جددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رغبتها في البقاء في منصبها حتى نهاية ولايتها عام 2021. كلام ميركل جاء بعد تعالي الأصوات الناقدة لها مجددا داخل حزبها بسبب الخسارة التي تعرض لها في انتخابات البرلمان الأوروبي.
إعلان
أكدت أنغيلا ميركل بقائها في منصبها كمستشارة لألمانيا حتى نهاية ولايتها في عام 2021. وقالت ميركل في لقاء مع مراسلة "سى إن إن" الإخبارية الدولية كريستيان أمانبور اليوم الثلاثاء (28 أيار/مايو 2019): "أنا مستعدة، ولغاية نهاية الدورة الانتخابية الحالية - وهذا ما وعدت به أيضا الناخبين بأن أعمل كمستشارة".
وكانت أمانبور قد سألت ميركل عما إذا كانت متعبة أو تشعر بأنها مثل "الحطام". وتابعت ميركل: "كما أني لم أكن لأعلن استعدادي لهذه المقابلة، لو لم تكن لدي رغبة في بعض الحديث عن السياسة، يجب أن أعيش هذه السعادة كل يوم، علينا، وعلي أن أستمر في فضولي بشأن ما يستطيعه المرء، هذا هو أنا، نقابل بشكل مستمر أشخاصا جددا رائعين، وهذا هو ما أعتبره أهم مصدر قوة للسياسة".
يشار إلى أن هناك تكهنات منذ أشهر بشأن ما إذا كانت ميركل ستظل على رأس الحكومة الألمانية حتى نهاية الفترة التشريعية الحالية التي تنتهي عام 2021. وتخلت ميركل عن رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي في كانون أول/ديسمبر 2018، لصالح زميلتها في الحزب، أنيغريت كرامب ـ كارنباور.
وبعد تولي الأخيرة رئاسة الحزب انتشرت شائعات بأن ميركل ستتخلى لها عن منصبها بعد الانتخابات الأوروبية وهو ما نفته المستشارة يومها بشدة. وتعالت الأصوات المنتقدة لميركل مجددا داخل حزبها بعد النتيجة السيئة التي مني بها الحزب المسيحي الديمقراطي في الانتخابات الأوروبية التي أجريت في ألمانيا أمس الأول الأحد.
من جانب آخر، قالت ميركل إن معاداة السامية ازدادت في السنوات الأخيرة في ألمانيا. وأضافت في المقابلة مع شبكة "سى إن إن": "ليس هناك للأسف حتى اليوم معبد يهودي واحد ولا روضة أطفال يغلب عليها الطابع اليهودي، لا يقف أمامها رجال شرطة ألمان، مضطرين لحراستها، حتى لا تتعرض لأذى، لم يختف ذلك عبر عقود.. ولكن ذلك ازداد".
جاء هذا التصريح لميركل في معرض ردها على سؤال بشأن ارتفاع الشعبوية ومعاداة السامية في ألمانيا.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ)
من أديناور إلى ميركل.. مستشارو ألمانيا وبصماتهم في الحكم
ستة مستشارين ومستشارة ترأسوا الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ عام 1949، آخرهم أنغيلا ميركل. DW تأخذكم في جولة تاريخية للتعرف على أسلاف ميركل في الحكم وسيرهم وتركتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
كونراد أديناور (1949-1963)
كان كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتحت قيادته أصبحت ألمانيا دولة ذات سيادة. في السياسة الخارجية انضمت ألمانيا إلى المعسكر الغربي في مواجهة الاتحاد السوفيتي وحلفائه. وقد اعتبر أسلوب أديناور المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في الحكم استبداديا. ينحدر أديناور من منطقة حوض الراين ومن هنا جاء سعيه إلى أن تصبح مدينة بون هي عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Imago/United Archives International
لودفيغ إيرهارد (1963-1966)
في عام 1963 أجبر الحزب المسيحي الديمقراطي أديناور البالغ من العمر 87 عاماً على الاستقالة واختار لودفيغ إيرهارد خليفة له. وكان إيرهارد قد اكتسب شهرة وشعبية لتبنيه نظام السوق الاجتماعي واصبح "أب" المعجزة الاقتصادية الألمانية. كان السيجار لا يفارق شفتيه ومن النادر رؤيته بدونه؛ إذ كان يدخن ما لا يقل عن 15 سيجاراً في اليوم. لم تعمر حكومته طويلاً؛ إذ استقال عام 1966.
صورة من: picture-alliance/dpa
كورت غيورغ كيسنغر (1966-1969)
شكل كورت غيورغ كيسنغر أول حكومة اتلافية موسعة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي. ونجح في إعطاء دفعة للاقتصاد الذي أصابه الركود، غير أن إقرار قانون الطوارئ الذي يعطي للدولة حقوق خاصة للتعامل مع الأزمات دفعت الشباب للنزول إلى الشارع. ومن هنا ولدت الحركة الطلابية في أواخر الستينات. كان كيسنغر موضع جدل بسبب ماضيه أثناء الحكم النازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلي برانت (1969-1974)
أدى الحراك الاجتماعي إلى تغيير سياسي؛ إذ أصبح فيلي برانت أول مستشار ألماني ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي. جلوسه على ركبتيه أمام نصب تذكاري للغيتو اليهودي في وارسو بقيت عالقة في الأذهان لطلب المسامحة على الماضي النازي لألمانيا والمصالحة مع الحاضر. وقد تبني سياسة خارجية خففت حدة التوتر مع المعسكر الشرقي، وحاز بسببها على جائزة نوبل للسلام عام 1971.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت شميت (1974-1982)
تقلد هيلموت شميت منصب المستشار بعد استقالة صديقه ورفيقه الحزبي فيلي برانت. وقد تميز عهده بعدة أزمات، من بينها التضخم والانكماش الاقتصادي والحظر النفطي العربي إبان حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973. وقد واجه إرهاب "الجيش الأحمر" اليساري RAF بكل حزم ولم يخضع لابتزازهم. وخسر منصبه في اقتراع على الثقة في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت كول (1982-1998)
أطول رئيس حكومة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ استمر عهده 16 عاماً. كان كول غير ميالاً للإصلاح ويسعى للمحافظة على الأوضاع كما هي، غير أنه دخل التاريخ كـ"مستشار الوحدة الألمانية" ومهندسها. كما عمل على إعادة بناء ما كان سابقاً يسمى بـ "جمهورية ألمانيا الديمقراطية". لم تتوقف تركته عند حدود ألمانيا، إذ أنه عمل بدأب على الدفع باتجاه تقوية العلاقات الأوروبية وتسهيل الاندماج الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
غيرهارد شرودر (1998-2005)
بعد أربع فترات انتخابية لهيلموت كول نضج مزاج التغير. ترأس غيرهارد شرودر أول حكومة ائتلافية بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر. وفي ظله شاركت ألمانيا للمرة الأولى في مهمات عسكرية خارجية في إطار الناتو كتلك في أفغانستان. وقد أدخل شرودر تعديلات على نظام الرعايا الاجتماعية فيما عرف بـ"أجندة 2010". وقد تسببت ذلك بأزمة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتظاهر الكثيرون ضد ما أسموه "التجريف الاجتماعي".
صورة من: picture-alliance/dpa
أنغيلا ميركل (2005- إلى اليوم)
انتخبت أنغيلا ميركل كأول سيدة لمنصب المستشارة في 2005. وفي 14 آذار/مارس 2018 أعيد انتخابها للمرة الرابعة. نهجها السياسي تميز بالبراغماتية. بدأ نجمها السياسي بالأفول شيئاً فشيئاً منذ عام 2015 وقرارها التاريخي بإدخال أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا. وبعد عدة خسارات في انتخابات الولايات أعلنت "المرأة الحديدة" أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب ولن تترشح لمنصب المستشارة في عام 2021.
ديانا بيسلر/ خالد سلامة