ميركل: نعم للحوار مع طالبان لكن بـ "اتفاقات مشروطة"
٢٥ أغسطس ٢٠٢١
أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على ضرورة أن يواصل المجتمع الدولي الحوار مع طالبان بعد سيطرتها على أفغانستان، لكنها شددت على رفض أي اتفاقات غير مشروطة مع الحركة. وقالت: "الواقع الجديد مر لكن علينا مواجهته".
إعلان
اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الأربعاء (25 آب/أغسطس) أنه من الضروري أن يواصل المجتمع الدولي "الحوار مع طالبان" الذين عادوا إلى السلطة، وذلك للحفاظ على المكاسب التي تحققت في أفغانستان منذ نشر قوات حلف شمال الأطلسي، لكنها أكدت رفضها لأي اتفاقات أو تفاهمات غير مشروطة مع الحركة.
وقالت ميركل أمام النواب في البرلمان الألماني "بوندستاغ": "يجب أن يتمثل هدفنا في الحفاظ قدر الإمكان على التغييرات التي قمنا بها على مدار العشرين عاماً الماضية في أفغانستان"، مضيفة: "يتعين على المجتمع الدولي كذلك التحاور حول هذا الأمر مع طالبان (...) ومع ذلك، لا يمكن ولا يسمح أن تكون هناك اتفاقات غير مشروطة".
وتابعت: "طالبان حقيقة واقعة في أفغانستان"، موضحة أن "هذا الواقع الجديد مرير لكن علينا مواجهته". وفي إشارة إلى التقدم المحرز في أفغانستان منذ عام 2001، أكدت المستشارة أن "نحو 70% من الأفغان يمكنهم الآن الحصول على مياه الشرب بينما كانوا 20% فقط قبل عشرين عاماً". كما انخفض عدد الوفيات لدى الأطفال إلى النصف خلال عشرين عاماً، على حد قولها.
حزب البديل مع إجلاء "محدود" للمتعاونين
وحول القرار بشأن تحديد توقيت إجلاء الموظفين المحليين الذين عاونوا جهات ومؤسسات ألمانية في أفغانستان، قالت ميركل إنه كان "معضلة صعبة". وأوضحت ميركل: "دعونا نتخيل للحظة أن ألمانيا لم تبدأ بسحب الجيش الألماني في الربيع فحسب، بل قامت أيضاً بسحب الموظفين والمعاونين المحليين لدى منظمات الإغاثة الألمانية... من المؤكد أن البعض كان سيشيد بذلك باعتباره حذراً استباقياً، بينما سيرفضه البعض الآخر باعتباره موقفاً يتم التخلي فيه عن الناس في أفغانستان وتركهم لمصيرهم"، مضيفة أن كلا وجهتي النظر لها ما يبررها.
وذكرت ميركل أنه في ذلك الوقت رأت الحكومة الألمانية أسباباً وجيهة للغاية لمواصلة مساعدة الناس في أفغانستان بعد انسحاب القوات، على الأقل فيما يتعلق بالتعاون الإنمائي، موضحة طبيعة هذه المساعدات بأنها "مساعدات أساسية محددة للغاية تبدأ من وحدات الرعاية الصحية للولادات وصولاً إلى إمدادات المياه والكهرباء".
وأوضحت ميركل أنه فيما بعد أصبح من السهل تحليل الموقف وتقييمه، وقالت: "معرفة كل شيء بالضبط والتنبؤ به فيما بعد كان أمراً سهلاً نسبياً"، مضيفة في المقابل أنه كان لا بد من اتخاذ القرار وفقاً للموقف في ذلك التوقيت، مشيرة إلى أن التركيز الآن منصب "بكل قوة" على رحلات الإجلاء.
ورداً على بيان ميركل، دعا حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني الشعبوي، إلى إجلاء "محدود" للمتعاونين الأفغان مع الجيش الألماني هناك. كما طالب الحزب، على لسان رئيس كتلته البرلمانية، ألكسندر غاولاند، بعدم استقبال المزيد من اللاجئين من أفغانستان.
ميركل: لن ننسى أفغانستان
وسلطت ميركل الضوء على المعاناة التي يمر بها الناس حالياً في أفغانستان، لتعيد للأذهان جنود الجيش الألماني الذين قُتلوا وأصيبوا خلال المهمة الدولية هناك. وقالت ميركل بشأن الأزمة التي حدثت أثناء انسحاب الجيش الألماني والحلفاء الغربيين من أفغانستان: "التطورات التي حدثت في الأيام الماضية مروعة ومريرة... بالنسبة لكثير من الناس في أفغانستان فإنهم في مأساة ليس لها مثيل".
وقالت ميركل إنهم يستذكرون الجنود الذين دفعوا حياتهم ثمناً لهذه المهمة، بمن فيهم 59 ألمانياً، وكذلك أولئك الذين أصيبوا إصابات دائمة نتيجة مهمتهم في أفغانستان، مشيرة إلى أحد حراسها الشخصيين السابقين قُتل خلال مهمة للجيش الألماني في أفغانستان. وذكرت ميركل إن الجميع شاهدون على مدى اليأس الذي يحاول به الناس الوصول إلى مطار كابول للحصول على مقعد في طائرة إنقاذ، مضيفة أن هناك مآسٍ إنسانية مروعة حدثت هناك، ذاكرة على شبيل المثال محاولة آباء وضع أطفالهم الرضع والصغار بطريقة ما على جدران المطار في أيدي جنود الحلفاء المنقذين، أو موت أفراد دهساً في حالة من الذعر أمام المطار.
واعتبرت ميركل التي ستغادر منصبها الشهر القادم "في التاريخ، تحتاج الكثير من الأشياء إلى الصبر"، مؤكدة: "لهذا يجب ألا ننسى أفغانستان. ولن ننساها". وقالت ميركل التي نشأت في جمهورية ألمانيا الديموقراطية الشيوعية السابقة قبل أن تبدأ مسيرتها السياسية على أنقاض جدار برلين: "ما زلت مقتنعة بأنه لا يمكن لأي عنف ولأي عقيدة أن توقف التطلع إلى العدالة والسلام".
م.ع.ح/خ.س (د ب أ، أ ف ب)
كيف عرضت السينما العالمية "مأساة" أفغانستان؟
تاريخ البلد المضطرب دائما ما كان موضوعا لعدة أفلام عالمية بداية من "قندهار" ووصولا إلى "عداء الطائرة الورقية". فكيف تناولت السينما العالمية الوضع في أفغانستان؟
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture alliance
فيلم "هافا" - إنتاج عام 2019
هو أخر أفلام المخرجة الأفغانية ساهرا كريمي، وتم عرضه ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا للأفلام عام 2019. ويحكي الفيلم قصة ثلاث سيدات يعشن في كابول، محاطين بثلاثة سياقات اجتماعية مختلفة، وتتعامل كل منهن بطريقتها مع حملها. وقبل سقوط العاصمة الأفغانية تحت سيطرتهم، وجهت صانعة الفيلم خطابا مفتوحا للعالم تحذر فيه من حركة طالبان. وتمكنت المخرجة الافغانية من الرحيل والتوجه للعاصمة الأوكرانية كييف.
صورة من: http://hava.nooripictures.com
فيلم "أسامة" - إنتاج عام 2003
تحت حكم طالبان من عام 1996 وحتى 2001، منعت الحركة النساء من العمل في أغلب المجالات بما حرم الأسر، التي فقدت عائلها من الرجال بسبب الصراع، من الدخل الذي كانت المرأة تتحصل عليه سابقا من عملها. ويحكي فيلم "أسامة" قصة فتاة اضطرت للتنكر كصبي لتتمكن من العمل ومساعدة أسرتها. ويعتبر الفيلم العمل السينمائي الأول الذي يتم تصويره بالكامل في أفغانستان منذ عام 1996، إذ منعت الحركة أنذاك أيضا إنتاج الأفلام.
صورة من: United Archives/picture alliance
فيلم "المُعيل" - إنتاج عام 2017
أصدرت كارتون صالون، وهي شركة إنتاج سينمائي أيرلندية حاصلة على عدة جوائز، فيلم رسوم متحركة مأخوذ عن رواية "المُعيل" للكاتبة ديبورا إليس. وتحكي الرواية قصة فتاة تتنكر في زي صبي حتى تتمكن من العمل ومساعدة أسرتها. وعملت الممثلة الأمريكية أنجيلنا جولي كمنتج منفذ للفيلم، والذي تم ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة.
صورة من: Aircraft Pictures/Entertainment Pictures/Zumapress/picture alliance
فيلم "عداء الطائرة الورقية" - إنتاج عام 2007
الفيلم مأخوذ عن الرواية الشهيرة، التي تحمل نفس الأسم، للكاتب خالد حسيني، ومن إخراج المخرج الألماني السويسري مارك فورستر. ويتناول الفيلم مفاهيم واسعة كالشعور بالذنب والرغبة في التكفير عنه من خلال عرض ما شهدته أفغانستان من أحداث على مدار نصف قرن بداية بإنهيار الملكية، مرورا بالغزو الروسي، ووصولا إلى وصول طالبان للسلطة.
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture-alliance
فيلم "قندهار" - إنتاج عام 2001
الفيلم من إخراج محسن مخملباف، والذي يعد ضمن أفضل مخرجي إيران، ويحكي قصة سيدة أفغانية كندية تقرر العودة لأفغانستان لتمنع شقيقتها من الانتحار. لم يلقى "قندهار" الكثير من الاهتمام عند عرضه للمرة الاولى بمهرجان كان السينمائي عام 2001. ثم وقعت أحداث 11 سبتمبر/ أيلول لتثير الرغبة في التعرف أكثر عما يدور في أفغانستان والمصاعب التي تواجهها المرأة هناك.
صورة من: Mary Evans Arichive/imago images
فيلم "في الساعة الخامسة بعد الظهر" - إنتاج عام 2003
بعد ذلك بعامين وفي مهرجان كان أيضا، عرضت المخرجة سميرة ماكملباف، إبنة المخرج الإيراني محسن ماكملباف، فيلمها عن أفغانستان. ويحكي الفيلم قصة شابة أفغانية تعيش بالعاصمة الممزقة بسبب الحرب وتحلم بأن تصبح يوما رئيسة لبلادها. وبعد هزيمة طالبان، تسعى الفتاة للتعلم من أجل تحقيق حلمها. وتم تصوير الفيلم في العاصمة الأفغانية كابول.
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture alliance
فيلم "في هذا العالم" - إنتاج عام 2002
يحكي الفيلم قصة طفلان لاجئان أفغانيان خلال رحلتهما للهجرة غير القانونية من مخيم اللجوء في باكستان إلى لندن. الفيلم من إخراج مايكل وينتربوتم، وتم تصويره كفيلم تسجيلي من بطولة ممثلين هاوين غير محترفين. وحاز الفيلم على جائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين للسينما عام 2003، كما حصل أيضا على جائزة البافتا لأفضل فيلم أجنبي.
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture-alliance
فيلم "الناجي الوحيد" - من إنتاج عام 2013
الفيلم مأخوذ عن قصة الجندي بالبحرية الأمريكية ماركوس لوتريل ومشاركته في عملية "الأجنحة الحمراء"، التي استهدفت مجموعة من مقاتليي طالبان بمقاطعة كونار الأفغانية عام 2005. وجسد الممثل مارك والبيرغ في الفيلم شخصية لوتريل، والذي كان الناجي الوحيد بعد مقتل جميع زملائه في كمين نُصب لهم.
صورة من: Gregory E. Peters/SquareOne/Universum Film/dpa/picture alliance
"رامبو" - إنتاج عام 1988
تدور أحداث الفيلم الثالث من سلسلة "رامبو"، بطولة النجم سيلفستر ستالون خلال الحرب السوفيتية في أفغانستان، حيث يتوجه رامبو إلى هناك لإنقاذ قائده السابق من يد القوات السوفيتية "عديمة الرحمة". وعادت من جديد هذا الأسبوع روايات سابقة عن أن الفيلم حمل في البداية إهداء إلى "المقاتلين المجاهدين الشجعان" ليتم تعديله بعد هجمات 11 سبتمبر ليكون الإهداء إلى "الشعب الأفغاني ولكن أكد البعض عدم صدق تلك المعلومة.
صورة من: United Archives/IFTN/picture alliance
فيلم "حرب شارلي ويلسون" - إنتاج عام 2007
في فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق ريغان، دعمت الولايات المتحدة المجاهدين الأفغان في مواجهة الاتحاد السوفيتي. وفي هذا الفيلم يقوم الممثل الأمريكي توم هانكس بلعب دور عضو الكونغرس الأمريكي شارلي ويلسون، واحد من أهم مؤيدي برنامج التمويل الأمريكي للمجاهدين الذي استمر حتى عام 1991.
إليزابيث غرينير - دينا البسنلي
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture-alliance