1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ميركل تتصدر شخصيات عام الأزمات في الاتحاد الأوروبي

٢٨ ديسمبر ٢٠١٥

برزت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل كزعيمة أوروبية في 2015 وهو العام الذي شهد أكبر الأزمات في تاريخ الاتحاد الأوروبي، بدأ بأزمة الديون اليونانية ومرورا بالأزمة الأوكرانية ووصولا إلى أزمة اللاجئين التاريخية.

Deutschland Merkel Bundestag Haushaltsdebatte
صورة من: Reuters/F. Bensch

وسط عام من الأزمات الأوروبية بدأ من حرب أوكرانيا إلى أزمة ديون اليونان ثم تدفق اللاجئين التاريخي برزت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل زعيمة أوروبية بلا منازع للقارة، مثيرة في آن واحد اكبر قدر من الإشادة والانتقاد حتى اليوم.

فسواء في إدارتها لدبلوماسية الاتحاد الأوروبي مع موسكو أو مساومة أثينا على شروط إنقاذ مالي شاقة أو التعامل مع أضخم موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية، احتلت ميركل الصدارة مرة بعد أخرى.

ووسط فترة اضطرابات وانقسامات متنامية في أوروبا طالبت أخصائية الكيمياء، البراغماتية التي يلقبها الألمان تحببا "موتِي" (أي "ماما")، بالتقويم المالي ونادت بالمبادئ الإنسانية، وغالبا ما أثارت ردود فعل متفاوتة.

"المبادرة الجريئة"

لاجئون في طريقهم إلى المانيا في دول البلقان يرفعون أسم ميركلصورة من: Reuters/M. Djurica

بشكل خاص أدت المبادرة الجريئة وغير المعهودة التي اتخذتها قائدة أقوى اقتصاد أوروبي بفتح أبواب ألمانيا أمام اللاجئين السوريين إلى إضعاف شعبيتها التي لطالما كانت تسجل مستويات قياسية في استطلاعات الرأي في بلدها، وإلى عزلها وسط نظرائها في ملفات رئيسية في الاتحاد الأوروبي.

في مؤتمر لحزبها المحافظ في الشهر الجاري قالت المستشارة البالغة 61 عاما إن "2015 كان عاما غير معقول، عام يصعب استيعابه في الحقيقة". وأضافت "لم أشهد من قبل تواليا بهذه السرعة لأحداث شديدة الأهمية". ويتخذ هذا التصريح أهمية كبرى كونه صادر عن ابنة القس البروتستانتي التي نشأت خلف الستار الحديدي الشيوعي وشهدت سقوط جدار برلين قبل ربع قرن.

وغالبا ما أثار تصاعد النفوذ الألماني في عهد ميركل المستمر منذ عقد توتر الجيران الأوروبيين. فعندما طلبت المستشارة بحزم لا يقبل الجدل من أعضاء منطقة اليورو الغارقين في الديون حصر النفقات العامة صورت في رسوم كاريكاتورية في شخصية متسلطة ترتدي الزي النازي وتنشر حولها المحاسبين بدلا عن الدبابات.

انتقادات النظراء الأوروبيين

صحف يوانية وصفت سياسة ميركل إزمة الديون اليونانية بالديكتاتوريةصورة من: picture-alliance/dpa

وصرح رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رنزي بنبرة أكثر دبلوماسية انه بالرغم من تقديره لميركل "على أوروبا أن تخدم 28 بلدا، وليس واحدا فقط".

وواجهت ميركل أشدَّ الانتقادات بعد قرارها في أيلول/سبتمبر فتح أبواب بلادها أمام موجة قياسية من اللاجئين الذين توافدوا من بودابست، أغلبهم مشيا عبر البلاد. وكررت ميركل شعارها "سنحقق ذلك" في مسعى لتشجيع بلاد تحاول استقبال مليون مهاجر وفدوا هذا العام.

ولقب لاجئون المستشارة "ماما ميركل" وتوافدوا لالتقاط الصور برفقتها، فيما وضعتها مجلة "شبيغل" على الغلاف بصورة الام تيريزا.

ملكة أوروبا

وفي إجماع نادر اختارت هيئات إعلامية من بينها وكالة فرانس برس ومجلة تايم وصحيفة فاينانشل تايمز ميركل "ملكة أوروبا" منذ فترة طويلة لتكون الشخصية الأكثر نفوذا للعام 2015.

وأشار الكاتب في نيويورك تايمز روجر كوهين أنها "أصبحت شخصية أوروبية مرموقة، توازي مؤكدا عمالقة ألمانيا ما بعد الحرب على غرار كونراد اديناور وهلموت شميت وهلموت كول، بل ربما تتجاوزهم". فحتى وزير المالية اليساري اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس الذي لطالما شكل عدوا لبرلين صرح لأسبوعية شتيرن "ربما، لو كنت ألمانيا، لصوت لميركل".

ميركل ملكة اللاجئينصورة من: Reuters/F. Bensch

في المقابل بدأت الشكوك تساور الكثير من الألمان الذين يخشون أن تكون ميركل التي ائتمنوها على استقرار بلادهم، تغرقها في الواقع في الفوضى. وتشير استطلاعات الرأي إلى ارتفاع الخوف إزاء تدفق أغلبية مسلمة من اللاجئين، فيما ازدادت شعبية حزب شعبوي يميني وسط تزايد لجرائم الكراهية والعنصرية.

وصرح اوسكار نيدرماير من جامعة برلين الحرة "ألمانيا منقسمة على نفسها بلا أي شك". وأوضح "بشكل عام ما زالت ميركل وحصيلة عملها موضع تقدير كبير، لكن الأكثرية ترى على مستوى أزمة المهاجرين أنها تبنت سياسة خاطئة".

التضامن الأوروبي هدف ميركل

تستند خطة ميركل لتجنب وصول مليون مهاجر آخر في العام المقبل إلى إقناع دول أخرى في الاتحاد باستضافة مزيد من اللاجئين. لكن الردود حتى الآن تراوحت بين الصمت المطبق وصيحات الاستهجان.

ورفض رئيس وزراء المجر فيكتور اوربان "الامبريالية الأخلاقية" الألمانية وأغلق حدوده بأسلاك شائكة حادة، فيما أكد نظيره التشيكي بوهوسلاف سوبوتكا أن ميركل "شجعت الهجرة غير المشروعة" إلى أوروبا. حتى رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك اعتبر سياسة ميركل للاجئين "خطيرة".

وفي مؤتمر حزبها وصفت المستشارة الألمانية تدفق اللاجئين بأنه بمثابة "موعد مع العولمة" معتبرة انه يتطلب عملا "جبارا" وسيغير البلاد إلى الأبد. وأضافت وسط التصفيق "انه تحد تاريخي لأوروبا واعتبرت أننا نريد أوروبا أن تنجح فيه". وأضافت "أنا واثقة أنها ستفعل".

واعتبر نيدرماير أن ميركل تمكنت في أفضل خطاب لها حتى الآن من "كسب أشهر إضافية، لا أكثر" فيما ينفد صبر الناخبين وقاعدتها الحزبية تدريجيا، لذلك "سيكون العام 2016 الامتحان الحاسم الفعلي لها".

ح.ع.ح/ م.س(أ.ف.ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW