ميركل تؤكد للسراج استعداد ألمانيا لدعم المسار السياسي بليبيا
٥ يونيو ٢٠٢٠
تناولت المستشارة ميركل في اتصال هاتفي مع قائد حكومة الوفاق فايز السراج مستجدات الأوضاع في ليبيا. فيما سيطرت القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دولياً على ترهونة، آخر معقل رئيسي لقوات شرق ليبيا قرب طرابلس.
إعلان
أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال اتصال هاتفي اليوم (الجمعة 5 حزيران/ يونيو 2020) مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج، حرص بلادها على أمن واستقرار ليبيا.
وبحسب إدارة التواصل والإعلام بمجلس الوزراء الليبي اليوم، فقد تناول الاتصال الهاتفي بين ميركل والسراج مستجدات الأوضاع العسكرية والسياسية في ليبيا والعلاقات الثنائية بين البلدين. وشددت ميركل خلال الاتصال على حرص ألمانيا على تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، والعودة للمسار السياسي واستعداد بلادها لدعم هذا المسار.
ومن جانبه، أعرب السراج عن تقديره لجهود ميركل "لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية"، وأوضح بأنهم يدعمون مخرجات برلين منذ البداية واستبعاد الحل العسكري وحتمية المسار السياسي لتحقيق السلام. وأكد السراج لميركل أنه "لا حلٌ عسكري للأزمة الليبية"، لافتا إلى أن حكومته لم تجد "شريكاً حقيقياً للسلام ولا للعملية السياسية"، حسب الإدارة المذكورة.
بينما حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ونظيره الإيطالي لويجي دي مايو من تصعيد الصراع في ليبيا. وأشار دي مايو في مؤتمر صحفي مشترك اليوم في برلين إلى الأعداد المتزايدة لقطع السلاح والمرتزقة في البلد الواقع بشمال أفريقيا.
فيما انتقد هايكو ماس الخرق المنتظم من قبل أنصار طرفي النزاع، لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة في ليبيا.
وكانت قوات حكومة الوفاق المعترف بها من قبل الأمم المتحدة قد أعلنت اليوم الجمعة أنها استعادت السيطرة على مدينة ترهونة على بعد 90 كلم جنوب شرق العاصمة طرابلس والمعقل الأخير للقوات الموالية للمشير خليفة حفتر في غرب البلاد.
وقالت مصادر عسكرية في قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) التي يتزعمها حفتر، إنها انسحبت من مدينة ترهونة واتجهت صوب سرت على الساحل وقاعدة الجفرة الجوية في وسط ليبيا. ولم يصدر الجيش الوطني الليبي تعليقا رسميا حتى الآن.
وبهذا التقدم بسطت حكومة الوفاق الوطني والقوات الموالية لها سيطرتها على معظم أنحاء شمال غرب ليبيا واستردت الكثير من المكاسب التي أحرزها حفتر منذ العام الماضي عندما بدأ الزحف نحو طرابلس.
وتلقى حكومة الوفاق دعما من تركيا في حين يستمد حفتر الذي لا تزال قواته تسيطر على الشرق وحقول النفط في الجنوب الدعم من روسيا ومصر والإمارات.
وبدأت الأمم المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية في عقد محادثات مع الجانبين بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار على الرغم من عدم الالتزام باتفاقات هدنة سابقة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المستشار الإعلامي في وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني الليبية أمين الهاشمي العثور على نحو 100 جثة في مستشفى مدينة ترهونة اليوم الجمعة. وقال الهاشمي مساء اليوم، إن الجثث "التي عثر عليها داخل ثلاجات حفظ أغذية، تعود لمدنيين رجال ونساء، ويظهر أن بعضهم قد تمت تصفيتهم قريباً، وبعضها الآخر مشوهة، ما يدل على الوفاة من مدة طويلة".
م.م/ ص.ش (رويترز، أ ف ب، د ب ا)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س