ميركل تتحدث لخريجي جامعة هارفارد العريقة عن تجربتها الشخصية
٣٠ مايو ٢٠١٩
قررت جامعة هارفارد العريقة تخصيص كلمتها للمتخرجين للمستشارة أنغيلا ميركل التي ستنضم إلى قائمة الشخصيات المرموقة التي حظيت بهذا التشريف، وذكرت ميركل أن خطابها سوف لن يكون خطابا سياسيا تقليديا، بل يتحدث عن حياتها الخاصة.
إعلان
قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن خطابها الذي تلقيه مساء اليوم الخميس (30 أيار/مايو 2019) أمام المتخرجين في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة لن يكون خطابا سياسيا تقليديا. إذ ستتحدث عن حياتها الخاصة، حيث نشأت في ألمانيا الشرقية كابنة لقس بروتستانتي ومدرِّسة لغة لاتينية وإنجليزية، واستمرت ميركل في دراسة الفيزياء وحصلت على درجة الدكتوراه في كيمياء الكم.
وسوف تلقي ميركل، المستشارة الألمانية منذ عام 2005 والتي أعيد انتخابها لثلاث فترات في المنصب، خطاب هارفارد رقم 368 للمتخرجين في حرم الجامعة الراقية في ولاية ماساتشوستس. وقالت ميركل في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية هذا الأسبوع: "سوف أحاول أن أوضح للطلاب الدروس الذي استخلصتها من حياتي الخاصة".
وفي إعلانه عن زيارة ميركل، وصفها رئيس جامعة هارفارد، لاري باكو، بأنها "واحدة من أكثر مسؤولي الدولة استحواذا على الإعجاب وتأثيرا على نطاق واسع في عصرنا هذا". وأشار باكو إلى أن قيادة ميركل فعلت الكثير لتشكيل مسار ليس في ألمانيا فقط، بل في أوروبا والعالم الأكبر. وقال: "إنها لا تزال تؤدي دورا محوريا في مواجهة عدد من أكبر التحديات في عصرنا".
وبدأت ميركل حياتها السياسية عام 1989 عندما تأثرت بالثورة السلمية التي أدت إلى سقوط جدار برلين. وانضمت إلى حزب "Demokratischer Aufbruch" (الصحوة الديمقراطية)، الذي اندمج فيما بعد مع حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي CDU".
كانت هناك تكهنات في برلين حول ما إذا كانت ميركل ستلقي كلمة مشابهة لكلمتها في مؤتمر ميونخ الأمني في شباط/ فبراير الماضي، حيث حذرت من التخلي عن الهياكل السياسية الدولية، ودعت إلى إنقاذ المعاهدات التي رفضتها الولايات المتحدة، في انتقاد واضح منها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت ميركل لشبكة "سي.إن.إن" إنها وترامب لديهما تعاون وثيق نتيجة للمشاكل التي يتعين عليهما حلها معا. واعترفت بأنها أجرت معه "مناقشات مثيرة للجدل" عندما التقيا في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ عام 2017، ولكن في النهاية وجدا أرضية مشتركة.
وليس هناك خطط لعقد اجتماع بين ميركل وترامب أثناء وجودها في الولايات المتحدة. وأفاد متحدث باسم الحكومة الألمانية بأن المسؤولين الأمريكيين أوضحوا في وقت سابق أن ترامب لن يكون في واشنطن اليوم الخميس، حيث من المقرر أن يتحدث إلى خريجي أكاديمية القوات الجوية الأمريكية في كولورادو.
يشار إلى أن ميركل هي صاحبة أطول فترة في المنصب بين مسؤولي الحكومات الحاليين في الاتحاد الأوروبي وأبرز زعيمة ضمن مجموعة الدول السبع. وأعلنت العام الماضي أن فترة ولايتها الحالية سوف تكون الأخيرة.
ز.أ.ب/ع.ج (د ب أ)
من أديناور إلى ميركل.. مستشارو ألمانيا وبصماتهم في الحكم
ستة مستشارين ومستشارة ترأسوا الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ عام 1949، آخرهم أنغيلا ميركل. DW تأخذكم في جولة تاريخية للتعرف على أسلاف ميركل في الحكم وسيرهم وتركتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
كونراد أديناور (1949-1963)
كان كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتحت قيادته أصبحت ألمانيا دولة ذات سيادة. في السياسة الخارجية انضمت ألمانيا إلى المعسكر الغربي في مواجهة الاتحاد السوفيتي وحلفائه. وقد اعتبر أسلوب أديناور المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في الحكم استبداديا. ينحدر أديناور من منطقة حوض الراين ومن هنا جاء سعيه إلى أن تصبح مدينة بون هي عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Imago/United Archives International
لودفيغ إيرهارد (1963-1966)
في عام 1963 أجبر الحزب المسيحي الديمقراطي أديناور البالغ من العمر 87 عاماً على الاستقالة واختار لودفيغ إيرهارد خليفة له. وكان إيرهارد قد اكتسب شهرة وشعبية لتبنيه نظام السوق الاجتماعي واصبح "أب" المعجزة الاقتصادية الألمانية. كان السيجار لا يفارق شفتيه ومن النادر رؤيته بدونه؛ إذ كان يدخن ما لا يقل عن 15 سيجاراً في اليوم. لم تعمر حكومته طويلاً؛ إذ استقال عام 1966.
صورة من: picture-alliance/dpa
كورت غيورغ كيسنغر (1966-1969)
شكل كورت غيورغ كيسنغر أول حكومة اتلافية موسعة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي. ونجح في إعطاء دفعة للاقتصاد الذي أصابه الركود، غير أن إقرار قانون الطوارئ الذي يعطي للدولة حقوق خاصة للتعامل مع الأزمات دفعت الشباب للنزول إلى الشارع. ومن هنا ولدت الحركة الطلابية في أواخر الستينات. كان كيسنغر موضع جدل بسبب ماضيه أثناء الحكم النازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلي برانت (1969-1974)
أدى الحراك الاجتماعي إلى تغيير سياسي؛ إذ أصبح فيلي برانت أول مستشار ألماني ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي. جلوسه على ركبتيه أمام نصب تذكاري للغيتو اليهودي في وارسو بقيت عالقة في الأذهان لطلب المسامحة على الماضي النازي لألمانيا والمصالحة مع الحاضر. وقد تبني سياسة خارجية خففت حدة التوتر مع المعسكر الشرقي، وحاز بسببها على جائزة نوبل للسلام عام 1971.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت شميت (1974-1982)
تقلد هيلموت شميت منصب المستشار بعد استقالة صديقه ورفيقه الحزبي فيلي برانت. وقد تميز عهده بعدة أزمات، من بينها التضخم والانكماش الاقتصادي والحظر النفطي العربي إبان حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973. وقد واجه إرهاب "الجيش الأحمر" اليساري RAF بكل حزم ولم يخضع لابتزازهم. وخسر منصبه في اقتراع على الثقة في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت كول (1982-1998)
أطول رئيس حكومة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ استمر عهده 16 عاماً. كان كول غير ميالاً للإصلاح ويسعى للمحافظة على الأوضاع كما هي، غير أنه دخل التاريخ كـ"مستشار الوحدة الألمانية" ومهندسها. كما عمل على إعادة بناء ما كان سابقاً يسمى بـ "جمهورية ألمانيا الديمقراطية". لم تتوقف تركته عند حدود ألمانيا، إذ أنه عمل بدأب على الدفع باتجاه تقوية العلاقات الأوروبية وتسهيل الاندماج الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
غيرهارد شرودر (1998-2005)
بعد أربع فترات انتخابية لهيلموت كول نضج مزاج التغير. ترأس غيرهارد شرودر أول حكومة ائتلافية بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر. وفي ظله شاركت ألمانيا للمرة الأولى في مهمات عسكرية خارجية في إطار الناتو كتلك في أفغانستان. وقد أدخل شرودر تعديلات على نظام الرعايا الاجتماعية فيما عرف بـ"أجندة 2010". وقد تسببت ذلك بأزمة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتظاهر الكثيرون ضد ما أسموه "التجريف الاجتماعي".
صورة من: picture-alliance/dpa
أنغيلا ميركل (2005- إلى اليوم)
انتخبت أنغيلا ميركل كأول سيدة لمنصب المستشارة في 2005. وفي 14 آذار/مارس 2018 أعيد انتخابها للمرة الرابعة. نهجها السياسي تميز بالبراغماتية. بدأ نجمها السياسي بالأفول شيئاً فشيئاً منذ عام 2015 وقرارها التاريخي بإدخال أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا. وبعد عدة خسارات في انتخابات الولايات أعلنت "المرأة الحديدة" أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب ولن تترشح لمنصب المستشارة في عام 2021.
ديانا بيسلر/ خالد سلامة