي يكلل النجاح مسيرتنا على كوكب الأرض".
وذكرت ميركل أن هناك حاجة إلى اتفاقية باريس للحفاظ على الخليقة، وقالت: "لا يمكن لشيء أن يوقفنا في ذلك ولن يكون". وأضافت ميركل أنه يتعين الآن التصرف بصورة أكثر حزما لتضافر الجهود في حماية المناخ، مؤكدة أن بلادها ستفي بالتزماتها في هذا المجال، مشيرة في الوقت نفسه إلى أهمية المساعدات المالية للدول الأكثر فقرا وتعرضا لأضرار تغير المناخ.
يذكر أن ترامب أعلن أمس الخميس انسحاب بلاده من اتفاقية باريس لحماية المناخ، ليخرج بالدولة ذات الاقتصاد الأكبر في العالم، من إطار جهود تشارك فيها كل دول العالم تقريبا لمكافحة الاحتباس الحراري. وترك الرئيس الباب مفتوحا أمام التفاوض حول اتفاق أفضل بالنسبة إلى النشاط التجاري والعمال في أمريكا، وهاجم اتفاقية باريس على اعتبار أنها تحرم بلده من مميزات.
ح.ز/ ع.ج (د.ب.أ / رويترز)
الماء ـ "ذهب سائل" في طريقه إلى النفاد
قال برنامج الأمم المتحدة للبيئة مؤخرا إن تزايد تلوث المياه يعرض أكثر من 320 مليون شخص في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لخطر الإصابة بأمراض تهدد الحياة. ويتعذر على كثير من الناس في العالم الوصول للماء النقي.
صورة من: picture alliance/WILDLIFE
بقاؤنا في الحياة رهن بالماء. وحتى لو أن أكثر من 70 في المائة من مساحة الأرض مغطاة بالماء، فهذا لا يعني بأنه متوفر بكثرة. فمن بين 1.4 مليار كيلومتر مكعب من مياه الأرض تبقى فقط 2.5 في المائة صالحة للشرب. ومن بين كميات احتياطي المياه العذبة العالمية نجد فقط 0.3 في المائة منها متوفرة بسهولة نسبية في أنهار وبحيرات.
صورة من: AFP/Getty Images
منذ 1950 ارتفعت الاحتياجات العالمية للماء بنحو 40 في المائة. ومع تنامي عدد السكان سترتفع أيضا هذه النسبة. وبسبب الإفراط في الاستعمال والتلوث تتقلص كميات احتياطي المياه العذبة. والبلدان الواقعة جنوب خط الاستواء هي التي تعاني أكثر من النقص في المياه.
صورة من: Reuters/P. Bulawayo
وحتى في بلدان مثل البرازيل التي يشقها نهر الأمازون أطول نهر في العالم للمياه العذبة يُسجل شح في المياه. فعملية قلع الأشجار المتواصلة في الغابة الاستوائية تعمل على تغيير المناخ في قارة أمريكا الجنوبية، الأمر الذي يتسبب في تراجع التساقطات المطرية في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
في عام 2015 أدى شح الأمطار إلى أخطر جفاف في البرازيل خلال السنوات الـ 80 الأخيرة. فطوال الصيف لم تنزل ولو قطرة واحدة من السماء. ونفدت خزانات مياه كبيرة، وواجه الناس في ساوباولو انقطاعا يوميا في الماء، فيما استمر تزويد بساتين الفواكه الكبيرة بالمياه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Aaron Cadena Ovalle
في أوروبا أيضا تطرح زراعة ما يسمى النباتات المستهلكة للمياه إشكالية. وهذا يطال بوجه خاص إسبانيا حيث يتم على مساحة نحو 30.000 هكتار من الأراضي إنتاج الفواكه والخضروات لأوروبا. ويلجأ المزارعون باستمرار إلى حفر آبار بصفة غير شرعية لاستخراج الماء، الأمر الذي يؤدي إلى جفاف تلك الآبار أو تملحها.
صورة من: picture-alliance/dpa/B.Marks
عملية إنتاج لحوم البقر تستنزف كميات أكبر من المياه. فمن أجل الحصول على كيلوغرام واحد من اللحم يتم صرف أكثر من 15 لتر من الماء، يستهلك الجزء الأكبر منها في إنتاج العلف. وتزامنا مع تحسن مستوى المعيشة في بلدان مثل الصين، يُتوقع أن يزداد استهلاك اللحوم الأمر الذي سيؤدي من جانبه إلى ارتفاع استهلاك المياه في السنوات المقبلة.
وتواجه الصين، التي يعيش فيها أكبر عدد من السكان في العالم حاليا ما يكفي من المشاكل في التزود "بالذهب السائل". ففي بعض المحافظات في شمال الصين يتوفر السكان على كمية أقل من الماء للفرد الواحد مقارنة مع المناطق الصحراوية في الشرق الأوسط. ولذلك تلجأ السلطات هناك عبر قنوات ضخمة إلى تحويل المياه العذبة من الجنوب إلى الشمال، علما أن نحو 80 في المائة من مجموع المياه الجوفية ملوثة.
صورة من: picture alliance/AP Images/Ma jian
نظرة إلى المستقبل لا تبعث على الأمل: فبسبب تغيرات المناخ سيعاني 40 في المائة أكثر من سكان العالم من شح الماء. هذا ما توصل إليه معهد بوتسدام الألماني لبحوث تقلبات المناخ. وسيزداد تقلص كميات المياه لاسيما في جنوب الصين وجنوب الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط.