دعت الحكومة الألمانية إلى ضرورة التحرك بشكل عاجل للتصدي لمشكلة اللاجئين بعد غرق المئات من المهاجرين في مياه المتوسط. وشددت ميركل التي ستشارك في اجتماع رؤساء دول الاتحاد الأوروبي الخميس المقبل إلى مكافحة تهريب المهاجرين.
إعلان
أكدت الحكومة الألمانية على ضرورة اتخاد إجراء عاجل من أجل التصدي لمشكلة اللاجئين عقب كارثة غرق مئات المهاجرين في البحر المتوسط. وفي هذا الصدد قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين: "يتعين علينا أولا فعل كل شيء من أجل مكافحة عمليات التهريب ومواصلة المكافحة، وسوف نفعل ذلك". وأضافت ميركل، أن الحكومة الألمانية سوف تكثف اهتمامها بشأن بحث الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص للهروب من دولهم بطرق غير شرعية، وسوف تفعل كل ما في وسعها للحيلولة دون موت أشخاص آخرين بهذه الطريقة المؤلمة أثناء محاولتهم القدوم إلى أوروبا.
وأكدت ميركل في خطابها أمام أعضاء منظمات مساعدة إنسانية في ألمانيا اليوم الاثنين (20 أبريل/ نيسان 2015) أن حدوث مثل هذه الكوارث "يتنافى مع قيمنا". كما أشارت المستشارة الألمانية إلى وجود عقبات أمام التصدي لأزمة اللجوء، من بينها عدم الاستقرار في ليبيا، التي تعد معبر اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط.
من جهتها دعت ياسمين فهيمي، الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، إلى زيادة وحدات الإنقاذ في البحر المتوسط عقب كارثة غرق اللاجئين القادمين من السواحل الليبية الأخيرة أمس الأحد. وقالت فهيمي اليوم في العاصمة الألمانية برلين: "من وجهة نظري يتعين على الاتحاد الأوروبي تشكيل فريق إنقاذ بحري على الفور من أجل الحيلولة دون وقوع كوارث أخرى في المستقبل في البحر المتوسط". وأكدت أنه لا يجوز أن يتحول البحر المتوسط لمقبرة جماعية.
اجتماع طارئ لقادة الاتحاد الأوروبي
وحول الأنباء التي تروج لوجود اختلاف في الائتلاف الحكومي الألماني، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت "لا أعتقد أن الحكومة الألمانية لديها آراء مختلفة في هذا الشأن".
قمة أوروبية استثنائية لمواجهة مأساة المهاجرين عبر المتوسط
تتكرر حوادث غرق القوارب المكتظة باللاجئين المنطلقة نحو "فردوس أوروبا"، وتتصاعد أرقام الضحايا كل يوم بشكل مأساوي، ما دفع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على عقد قمة استثنائية بشأن الأزمة الخميس.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ettore Ferrari
تتكرر حوادث غرق القوارب المكتظة باللاجئين المنطلقة نحو "فردوس أوروبا"، وتتصاعد أرقام الضحايا كل يوم بشكل مأساوي، ما دفع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على عقد قمة استثنائية بشأن الأزمة الخميس.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Warnand
وفي آخر هذه الحوادث أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها تخشى أن يكون 700 شخص قد لقوا مصرعهم في غرق قارب مكتظ بالمهاجرين قبالة الشواطئ الليبية.
صورة من: REUTERS/Alessandro Bianchi
الكارثة الأخيرة لغرق زورق صيد كان يقل نحو 700 لاجئ في البحر المتوسط هزت العالم ودعت الاتحاد الأوروبي لعقد قمة طارئة لمناقشة ملف الهجرة غير الشرعية.
صورة من: REUTERS/Argiris Mantikos/Eurokinissi
حسب خفر السواحل الإيطالية لم ينج سوى 28 شخصاً فقط من الكارثة التي وقعت قبالة سواحل ليبيا والتي يرى كثيرون أنه كان من الممكن تفاديها. وقال ناجون أن الزورق كان يقل أيضاً نحو 50 طفلاً.
صورة من: Reuters/Darrin Zammit Lupi
من سوريا ولبنان، ومن أفريقيا يتوجه اللاجئون نحو البحر المتوسط بحثا عن قارب يعبر بهم نحو الضفة الأخرى. أوروبا حلم المهاجرين كبارا وصغارا ونساء وأطفالا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Giannakouris
يدفع البعض آلاف الدولارات للوصول إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط. يقول أحد اللاجئين الصوماليين "الظروف الصعبة والحرب تدفعاننا إلى الهجرة".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Montanalampo
ماذا يعرف هذا الطفل المهاجر عن أوروبا؟ تهرب أسر بأكملها نحو الساحل الأوروبي واليونان محطة عبور نحو دول أغنى، علّ مستقبل أطفالهم هناك يكون أفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/R. Stefanos
يتقاضى مهربو المهاجرين غير الشرعيين مبالغ كبيرة مقابل منحهم مكانا في "قوارب الموت". بعضهم يبقى في ليبيا عدة أيام أو عدة سنوات كعمال حتى تسنح له فرصة للهروب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Italian Navy Press Office
من ينجح منهم في ركوب القارب والوصول حتى المياه الإقليمية لإيطاليا أو اليونان، لتسمك به خفر السواحل بعد ذلك، يكون حينها قد عبر البحر فعلا نحو المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/R. Stefanos
المحطة القادمة مركز اللجوء. تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى إيطاليا وحدها منذ بداية العام الحالي يبلغ 15 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Arvanitidis
لكن بعضهم يصل جثة إلى أوروبا. يمكن تحديد عدد من نجا من البحر لكن لا يمكن تقدير عدد من غرق في البحر المتوسط ليصبح وليمة لأسماك القرش.
صورة من: picture-alliance/dpa
منظمات عاملة في المجال الإنساني اتهمت الدول الأوروبية باللامبالاة أمام غرق اللاجئين. كما طالبت الاتحاد الأوروبي بالقيام بعمليات إغاثة في البحر المتوسط. إعداد: عباس الخشالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ettore Ferrari
12 صورة1 | 12
وهو ما أكده أيضا متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية عندما قال بأن وزير الداخلية توماس دي ميزير لا يعترض على فكرة تطوير مهمة الإنقاذ في البحر المتوسط، إلا أنه أكد أنها لا تمثل وسيلة ناجعة لحل كل مشاكل اللاجئين. "لكن إذا تم تطوير الشكل الجديد لمهمة "ماري نوستورم" ليشمل الكثير من الإجراءات، فمن الممكن حينئذ أن تقبلها وزارة الداخلية"، حسب المتحدث باسم الخارجية الألمانية.
وتجدر الإشارة إلى الاتحاد الأوروبي سيعقد قمة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الخميس المقبل من أجل التشاور بشأن عواقب كارثة غرق اللاجئين الأخيرة في مياه البحر المتوسط.
من جانبه، انتقد مفوض حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة الأمير رعد بن زيد سيساة الاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين بشدة.