لمواجهة التحديات السياسية الجديدة والتحول التكنولوجي، شددت المستشارة الألمانية على ضرورة تعزيز قدرات الجيش الألماني، يأتي ذلك فيما أقر وزير مالية ألمانيا زيادة حجم الإنفاق الدفاعي والزيادة في الموازنة العسكرية.
إعلان
أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التزامها بزيادة نفقات الجيش الألماني على نحو واضح. وقالت ميركل اليوم السبت (7 يوليو/ تموز 2018)، في رسالتها الأسبوعية المتلفزة على الإنترنت: "نحن ندين بتوفير عتاد جيد لجندياتنا وجنودنا الكثيرين الذين يكرسون أنفسهم لأمننا".
وأضافت المستشارة الألمانية إن "تحديات سياسية جديدة، ومسار التقشف طوال سنوات في الجيش الاتحادي وكذلك التحول التكنولوجي تجعل زيادة الانفاق أمراً ضروريا"، متابعة "لذلك فإن الأمر هنا يتعلق بـ(تعزيز) العتاد وليس (زيادة) التسلح".
وأكدت ميركل في ذلك قرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأن تزيد الدول الأعضاء في الحلف، وعددها 29 دولة، نفقاتها في الدفاع تدريجيا لتصل إلى 2 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي بحلول عام 2024.
تجدر الإشارة إلى أنه ليس من المتوقع أن تحقق ألمانيا هذا الهدف، لأنها ستضطر في هذه الحالة إلى زيادة نفقاتها على الدفاع من 42.9 مليار يورو (موازنة عام 2019) إلى نحو 80 مليار يورو.
واستباقا لانعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) يومي الخميس والجمعة الأسبوع المقبل في بروكسل، قالت ميركل في رسالة الفيديو إن "ألمانيا تحتاج التحالف (الناتو) أيضا في القرن الـ21 كضمان للأمن كونه تحالفا بين ضفتي الأطلسي"، وستتناول قمة الناتو القادمة مسألة الاستعداد لمهام المستقبل.
الجيش الألماني ومهماته خارج حدود الوطن
01:50
إشينغر: عدم اتفاق الحكومة مؤسف
غير أن الحكومة الألمانية تحدثت عن نسبة 1.5 في المائة فقط من إجمالي الناتج تريد الوصول إليها في مسألة النفقات الدفاعية، ولذلك انتقد رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن فولفغانغ إشينغر حجم إنفاق ألمانيا على الدفاع، معتبراً إياه منخفضاً للغاية، مشيراً في تصريحات لصحيفة "فيلت" الألمانية الصادرة اليوم السبت إلى أنه "بدون قوة عسكرية ستظل أوروبا عديمة الأهمية على مستوى السياسة العالمية رغم حجمها الاقتصادي".
وقال إشينغر إنه يمكن التحدث لفترة طويلة حول ما إذا كان هدف الناتو لإنفاق 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لأعضائه على الدفاع سديد، وأضاف: "لكن الحقيقة هي أننا قبلناه كهدف. لذلك فإنه من المؤسف ألا يتم الاتفاق عليه داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا".
وكان وزير المالية الألماني أولاف شولتس قد تعهد أمس الجمعة برفع الانفاق الدفاعي لبلاده بشكل كبير العام المقبل، لكن الزيادة ستظل أقل مما طلبه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حلفائه في حلف شمال الاطلسي.
وقال شولتس للصحافيين في برلين "نواصل التغيير للأحسن في الانفاق الدفاعي، ففي 2019 سننفق 4 مليارات يورو (4.7 مليار دولار) أكثر مما خططنا مسبقا". وتابع أن الزيادة سترفع الموازنة العسكرية إلى 42.9 مليار يورو، وهو ما قال إنه يشكل "زيادة كبيرة" وإشارة واضحة" على التزام ألمانيا بتعهداتها الدولية.
ص.ش/ه.د (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
الجيش الألماني- ستون عاما من المهام العسكرية
تمثلت المهمة الرئيسية للجيش الألماني، عند تأسيسه سنة 1955، في الدفاع عن حرمة الأراضي الألمانية، لكن منذ منتصف تسعينات القرن العشرين تغيرت مهمته لتشمل المشاركة في مهمات عسكرية خارجية. جيش ألمانيا في البوم صور.
صورة من: picture-alliance/dpa
صادقت الحكومة الألمانية في الثاني من نيسان/أبريل 1993 على قرار مشاركة جنود ألمان في مهمات لحلف الناتو في يوغوسلافيا. السابقة وكانت تلك أول عملية عسكرية للجيش الألماني خارج حدوده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Stephanie Pilick
تمثلت مهمة القوات الألمانية في يوغوسرفيا السابقة بمراقبة قرار حظر الأسلحة في البحر الأدرياتيكي وإقامة منطقة حظر جوي فوق البوسنة. أثارت المهمة جدلا كبيرا، لإنها تجاوزت نطاق عمل الناتو المسموح به. المعارضة الألمانية وصفت المهمة بالمخالفة للدستور الألماني الذي يمنع إرسال قوات عسكرية خارج حدود البلد.
صورة من: picture-alliance/dpa
خولت المحكمة الدستورية العليا في الثاني عشر من يوليو/تموز 2012 الجيش الألماني القيام بعمليات عسكرية في إطار مهمات للأمم المتحدة ولحلف الناتو، نظرا لعضوية ألمانيا في المنظمتين. لكن المحكمة اشترطت ضرورة مصادقة البرلمان على كل مهمة يقوم به الجيش خارج البلاد.
صورة من: Getty Images
شارك الجيش الألماني في أول مهمة عسكرية كبيرة في تاريخه ضمن عمليات للناتو بداية 1999. مقاتلات التورنادو قامت بعمليات استطلاع عسكرية و ساهمت في تدمير دفاعات جوية صربية. أثارت مشاركة الجيش جدلا كبيرا في ألمانيا، لعدم وجود تفويض أممي للتدخل العسكري في كوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
تأجج الوضع السياسي في ألمانيا بعد إرسال إئتلاف الحزب الإشتراكي وحزب الخضر الحاكم آنذاك قوات عسكرية إلى كوسوفو. المعارضة اتهمت الحكومة بإعلان حرب مخالفة للدستور. الخلافات ألقت بظلالها على مؤتمر حزب الخضر السنوي سنة 1999، إذ تعرض وزير الخارجية يوشكا فيشر (حزب الخضر) إلى اعتداء بالكرات الملونة.
صورة من: picture-alliance/dpa
غداة اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر2001، شكل حلف الناتو، بموجب الفصل الخامس من معاهدة تأسيس الحلف، تحالفا دوليا لمحاربة الإرهاب، شاركت فيه ألمانيا.الحكومة الألمانية أرسلت جنودا للقتال في أفغانسان ضمن عملية "الحرية الدائمة"، وارسلت قطعات اخرى إلى سواحل القرن الإفريقي.
صورة من: AP
أثارت مشاركة الجيش الألماني في الحرب على الإرهاب خلافات كبيرة داخل إئتلاف الحزب الإشتراكي والخضر الحاكم آنذاك. المستشار غيرهارد شرودر أبدى تضامن بلاده المطلق مع الولايات المتحدة، ومنحه البرلمان الألماني بأغلبية ضئيلة الثقة لإرسال قوات عسكرية لأفغانسان.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشارك الجيش الألماني منذ 2002 في مهمة عسكرية ضمن قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان. قتل 54 جنديا خلال 13 سنة وانهيت المهمة القتالية عام 2014. ومنذ ذلك الحين يعمل 850 جنديا ألمانيا على تدريب قوات الأمن الأفغانية ضمن مهمة تدريبية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في الرابع من سبتمبر/أيلول 2009، أدت غارة جوية ألمانية على شاحنتين تنقلان البنزين تابعتين لطالبان إلى مصرع 100 شخص بينهم أطفال. العقيد غيورغ كلاين هو من أعطى تعليماته باطلاق الغارة.
صورة من: AP
نشرت ألمانيا في ديسمبر/كانون الأول 2012 منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية في جنوب شرق تركيا، الحليف الأساسي في الناتو، وذلك تحسبا لإطلاق صواريخ من سوريا. يتمركز 256 جنديا ألمانيا في مدينة مهرش في الأناضول، على بعد 100 كيلومتر من الحدود الشمالية لسوريا. وستنتهي المهمة في شهر يناير/كانون الثاني 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
أرسلت ألمانيا في كانون الأول / ديسمبر 2008 قوات بحرية إلى منطقة القرن الإفريقي، قبالة السواحل الصومالية و في خليج عدن، لحماية حركة البواخر ومرور المساعدات الإنسانية ولمكافحة القرصنة ضمن مهمة "أتلانتا". وهي مهمة أوروبية يشارك فيها 318 جنديا ألمانيا.
صورة من: Bundeswehr/FK Wolff
يساهم 320 جنديا من القوات البحرية الألمانية منذ شهر نيسان/أبريل 2015 في إنقاذ اللاجئين في البحر المتوسط. سيتم توسيع نطاق عمل المهمة لمطاردة سفن عصابات تهريب المهاجرين في السواحل الليبية والإيطالية. ويحق للبوارج الألمانية احتجاز سفن المهربين وتدميرها في حالات خاصة.
صورة من: Bundeswehr/PAO Mittelmeer/dpa
لقي 106 جنود المان مصرعهم إبان الاعوام الستين الماضية في مهام عسكرية خارج البلاد. و في الثامن من أيلول/ سبتمبر 2008 شُيد في برلين نصب تذكاري للجنود الألمان الذين فقدوا اروحهم في مهام عسكرية.