ميركل تؤيد وماكرون يعارض ضم دول في البلقان إلى الاتحاد
٥ يوليو ٢٠١٩
بعد اجتماعات على مدى يومين في بوزنان البولندية لقادة أوروبا مع سبع دول من غرب البلقان، حضت ألمانيا وبولندا على ضم دول مثل مقدونيا الشمالية وألبانيا إلى الاتحاد الأوروبي، رغم معارضة فرنسا وهولندا لتوسيع الاتحاد الأوروبي.
إعلان
حضتّ ألمانيا وبولندا الجمعة (الخامس من تموز/ يوليو)على ضم دول مثل ألبانيا ومقدونيا الشمالية الى الاتحاد الأوروبي رغم تردد فرنسا وهولندا وبعض دول شمال أوروبا في التكتل. وجاءت دعوة برلين ووارسو بعد قمة "غرب البلقان" في بوزنان في غرب بولندا والتي ركزت على دول غرب البلقان بعدما أجل الاتحاد الأوروبي تحديد موعد لبدء مباحثات الانضمام مع ألبانيا ومقدونيا الشمالية.
ويقول معارضون إنّ توسيع الاتحاد الأوروبي قد يؤدي الى مزيد من المشاكل، مشيرين إلى قضايا الفساد والعدالة ومؤسسات دولة القانون في رومانيا وبلغاريا، الدولتين الاشتراكيتين السابقتين اللتين انضمتا للاتحاد في العام 2007.
لكن أنصار توسيع التكتل يقولون إنّ رفض قبول أعضاء جدد سيحولهم نحو قوى دولية أخرى مثل الصين وروسيا أو تركيا. وأكّدت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أن ضم دول البلقان هو ضمن المصالح الاستراتيجية للاتحاد. وأبلغت اجتماع قادة دول الاتحاد ودول غرب البلقان الجمعة "إذا نظرنا للخريطة، فإنّ دول غرب البلقان محاطة بأعضاء في الاتحاد الأوروبي لذا (فان ضمها إلى الاتحاد الأوروبي) مسؤولية استراتيجية تصب في مصلحتنا".
واستخدم الرئيس البولندي أندريه دودا لهجة حادة في انتقاده لتأخير بدء المباحثات. وقال في اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي والبلقان في بوزنان "عبر عدم الوفاء بوعده، يشكك الاتحاد الأوروبي في مصداقية المجتمع بكامله وهو أمر يؤسفني بشدة". وتوقع أن "يتم استغلال ذلك من جانب دوائر معادية للغرب ودول تسعى لإضعاف الطموحات الاوروبية الأطلسية".
وصرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها لا ترى مشكلة في معارضة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون لتوسيع الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن. وقالت ميركل إن ماكرون يطالب بضرورة تحسين آليات العمل في الاتحاد الأوروبي أولا. وذكرت ميركل: "هذا الأمر اتفق معه فيه وهو مجال يمكن أن نعمل فيه كثيرا". وأضافت المستشارة: "لا أرى هذا مطلقا رفضا لقبول مفاوضات من أجل الالتحاق بالاتحاد".
ويعتبر ماكرون معارضا لتوسيع الاتحاد الأوروبي نحو دول مرشحة من منطقة البلقان في الوقت الراهن. ويتمسك ماكرون بموقفه في حاجة الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات جذرية قبل الإقدام على هذه الخطوة. وأحبط هذا الموقف الرافض من جانب فرنسا وعدد آخر من دول الاتحاد الأوروبي آمال كل من مقدونيا الشمالية وألبانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ح.ع.ح/ ع.خ (د.ب.ا/ أ.ف.ب)
أزمة اللاجئين: من هم أصدقاء ميركل ـ ومن هم الخصوم؟
في خضم بحثها عن "حل أوروبي" لأزمة الهجرة تحتاج أنغيلا ميركل إلى حلفاء بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي. لكن عددهم يضمحل، وبعضهم يقف بحزم في وجهها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O.Matthys
الشريك
إذا أمكننا التحدث عن صديق سياسي لميركل، فإنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فهو على غرار ميركل مهتم بالتوصل إلى حل أوروبي، لأنه يخشى مثل ميركل على كيان الاتحاد الأوروبي. لكن الحزب المسيحي الاجتماعي يعتقد أن ماكرون اشترى دعمه لميركل بوعود مالية.
صورة من: picture-alliance/Tass/dpa/M. Metzel
المتفهم
رئيس الوزراء الإسباني الجديد بيدرو سانشيس يبدو أنه تحرك في إطار يخدم ميركل عندما قبل أن ترسو سفن تقل لاجئين أفارقة رفضتهم الحكومة الإيطالية. وهذا القدر من الإنسانية نادر في هذه الأوقات. لكن الاشتراكي قال بوضوح بأن بلاده تحتاج إلى دعم في تجاوز متاعب الهجرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Soriano
الوسيط
حدود الاتحاد الأوروبي الداخلية المفتوحة مهمة بالنسبة إلى هولندا المعتمدة على التجارة. وهنا يحصل إجماع بين رئيس الوزراء مارك روته والمستشارة ميركل. في المقابل فإن الأجواء السائدة في البلاد هي في الأثناء معادية للمهاجرين. وطالبو اللجوء الذين ليس لهم فرصة لا يريد روته السماح لهم أصلا بالعبور إلى أوروبا. وبهذه الاستراتيجية المترنحة يمكن له تولي دور الوساطة.
صورة من: Reuters/F. Lenoir
المراوغ
هناك فوارق إيديولوجية بين المسيحية الديمقراطية ميركل واليساري أليكسيس تسيبراس. وبالرغم من ذلك فإن رئيس الوزراء اليوناني يساند مبدأ "التضامن الأوروبي" في تجاوز الهجرة ويدعم شخصيا ميركل. والسبب يعود في ذلك لكونه عايش ميركل كمتفهمة لأزمة الديون اليونانية وأنه يأمل في الحصول هنا على تنازلات إضافية.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الراديكالي
الدنماركي لارس لوكه راسموسن لا يبدو ظاهريا مثل رجل راديكالي، إلا أنه يتخذ هذا الموقف في قضايا الهجرة. وقلما توجد حكومة أوروبية أخرى تنهج سياسة متشددة في ردع طالبي اللجوء مثل حكومته. راسموسن أثار كذلك في وقت أبكر من آخرين فكرة إقامة مراكز إيواء خارج الاتحاد الأوروبي. وإذا كان الحل الأوروبي على هذا النحو، فإنه يدعمه، إلا أنه لا يساند مخطط توزيع اللاجئين على الدول الأوروبية.
صورة من: imago/Belga
الخصم
المستشار النمساوي سباستيان كورتس يظهر مهذبا أمام ميركل، لكنه لا يخفي رفضه العميق لسياستها الليبرالية في اللجوء. ويتفاهم كورتس بخلاف ذلك مع المعارضين لميركل في قضية الهجرة ابتداء من وزير الصحة ينس شبان إلى وزير الداخلية هورست زيهوفر ورئيس وزراء بفاريا ماركوس زودر.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
المدفوع
رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي لا ينتمي لأي حزب يُعتبر أحد المشاكسين الكبار لميركل. كونتي يرفض استقبال اللاجئين المسجلين في إيطاليا. ويدعمه في هذا بوجه الخصوص وزير الداخلية ماتيو سالفيني من "رابطة الشمال" المعادية للأجانب: "لم يعد في وسعنا استقبال ولو شخص واحد". وبهذا النوع من التصريحات تزداد شعبية الرابطة في استطلاعات الرأي.
صورة من: picture-alliance/ZumaPress
غير المهتم
لا أحد انتقد بقوة كبيرة طوال سنوات سياسة ميركل للحدود المفتوحة مثل المجري فيكتور أوربان. فهو يعتبر هذه الأزمة مشكلة ميركل. ولم يشارك في اجتماع الأحد الماضي (24 يونيو 2018) مثل الزعماء الآخرين لدول فيزغراد سلوفاكيا وتشيكيا وبولندا. فجميع هذه الدول ترفض توزيع اللاجئين على البلدان الأوروبية.